تحل اليوم الذكرى 81 لميلاد مجمع العبقريات والمواهب صلاح جاهين وإسمه محمد صلاح الدين بهجت أحمد حلمي . قال عنه الفنان محمد عبد الوهاب لم نفقد صلاح جاهين ، بل فقدنا 20 فناناً الرسام والشاعر، والساخر ، والزجال، والقصصي ، والممثل، والسيناريست ، وأيضا المغني. وكل هذا متوج بخلق لايعرف الحقد . كان صلاح جاهين كاتبا من الدرجة الاولى للأغنية وكانت أغلنية تسهل على الملحن أن يضعها في أطار لحن جيد ، كانت لكلماته عطشى للحن الجميل ، تدفع المُوسيقي لتقديم احسن ما عنده . ولد صلاح جاهين فى 25 ديسمبر عام 1930 م بحى شبرا فى شارع جميل باشا وكان الإبن الأكبر بين إخوته . والده المستشار بهجت حلمى الذى تدرج فى السلك القضائى بدءا من وكيل نيابة حتى عُين رئيساً لمحكمة استئناف المنصورة . كانت ولادة صلاح جاهين متعثرة تعرضت أثناءها والدته للخطر، فوُلد شديد الزرقة دون صرخة حتى ظن المحيطون أن الطفل قد ولد ميتاً، ولكن جاءت صرخة الطفل منبهة بولادة طفل ليس ككل الأطفال . لم يستكمل دراسته فى الفنون الجميلة لكنه حصل على ليسانس وتزوج للمرة الأولى من "سوسن محمد زكى" الرسامة بمؤسسة الهلال عام 1955 وأنجب منها بهاء وأمينة جاهين ثم تزوج من الفنانة "منى جان قطان" عام 1967 وأنجب منها أصغر أبنائه سامية. بدأ يكتب الشعر الكلاسيكي في أواخر الأربعينات قبل أن يبلغالعشرين من عمره لكنه قرأ يوما قصيدة بالعامية المصرية للشاعر المبدع فؤاد حداد ولميكن يعلم عنه شىء فى ذلك الوقت وكان لفؤاد حداد تاثيره الكبير على جاهين وهو الذىسبب النقلة الكبيرة فى حياة جاهين حيث توجه للشعر العامى الذى توهج فيه وظل طوالالخمسينات والستينات وحتى النكسة يتغنى بالاغانى الوطنية ويتغنى للاطفال وبالاغانىالعاطفية فقد كان فى قمة توهجه وعطاءه الفنى ز وفي أواسط الخمسينات بدأ صلاح جاهينمسيرته الفنية التشكيلية . وعشق الجمهور رباعياته بل اصبحوا يترنمون بها فهى مدرسة فى فلسفة الحياة بل انها اصبحت أمثالا يرددها العامة وقد اعتبره النقاد امتدادا لبيرم التونسي سيد الزجل الشعبي والسياسي في مصر القرن العشرين. وفي رسومه أخلص جاهين لجمهوره وعبر عن معاناتهم وهمومهم حيث غاص فى أعماق المجتمع المصرى المطحون ودخل كل حارة وكل شارع ليعبر عنه وعبر عنهم فى رسوم جريئة ساخرة لاذعة جميلة . وقد خاض جاهين العديد من المعارك السياسية بكاريكاتيره ورسومه الصافية وخطوطه المنسابة المريحة للرؤية ودعابته الراقية المعبرة بوضوح عن رؤية جادة للهموم الاجتماعية وقد حظي صلاح جاهين برعاية ساداتية فاصبح رسام الكاريكاتير الرئيسي في الاهرام ولكنه ارتكب خطأ سياسيا كبيرا عندما ساير في كاريكاتيره موجة الكراهية الرسمية ضد العرب الذين عارضوا صلح كامب ديفيد فابعده ذلك عن جمهوره الذى احبه. انتج جاهين مئات القصائد التي تراوحت بين الزجل والشعر العامي والشعر الشعبي حيث تحولت كثير منها إلى أغنيات غناها عشرات المطربين المصريين تنوعت ما بين أغاني الحب والوطنية والأغاني الخفيفة وارتبط اسمه بثورة يوليو ومغنيها "عبد الحليم حافظ" وذاعت شهرته من خلال بعض الأغاني مثل "صورة" "السد العالي" وغيرهما . كتب جاهين عددا من الأوبريتات الغنائية كان أشهرها أوبريت الليلة الكبيرة وسيناريو وحوار أفلام مثل خلي بالك من زوزو أميرة حبي أنا شفيقة ومتولي والمتوحشة . شارك في إنتاج أفلام أميرة حبي أنا وعودة الابن الضال بل ان شغفه بالفن جعله يشارك بالتمثيل فى ثلاثة افلام هى شهيد الحب الإلهى عام 62 وفيلم لا وقت للحب عام 63 واخيرا فيلم المماليك فى عام 1965 . كان تاريخ 5 يونيو 1967 تاريخا فاصلا فى حياة جاهين فقد هزمته النكسة مثلما هزمت كل الشعب المصرى . أصيب صلاح جاهين بحالة من الاكتئاب لم يشف منها حتى رحيله فتوقف عن كتابة الأغاني والأناشيد الوطنية واتجه إلى الكتابة في اتجاهين الشعر التأملي العميق كما في الرباعيات والأغاني الخفيفة وكان أشهرها أغنية سعاد حسني يا واد يا تقيل . توفى جاهين فى 21 ابريل عام 1986 عندما ابتلع جرعة زائدة من الحبوب المنومة والتي كان يتناولها للتخلص من مرض الاكتئاب ولكنه اسلم الروح وهو لم يتجاوز السادسة والخمسين من العمر مخلفا وراءه ثروة فنية هائلة . والد صلاح جاهين والدة صلاح جاهين صلاح جاهين طفلا مع أخته بهيجة فى منتزه شبين الكوم عام 1939 أيام الصبا مع والده صلاح جاهين مع زوجته سوسن وابنهما بهاء صلاح جاهين وابنته سامية صلاح جاهين مع زوجته الثانية منى قطان