تتويجًا لنجاح جولات الرئيس عبدالفتاح السيسى الخارجية، وعلاقاته السياسية المتوازنة التى أقامها مع جميع دول العالم، يزور الرئيس الفيتنامى تران داى كوانج وزوجته مصر فى جولة تستغرق 4 أيام استجابة لدعوة الرئيس السيسى؛ لتعزيز العلاقات بين مصر وفيتنام وتبادل الخبرات وتطوير التعاون فى الاقتصاد والتجارة والاستثمار، فضلا عن البحث عن فرص التعاون فى مجالات الزراعة والثقافة والسياحة. زيارة الرئيس الفيتنامى وغيره من رؤساء وزعماء دول العالم لمصر لم تكن وليدة اللحظة أو مصادفة فهى حصيلة جهود كبيرة بذلها الرئيس السيسى فى توطيد وتدعيم علاقات مصر السياسية بالخارج، إذ كان أول رئيس مصرى يزور فيتنام فى سبتمبر من العام الماضى، وتعد هذه هى الزيارة الأولى من نوعها على مستوى تاريخ العلاقات بين البلدين، إذا لم يزر أى رئيس فيتنامى مصر إلا فى يوليو 2009 وذلك على هامش قمة عدم الانحياز. واتفق الرئيس السيسى خلال زيارته إلى فيتنام على الاحتفال هذا العام بذكرى مرور 55 عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، والتى ظلت مجمدة دون زيارات واتفاقيات حقيقة إلى أن جاء الرئيس السيسى ليعيد اكتشافها وصناعتها من جديد. ومن المقرر أن يلتقى الرئيس السيسى بنظيره الفيتنامى غدًا الاثنين، كما تتضمن جولة رئيس فيتنام زيارة مجلس النواب للقاء الدكتور على عبدالعال رئيس المجلس، ومدينة الأقصر للتمتع بمعالمها التاريخية وآثارها الفرعونية مثل معبدى الأقصر والكرنك، ومنطقة وادى الملوك ومعبد حتشبسوت بالدير البحري. وتأتى الزيارة تأكيدًا على أهمية العلاقات التاريخية والمتميزة التى تجمع بين البلدين والإشادة بالتطور الإيجابى الذى يشهده التعاون بين مصر وفيتنام لا سيما فى ضوء زيارة الرئيس السيسى إلى هانوى فى شهر سبتمبر 2017. فضلا عن التطلع إلى تعزيز الاستثمارات المشتركة وتنشيط السياحة الفيتنامية إلى مصر وتقدير فيتنام للدور الرائد الذى تقوم به مصر على الصعيدين الإقليمى والدولي، ودورها المقدر فى مجال مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار والسلام فى الشرق الأوسط. ويرى بعض الخبراء والدبلوماسيين،أن زيارة الرئيس الفيتنامى للقاهرة تأتى تتويجًا للجهود الدبلوماسية المصرية المبذولة فى عهد الرئيس السيسي، فى إطار توطيد وتدعيم العلاقات المصرية مع دول العالم وإقامة صداقات وتحالفات جديدة والاستفادة من خبرات الدول المتقدمة فى مجالات معينة.
رخا حسن: «هانوى» تعتمد على قناة السويس فى مرور صادراتها إلى أوروبا السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، قال فى تصريح خاص ل«روزاليوسف»، إن زيارة الرئيس الفيتنامى تأتى ردًا على زيارة الرئيس السيسى التى أجراها إلى فيتنام خلال جولته فى الشرق الأقصى العام الماضى، مشيرًا إلى أن فيتنام دولة لها تجربة ثرية وغنية بأنها تحولت من دولة مُدمرة بعد حرب استمرت أكثر من 25 سنة إلى دولة صاعدة استطاعت أن تعيد البناء وتطور الصناعات الخفيفة والمتوسطة وبعض الصناعات الثقيلة، إلى جانب النهضة التعليمية والعلمية وخبراتها فى بعض الحاصلات الزراعية خاصة زراعة الأرز، مشيرًا إلى أن منطقة جنوب شرق آسيا تعد مزرعة الأرز فى العالم, ولذلك يعد محصولها الشعبى ولذلك نستفيد منهم فى مجالات زراعة الأرز منذ فترة كبيرة خاصة فى شمال الدلتا كما نستورد منهم ماينقصنا من مخزون الأرز. وأوضح «حسن» أن هناك عددًا من مذكرات التفاهم التى تم توقيعها بين البلدين خلال زيارة الرئيس السيسى لفيتنام، مشيرًا إلى أنه ربما تشهد هذه الزيارة تنفيذ لبعض هذه الاتفاقيات، فضلًا عن تشجيع فيتنام على الاستثمار فى محور قناة السويس باعتبار أن صادرتها فى البحر الأحمر وأوروبا تمر عبر القناة. وأشار عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، إلى أن هناك عددًا من التوجهات السياسية المشتركة بين مصر وفيتنام منها أزمات الشرق الأوسط وتأثيرها على الاستقرار فى العالم والتجارة العالمية والغاز والبترول، بالإضافة إلى تأييد فيتنام للقضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطينى فى تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية باعتبار أن فيتنام دولة ثورية يربطها تعاون مشترك طويل ب التحرير الفلسطينية. ولفت إلى أنه على الرغم من عدم معاناة فيتنام من وجود جماعات إرهابية إلى أنها حريصة على الاستفادة دائمًا فى تجربة مصر فى مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات والخبرات تحسبًا لدخول أى جماعات متطرفة إليها مستقبلًا، فضلًا عن التعاون السياحى بين البلدين. ومن المعروف أن فيتنام ومصر لديهما علاقات صداقة وتعاون قديمة تعود لعام 1958، حيث أنشأت فيتنام مكتبًا تمثيليًا تجاريًا فى مصر ثم فى عام 1963 أقامت فيتنام ومصر علاقات دبلوماسية بشكل رسمي، حيث فتحت فيتنام سفارة لها فى القاهرة وفى العام التالى فتحت مصر سفارتها فى هانوى عاصمة فيتنام. عزمى خليفة: سياستنا الخارجية الحالية تهدف إلى الانفتاح على كل العالم واتفق معه السفير عزمى خليفة، مساعد وزير الخارجية السابق، الذى قال فى تصريح خاص ل«روزاليوسف»: إن علاقة مصر بفيتنام حديثة بدأت فى عهد الرئيس السيسى الذى أقام علاقات سياسية قوية ومتوازنة مع معظم دول العالم، لافتًا إلى أن فيتنام أصبحت قوى اقتصادية صاعدة بعد أن استطاعت الخروج من أزماتها وتحقيق انفتاح اقتصادى فى قارة آسيا التى تعد محور الاقتصاد فى المستقبل، مشيرًا إلى أن مصر تسعى جاهدة من خلال سياستها المتوازنة بالخارج الخروج من عنق الزجاجة وعمل تجربة اقتصادية من الدرجة الأولى ولذلك هى بحاجة إلى انفتاح اقتصادى واستثمارات مع جميع الدول وبالتالى فإن العلاقات بين مصر وفيتنام مهمة جدًا اقتصاديًا. «خليفة» أوضح أن مبادئ السياسات الخارجية المصرية فى الوقت الراهن قائمة على الانفتاح على جميع الدول، وعدم الخضوع لما يسمى بالدول العظمى كما كان قديمًا، أمريكا الآن دخلت فى حروب مع الصين وألمانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبى والمكسيك، لأنها تفرض نوعًا من الحماية الاقتصادية على الاقتصادى الأمريكى وانسحبت من اتفاقيات المناخ وتسعى لتحديد أهدافها بكل السبل والوسائل حتى وإن كانت بعيدة عن القيم والمثل العليا، فتحولت سياستها إلى سياسة غاشمة دون عقل، ولذلك أدركت مصر ضرورة انفتاحها الاقتصادى على كل دول العالم لتحقيق أهدافها ومصالحها، مشيرًا إلى أن فيتنام تمتلك أكبر عدد من العلامات التجارية لتصنيع ماركات عالمية فى مجالات تكنولوجيا المعلومات مثل الطابعات والكمبيوترات، وهذه هى الاقتصاديات التى تدر عائدًا ماديًا اقتصاديًا كبيرًا. مساعد وزير الخارجية السابق، أشار إلى أن السياسة الخارجية المصرية فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى أحدثت تحولًا كبيرًا فى الانفتاح على العالم وعدم الوقوف عند الدول العظمى للتعاون، مشيرًا إلى أن العلاقات بين مصر وفيتنام ستشهد تحولًا اقتصاديًا كبيرًا فى معظم المجالات، لافتًا إلى أن القيادة السياسة المصرية الحالية أدركت أن العالم قد تغير وأصبح فى مرحلة تعدد الأطراف فى صناعة القرار السياسى العالمى جميعها مرتبطة بعلاقات شبكية معقدة للغاية.