اشتعلت حرب التصريحات المتبادلة بين الجانبين العراقىوالإيرانى بعدما أعلن رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى موقف بلاده من العقوبات الأمريكية ضد إيران، حيث استنكر إعلام ومسئولون إيرانيون موقف العبادى من العقوبات الأمريكية، بعد أن قال إنه سيلتزم بها، وشن إعلام طهران هجوما لاذعا على المسئول العراقى. وخلال تعليقه على العقوبات، قال العبادى إن «حكومته لا تتعاطف مع العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران، لكنه سيلتزم بها لحماية مصالحه». وشنت الصحف الإيرانية عاصفة هجوم على رئيس الوزراء العراقى، واستنكرت صحيفة «آفتاب يزد» موقفه من العقوبات الأمريكية ضد إيران والتى دخلت الثلاثاء الماضى حيز التنفيذ، وكتبت الصحيفة على صدر صفحتها «نكران عبادى للجميل». من جانبها، اعتبرت صحيفة «جوان» المتشددة التابعة للحرس الثورى، أن موقف العبادى جاء بعد حصوله على ضوء أخضر من الولاياتالمتحدة بالبقاء فى منصب رئاسة الوزراء، وحاولت الصحيفة غسل يدها من الهجوم قائلة إن ذلك هو تحليل العراقيين لموقف رئيس وزراء قطر من العقوبات ضد إيران. رسميا أعرب مسئولون إيرانيون عن امتعاضهم من العبادى، وعلق النائب المعتدل محمود صادقى مطالبا العراق بدفع غرامة تقدر ب1.100 مليار دولار كغرامة الحرب العراقيةالإيرانية بناء على قرار الأممالمتحدة رقم 598. كما طالبت نائبة الرئيس الإيرانى معصومة ابتكار، الجمعة الماضية، الحكومة العراقية بدفع تعويضات للأضرار التى لحقت بالبيئة نتيجة الحرب التى اندلعت بين البلدين إبان ثمانينيات القرن الماضى واستمرت 8 سنوات. واعتبر القيادى فى ائتلاف الوطنية بزعامة إياد علاوى، «حيدر الملا»، المطالبات الإيرانية بالتعويضات، بأنها «أوراق ضغط» لدفع العراق للتمحور مع إيران، وعدم تطبيق العقوبات الأمريكية عليها. وأضاف الملا أن «إيران تريد من العراق رفض العقوبات الأمريكية، والتخندق معها ضد الولاياتالمتحدة»، مشيرًا إلى أن «تلك المطالبات لا يمكن أن تأخذ أى مدى تطبيقى على أرض الواقع». وفى الداخل العراقى، صعّدت فصائل الحشد الشعبى الموالية لإيران من خطابها تجاه رئيس الوزراء حيدر العبادى، بعد إعلانه الالتزام بالعقوبات الأمريكية، وعدم تعريض مصالح العراق للخطر، وسط انتقادات حادة لهذا الموقف، ومطالبات بالعدول عنه. فيما أفاد المتحدث الرسمى لرئيس الحكومة العراقية، سعد الحديثى، بأن العراق سيكون مضطراً إلى التخلى عن الدولار فى الحسابات التجارية مع إيران، فى ظل العقوبات الأمريكية المفروضة على طهران. وقال الحديثى لوكالة «نوفوستى» الروسية: إن «العقوبات ستؤثر فى الدرجة الأولى على الحوالات المالية، والتعاملات المصرفية المقومة بالدولار الأمريكى»، حيث إن الطرفين اتفقا على الابتعاد عن الدولار. وتوقع المسئول أن يؤثر التخلى عن العملة الأمريكية بشكل سلبى على التعاملات التجارية بين البلدين، مشيراً إلى أنه سيكون من الصعب الحفاظ على المستوى التجارى فى ظل العقوبات المفروضة على طهران. وردا على المطالب الإيرانية بالتعويضات المالية من العراق، اتهم النائب العراقى السابق فائق الشيخ على، إيران بإدخال القاعدة إلى العراق، وطالبها بدفع 11 مليار دولار تعويضا لقتل مليون عراقى. وقال فائق الشيخ على فى تغريدة له، الخميس الماضى، فى صفحته على تويتر ردا على النائب الإيرانى محمود صادقى الذى طالب العراق فى وقت سابق بدفع 11 مليار دولار كتعويضات للحرب العراقيةالإيرانية التى انتهت فى 1988. وبعد دخول الحزمة الأولى من العقوبات الأمريكية على طهران حيز التنفيذ، توعد الرئيس دونالد ترامب من يتعامل مع إيران تجاريا بحرمانه من التعامل الاقتصادى والتجارى مع الولاياتالمتحدة. وبحسب منظمة تنمية التجارة الإيرانية، فإن العراق يستورد 99% من احتياجاته، التى تقدر بنحو 50 مليار دولار من إيران. وتحتل إيران المرتبة الثانية بين أكبر شركاء العراق التجاريين بعد تركيا من حيث حجم التبادلات التجارية.