فى الوقت الذى يناقش فيه اتحاد الكرة أجندة استعداد المنتخب الوطنى لكأس العالم المقبل فى روسيا، تلقى صدمة عنيفة قادمة من دورى القسم الرابع عبر نتيجة مباراة انتهت 21هدفا مقابل لا شيء، حيث ينافس مركز شباب محلة مرحوم على الصعود إلى دورة ترقى القسم الثالث برصيد 21 نقطة، يليه فى الترتيب مركز شباب سندبسط برصيد 18 نقطة، ومتبق له مباراة وحيدة، وكان فارق الأهداف لصالح محلة مرحوم ب 18 هدفا، بما يعنى تأهله إلى دورة ترقى القسم الثالث بسهولة عبر فارق النقاط والأهداف، لكن الفضيحة جاءت لتشهد فوز سندبسط فى مباراته الأخيرة على عمال طنطا بنتيجة كبيرة (21/صفر)، علمًا بأن نتيجة الدور الأول انتهت بفوز سندبسط على عمال طنطا (2/1)، ليتأهل سندبسط من المجموعة بفارق الأهداف عن محلة مرحوم بعد تساوى النقاط، ويصبح ترتيب المجموعة على النحو التالي: مركز شباب المحلة ب22 نقطة، يليه سندبسط ب21 نقطة، وبنفس الرصيد محلة مرحوم، لكن الأخير يتخلف بفارق الأهداف، ليخرج عن سباق المنافسة. من جانبه تحرك على الفور هانى أبوريدة رئيس اتحاد الكرة، وأصدر قرارين مهمين فى الساعات الأولى من الأزمة، لحين عقد جلسة عاجلة لمجلس ادارة الجبلاية خلال الساعات القادمة، الأول عدم اعتماد نتيجة المباراة، والثانى فتح تحقيق مع أطراف الأزمة لمناقشة الملف بين الأعضاء لاتخاذ الموقف اللازم قبل أن تتفاقم الأزمة وتتصاعد دوليا من قبل الفيفا وتوجه اتهامات للكرة المصرية فى غير توقيتها ومحلها الأن، حيث طالب مسئولو الجبلاية منطقة الغربية بسرعة كشف ملابسات ما حدث، وتحديد المتورطين من فريقا سندبسط وعمال طنطا فى واقعة التواطؤ، وسط متابعة دقيقة من لجنة المسابقات بدوري المظاليم. ويعجز اتحاد الكرة المصرى عن تصنيف المشكلة ووصفها، ومن ثم فرض عقوبتها فى الوقت الراهن، إلا بعد معرفة التفاصيل والأبعاد من خلال تقارير وتحقيقات منطقة الغربية لكرة القدم ولجنة المسابقات برئاسة عادل محفوظ والحكام والمراقبين، كون المباراة مصدر الأزمة فى دورى الدرجة الرابعة البعيد تماما عن الرقابة والملاحظة والأضواء، لكن عضوا مجلس ادارة اتحاد الكرة مجدى عبد الغنى وحازم إمام اتفقا على انها نتيجة غريبة ولا تحدث ابدا فى كرة القدم هذه الأيام، ولا بد من حسم الموقف قبل أن تتهم الكرة المصرية بإدارة مباريات فيها بالرشوة وغيرها من اتهامات الذمة المالية التى تنال من السمعة ككل، كما حدث من قبل فى ايطاليا ومؤخرا فى تونس. ويستعد اتحاد الكرة لشطب جميع أطراف الأزمة من أندية ولاعبين واداريين حال ثبوت التورط الرسمي، لكن التحقيقات التى أجرتها الشئون القانونية بمنطقة الغربية برئاسة المستشار بهجت عرفة، ومحيى الكيلانى رئيس لجنة المسابقات بالمنطقة مع لاعبى عمال طنطا وجهازهم الفنى كشفت عن مفاجآت مذهلة، أبرزها أن الجهاز الطبى لنادى عمال طنطا من قرية سندبسط، وكان يتعمد تأخير نزول اللاعبين إلى أرض الملعب فى حال إصابة أى لاعب من عمال طنطا، كما أن المباراة استكملت ب7 لاعبين فقط من فريق عمال طنطا من الدقيقة 68 وحتى انتهاء الوقت الأصلي، فضلا عن انسحاب عمال طنطا لبعض الوقت من المباراة لولا توسلات لاعبى سندبسط للنزول واستكمال المباراة. المثير أن مسئولو ولاعبو فريق سندبسط رفضوا الخضوع للتحقيق أمام اللجنة الكلفة كما رفضوا الظهور الإعلامى للتعليق والدفاع الأمر الذى يزيد الموقف شكوكا وتعقيدا، خصوصا أن أيمن دربالة مدرب حراس المرمى لمركز شباب محلة مرحوم والقائم بأعمال مدير الكرة أكد أن مسؤولى سندبسط دفعوا أموالًا على سبيل الرشوة للاعبى ومسئولى عمال طنطا حتى ينهزموا بهذه النتيجة الكارثية.