صلاح جاهين.. المبدع المتعدد

تحل هذه الأيام ذكر الفنان الراحل صلاح جاهين (ديسمبر 1930 - 21 إبريل 1986) وهو فنان موسوعى متعدد المواهب، لمع كشاعر وكاتب غنائى، كاتب سيناريو، ورسام كاريكاتير وممثل أيضًا.
ولد محمد صلاح الدين حلمى بهجت والذى اشتهر باسم صلاح جاهين في25 ديسمبر 1930 ، وهو مؤسس المدرسة المصرية الحديثة لفن الكاريكاتير لوالد يعمل قاضيًا، فكان على الأسرة أن تنتقل من محافظة إلى أخرى طوال الوقت، مما ساعد صلاح جاهين على تشكيل حماسته الوطنية، والتى ظهرت بشكل واضح فى سلوكه تجاه ثورة 1952 والأغنيات التى كتبها لها.
ظهرت موهبته فى الرسم لأول مرة عندما كان فى الثالثة عشر عندما كان طالباً بمدرسة أسيوط الإعدادية حيث طلب منه مدرس الرسم أن يرسم عاصفة فى غابة، وقد حصل رسم جاهين على إعجاب واهتمام المدرس على الموهبة الكبيرة التى يمتلكها.
تخرج جاهين فى كلية الحقوق جامعة القاهرة، وبعد تخرجه بدأ مشواره فى الصحافة عام 1952 حيث عمل كرسام كارتون هاو فى مجلة روزاليوسف، ثم اشترك فى إصدار مجلة صباح الخير، وتألق فيها كرسام كاريكاتير محترف، إلى درجة أن تم تعيينه رئيس تحرير للمجلة.
فى عام 1957 زار جاهين الاتحاد السوفيتى ثم كتب كتاباً بعنوان (زهرة فى موسكو) عن انطباعاته عن الرحلة، ثم انضم عام 1964 إلى جريدة الأهرام، وقام جاهين بإنتاج بعض الرسوم الكارتونية التى ألقت الضوء على قضايا حيوية فى مصر.
اتجه صلاح جاهين فى كتاباته إلى الشعر العامى الذى تميز لديه بالاستخدام المبتكر للكلمات، حيث تعتبر رباعياته التى كتبها عام 1963 اتجاه جديد للشعر الذى يظهر من قلب الأحداث كنوع حديث من الأدب الشعبي، وتنتهى كل رباعيات جاهين بقول ساخر هو «العجائب لن تتوقف».
وابتكر صلاح جاهين عدد من شخصيات الكاريكاتير الشعبية، وأثار برسوماته معارك سياسية وفكرية كبيرة، وكان جاهين أيضًا من رواد الكتابة لمسرح العرائس.
بالنسبة لأغنياته الوطنية فقد قدم عدد كبير من المفردات اللغوية التى كانت تستخدم فقط فى المقالات السياسية داخل الأغنيات التى كتبها، وقد كتب جاهين أول أغنياته عام 1956.
فى مجال صناعة السينما كان صلاح جاهين منتجاً وكاتب سيناريو وممثل، وكتب أيضاً فوازير رمضان للتليفزيون لعدة أعوام حققت نجاحاً كبيراً.
أبدع أشهر شخصيات العرائس للأطفال مما دفع وزارة الثقافة إلى تكليفه بتشكيل لجنة لثقافة الطفل فى سبتمبر 1962.
تزوج صلاح جاهين مرتين الأولى كانت عام 1955م من الرسامة سوسن زكي، والثانية كانت عام 1967م من الفنانة منى قطان، وأنجب من زوجتيه أمينة وبهاء وسامية.
ترك العديد من الأعمال سواء كان ذلك فى مجال كتابة الشعر أو السيناريو، ورحل جاهين عام 1986 متأثرًا بالاكتئاب الذى سيطر عليه عقب هزيمة 1967.