كتب: مصطفى أمين وإسلام عبد الكريم ووكالات الأنباء واصل الرئيس السوري بشار الأسد حملته العسكرية لاقتحام المدن السورية بهدف قمع المظاهرات والاحتجاجات المناهضة للنظام، اذ شنت قواته حملة عسكرية علي ريف دمشق، في الوقت الذي قصفت سفن البحرية السورية مدينة اللاذقية علي البحر المتوسط وقال سكان ومدافعون عن حقوق الإنسان إن سفينتين تابعتين للبحرية السورية قصفتا منطقتين سكنيتين في مدينة اللاذقية الساحلية أمس في اليوم الثاني من الحملة العسكرية علي المدينة لسحق الاحتجاجات المناهضة لنظام بشار وأعلن المرصد السوري لحقوق الانسان إن ستة اشخاص علي الأقل لقوا مصرعهم واصيب 15 آخرون في عملية عسكرية علي حي الرملة الجنوبي باللاذقية بغرب البلاد، موضحاً أن قصف المدينة جاء من عدة محاور وشملت قصفا من زوارق حربية سورية، موضحاً أنه يصعب التحقق من عدد الشهداء والجرحي بسبب استمرار اطلاق النار الكثيف. واضاف المرصد إنه يتم إطلاق نار كثيف جدا بمختلف انواع الأسلحة الرشاشة الخفيفة والثقيلة" في الحي نفسه، مشيرا إلي وجود للقناصة فوق أسطح المباني المحيطة. في غضون ذلك، اقتحمت قوات الجيش السوري ريف دمشق ونفذت حملة مداهمات تحت وابل كثيف من الرصاص، وأكد المرصد السوري لحقوق الانسان أن قوات عسكرية وأمنية كبيرة اقتحمت فجر أمس ضاحيتي سقبا وحمورية وشنت عملية اعتقالات واسعة، مضيفاً أنه تم سماع دوي إطلاق رصاص كثيف في المنطقتين. وذكرت الأنباء أنه تم قطع الاتصالات الارضية والخلوية عن ضاحية سقبا بالعاصمة دمشق. أكدت تقارير إخبارية أن الاتصالات الهاتفية والانترنت جري قطعها عن معظم احياء اللاذقية تمهيداً لأقتحامها، مضيفة أن عشرين آلية عسكرية مدرعة تضم دبابات وناقلات جند تمركزت بالقرب من حي الرملة الجنوبي الذي يشهد تظاهرات كبيرة مطالبة باسقاط النظام. واشار المرصد إلي سماع دوي انفجارات قوية في أحياء مسبح الشعب والرمل المتجاورين باللاذقية، مؤكداً أنه تم سماع انفجارات شديدة وتحدثت انباء عن اصابة طفل حتي الآن. وتأتي هذه التحركات غداة مقتل ثلاثة مدنيين أمس الأول برصاص قوات الأمن السورية، اثنان في مدينة اللاذقية وثالث في حمص حسب المرصد السوري. ويشهد حي الرملة حركة نزوح كبيرة وخصوصا بين النساء والاطفال باتجاه احياء اخري من المدينة خوفا من عملية عسكرية مرتقبة بعد تمركز الآليات العسكرية المدرعة قربه. من جانبها، نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) في تقرير بعنوان"الأحداث علي حقيقتها" أنه تم تشييع جثامين ثمانية شهداء من عناصر الجيش والقوي الأمنية قضوا برصاص المجموعات الإرهابية المسلحة. علي صعيد الاحتجاجات دشن نشطاء الثورة السورية ضد بشار حملة جديدة تحت شعار «اقتراب فجرك يا وطن» رافعين اصواتهم عالية بالحرية علي الرغم من أنهم في قلب الحصار فإن بشائر النصر تلوح في الافق معتبرين الثورة قدمت نموذجا متكاملا للفداء والكرامة في مواجهة أغلي وأشرس قوي القمع التي عرفتها البشرية. هذا وقد شهدت عدة مدن سورية تظاهرات مسائية عقب صلاة التراويح في حمص وأدلب والقدم وأكد شهود عيان وجود هجوم كبير علي مدينتي اللطامنة وطية الامام وقريتي الزكاة والاربعين في حماة مع حملة اعتقالات واسعة ومداهمات للبيوت وتفتيشها. وتشهد سوريا حركة احتجاجية لا سابق لها اسفرت عن سقوط 2185 قتيلا منذ اندلاع الاحتجاجات المناهضة للرئيس بشار الاسد بينهم 1775 مدنيا و410 من عناصر الامن، حسب المرصد. وعلي صعيد الضغوط الدولية، انتقدت منظمة المؤتمر الإسلامي نظام بشار، مطالبة بوقف فوري لحملة قمع الشعب السوري. فيما كرر الرئيس الأمريكي باراك أوباما والعاهل السعودي الملك عبد الله مطالبتهما بوقف قمع السوريين، كما أعلن البيت الأبيض أن أوباما أجري محادثة هاتفية مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون طالبا فيها بوقف فوري لهجمات الحكومة السورية ضد المحتجين المطالبين برحيل الرئيس الأسد واتفقا علي التشاور بشأن مزيد من الخطوات الأيام القادمة. من جانبها، عززت كندا عقوباتها ضد السلطات السورية، وأعلن وزير الخارجية الكندي جون بيرد أنه تم تجميد أصول لمسئولين سوريين يدعمون التصرفات المشينة لنظام الاسد ومنعهم من السفر لكندا ومنهم محمد مفلح رئيس جهاز الامن العسكري في مدينة حماة، وتوفيق يونس رئيس الأمن الداخلي في المخابرات، ومحمد مخلوف خال الرئيس بشار الاسد. في سياق آخر، أفادت القناة السابعة في التليفزيون الإسرائيلي أن الجيش الإسرائيلي قام بزرع ألغام مضادة للأفراد علي طول الحدود الإسرائيلية السورة في مرتفعات الجولان ، للمرة الأولي منذ عشرة أعوام التي تقوم إسرائيل فيها بتلك الخطوة.