«أبوسمبل الأسوانى» يحيى الحضارة المصرية فى إسبانيا

«صنعة تدهش العقول، وفن كان إتقانه على القوم فرضًا، وأنا المحتفى بتاريخ مصر، من يصن مجد قومه صان عرضًا». تلك عبارة كتبها أمير الشعراء أحمد شوقي، تجسدت كل معانيها فيما يقوم به هانى مصطفي، النحات المصري، الذى دفعه عشقه للتاريخ وحبه للمغامرة إلى صناعة نماذج مقلدة للآثار المصرية جاب بها أوروبا شرقًا وغربًا، ثم استقر على تصميم نموذج لمعبد «أبو سمبل» الموجود بأسوان، ليعرضه فى أسبانيا، فاستطاع به أن يأسر قلوب السياح بالخارج.
خمس سنوات قضاها «مصطفى» فى صناعة نموذج المعبد دون كلل أو ملل، فأثمرت تلك السنوات عن تحفة فنية تتحدث عن عظمة الحضارة المصرية وتبرز براعة أبنائها، فأصبح «أبوسمبل المصري» أهم المزارات السياحية فى أسبانيا.
وموضع اهتمام الإعلام الأوروبى والعالمي، والمسئولين المصريين بالخارج، لما تحظى به الآثار المصرية وحضارتها العريقة من اهتمام بالغ حول العالم.
وبالتزامن مع احتفال المصريين والسياح بتعامد الشمس على تمثال الملك رمسيس الثانى فى معبده بجنوب مصر، أجرى «هاني» نموذج محاكاة لهذه الظاهرة النادرة، حضرها خمس قنوات تليفزيونية وأكثر من عشر صحف عالمية، بالإضافة إلى البعثة الدبلوماسية المصرية فى أسبانيا.
«مصطفى» أكد أن عدد زوار «ابوسمبل» المقلد وصل إلى 6 آلاف زائر شهريًا، موضحًا أن زيارات المعبد محجوزة بالكامل حتى 20 إبريل المقبل. وهو أحد أسباب جذب أفواج السياح لمصر، فأكثر من 2500 أسباني و90 الف أوروبى زاروا بالفعل المعبد الأصلى فى أسوان بعد رؤيتهم «المحاكاة».
المستشار طارق سراج، نائب السفير المصرى بمدريد، قال عن مشروع «ابوسمبل الأسوانى»، فى تصريح خاص ل»روزاليوسف»، إن السفارة تساند أى نشاط يروج للسياحة والثقافة المصرية، مشيرًا إلى أن نموذج معبد «أبو سمبل» هو الحلقة الأحدث فى سلسلة أنشطة تجريها السفارة فى مدريد، للتعريف بمقاصدنا السياحية لإعادتها إلى سابق عهدها.
«سراج» كشف أن السفارة تستعد لنقل المعبد إلى وسط العاصمة مدريد أملا فى جذب المزيد من الزائرين وبالتالى توسيع دائرة الترويج السياحى والثقافى لمصر.