منعت قوات الاحتلال الإسرائيلي بالقوة المصلين عن الاعتكاف داخل المسجد الأقصي، وهو ما اعتبره الفلسطينيون مسعي إسرائيليا ل«تجفيف التواجد العربي والإسلامي» داخل المسجد وإحكام الهيمنة عليه، وفي أعقاب صلاة التراويح بالمسجد قامت قوة معززة من الشرطة الإسرائيلية باقتحام ساحات المسجد الأقصي بإخراج المعتكفين من المصلي بالقوة من داخل المسجد القبلي المسقوف. وتقوم قوات الاحتلال علي مدار العام بإغلاق الأقصي بعد أداء صلاة العشاء وترفض أي تواجد للمصلين داخله وهذا الأمر تريد أن يبقي مطبقا حتي في رمضان، وقد تسمح بالاعتكاف فقط في العشر الأواخر استجابة للضغط الذي يبديه المصلون عليها خاصة عند حضورهم بأعداد كبيرة ويحاول المصلون تغيير معادلة الاحتلال وفرض واقع جديد يسمح لهم بحرية العبادة داخل المسجد ولهذا السبب يحاولون بين اليوم والآخر البقاء داخله وأداء الصلاة بنية الاعتكاف. وتتحكم قوات الاحتلال الإسرائيلي في المسجد الأقصي وجميع مداخله وبواباته، وهي الجهة التي تمتلك السيادة والقوة في فرض الواقع عليه، إذ إن دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس يقتصر دورها علي إدارة شئون المسجد اليومية ولا تملك إمكانية تغيير شروط الاحتلال. كما أن الشرطة الإسرائيلية والتي تتواجد بقوة وكثافة علي مداخل المسجد الأقصي، إلي جانب عدد من مراكز الشرطة في محيطه وأحدها داخل ساحات الأقصي تقوم بجولات مستمرة داخل ساحات الأقصي بذريعة الحفاظ علي الأمن وهي التي تقوم بنسف الوقت بمنع المصلين من البقاء للاعتكاف داخل المسجد إلا أنها في المقابل تؤمن وصول الجماعات اليهودية المتطرفة لتنفيذ جولات وأداء بعض الطقوس بشكل شبه يومي. بدوره أوضح الدكتور ناجح بكيرات رئيس قسم المخطوطات في المسجد الأقصي أن الاحتلال الإسرائيلي يسعي من خلال فرضه العقبات أمام أداء العبادة إلي «تجفيف منابع التواجد العربي والإسلامي في مدينة القدس بشكل عام وفي المسجد الأقصي بشكل خاص» وأضاف بكيرات «شهر رمضان في كل عام يمثل فرصة لمدينة القدس والمسجد الأقصي لاستعادة مكانتها العربية والإسلامية إذ إنه علي مدار شهور العام يكون التواجد من الضفة الغربية وباقي المدن الفلسطينية في مدينة القدس شبه معدوم نتيجة منع وصولهم من قبل الاحتلال لكن في رمضان يحرص الكثير من المواطنين علي الحضور إلي هناك لأداء الصلاة والعبادة في هذا الشهر الفضيل».