«عاصى دمنهور».. فوَّال الملوك

يعد محل عاصى الموجود بشارع الصاغة أحد أقدم شوارع مدينة دمنهور بالبحيرة من أشهر طباخى الفول فى مصر حيث كان الحاج على عاصى رحمه الله يجهز قدرة من الفضة ممتلئة بالفول يستقبلها أحد أطباء الملك فاروق فى محطة السكة الحديد لمدينة دمنهور فيقوم بالكشف عليها ثم ينقلها إلى قصر رأس التين أو المنتزه بالإسكندرية أو قصر القبة وعابدين فى القاهرة.
الصورة الوحيدة التى تجمع الملك فاروق مع الحاج على عاصى نشرت بمجلة المصور عدد أغسطس عام 1937 فى خبر عن عودة الملك فاروق من مارسيليا على الباخرة النيل كى يتولى حكم مصر رسميا فى 29 يوليو من نفس العام.
فى البداية يكشف محمد شعبان عاصى حفيد الحاج على عاصى معرفة جده الأكبر بالملك فاروق قائلا إن جده الحاج على رحمه الله التقى بالملك فاروق فى إيطاليا وعاد معه إلى مصر وكان ذلك أول معرفة الملك فاروق بالفول.. مضيفا بأنه عندما ولد الأمير أحمد فؤاد أهداه الحاج على عاصى قدرة من الفول المدمس مصنوعة من الذهب تزن حوالي460 جراما وهى القدرة التى تم تصنيعها بمدرسة دمنهور الثانوية الصناعية وهى الآن موجودة بمتحف قصر المنتزه.
وحول سر تميز فول عاصى قال إنه يقوم بتنقية أجود أنواع الفول البلدى من محافظة البحير ة والمحافظات الأخرى ويقوم بحفظه على مدار العام للاستهلاك منه ويحضر زبائن من مختلف قرى ومراكز المحافظة والمحافظات المجاورة.. موضحا أن المحل تم إنشاؤه عام 1919 ومازال بذات النمط لم يتغير فيه شيء والعمل يبدأ بعد صلاة الفجر وحتى الثانية ظهرا مضيفا أن المحل مر بمراحل تاريخية ففى الثلاثينيات كان القصر الملكى يرسل إليه صباح كل يوم قدرة فول عن طريق السكة الحديد ويقوم طبيب بيطرى بالكشف عليها ثم تشميعها بالشمع الأحمر ونقلها لقصر المنتزه بالإسكندرية أو قصر القبة أو عابدين بالقاهرة واستمر ذلك حتى قيام الثورة عام 1952.