«الساكت عن الحق شيطان أخرس»، هذا ما فعلته قناة BBC البريطانية للنجاة بنفسها من شبكة الخيانة على الوطن العربى، حيث كشفت وثائق مسربة نشرتها عن دفع حكومة الدوحة مبلغ مليار دولار لمنظمات إرهابية ضمن صفقة إطلاق سراح 28 قطريًا بينهم أفراد من العائلة الحاكمة اختطفوا فى العراق عام 2015. الرسائل المسربة كشفت جزءًا من المحادثات بين سفراء قطر ووزير الخارجية القطرى، منها ما كتبه سفير قطر فى العراق كبير المفاوضين فى قضية الرهائن زايد بن سعيد الخيارين، «أن السوريين، وحزب الله «لبنان»، كتائب حزب الله «العراق»، جميعهم يريدون المال، وهذه هى فرصتهم»، إضافة إلى حديثه مع أحد الإرهابيين الذى يتفاوض معهم بقوله: «ستحصل على أموالك بعد أن نأخذ أفرادنا». وأظهرت الوثائق كيف أن وزير الخارجية محمد بن عبدالرحمن آل ثانى، كان له قريبان ضمن الرهائن، وأنه دعا السفير إلى متابعة القضية بكل دقة وإبلاغه بكل جديد. صحيفة واشنطن بوست، هى الأخرى كانت قد نشرت تفاصيل الصفقة فى أبريل الماضى، لكن الجديد فى تقرير BBC، هو أنه يظهر وثائق تدين قطر وتثبت علمها بهوية الإرهابيين الذين كانت تتعامل معهم، وكيف كانت تدفع أموالاً لميليشيات إرهابية مسلحة لتنفيذ مخططهم. وأكدت الوثائق أن دبلوماسيين قطريين وقعوا على سلسلة من الدفعات الجانبية تصل إلى 50 مليون دولار إلى مسئولين إيرانيين وعراقيين وزعماء شبه عسكريين، مع تخصيص 25 مليون دولار لمسئول كبير بميليشيات حزب الله. كما أشارت الوثائق إلى أن 360 مليون دولار تمت مصادرتها فى مطار بغداد كانت موجهة إلى جماعات وفصائل إرهابية، بمن فيهم الإيرانى قاسم سليمانى، وعدد من المسئولين. وأثبتت الوثائق المسربة أن قطر لعبت دور الوسيط بين جيش الفتح وإيران، من أجل خروج اتفاق «المدن الأربع» المثير للجدل كونه شكل تغييرًا ديموغرافيًا كبيرًا فى سوريا، وكشفت المحادثات بين السفير القطرى ومسئولى بلاده أن قاسم سليمانى ضغط من أجل تأمين تنفيذ الاتفاق. وتشير الوثائق إلى أنه فى شهر أبريل لعام 2016 أضيف للسجلات الهاتفية اسم جديد: قاسم سليمانى، وهو الراعى الإيرانى لكتائب حزب الله، حيث وجه السفير رسالة إلى وزير الخارجية قال فيها: «لقد التقى سليمانى بالخاطفين مساء أمس وضغط عليهم من أجل قبول المليار دولار، لم يستجيبوا بسبب وضعهم المالى.. سليمانى سيعود».