في ثالث يوم علي التوالي من اسوأ اعمال شغب تشهدها العاصمة البريطانية منذ سنوات اشتبكت شرطة مكافحة الشغب أمس مع مجموعات من الشبان مما اضطر ديفيد كاميرون لقطع اجازته بمدينة توسكانا الإيطالية والعودة لرئاسة اجتماعا للجنة الطوارئ البريطانية وسيجري محادثات منفصلة مع وزير الداخلية ونائب قائد الشرطة. وأفادت الأنباء بأن أعمال الشغب امتدت إلي 11 منطقة في لندن، حيث وقعت اشتباكات ضارية بين مثيري الشغب والشرطة، في حين تعرضت المحال للنهب وأضرمت النيران في الكثير من المنازل، كما امتد الشغب لمدن رئيسية أخري مثل ليفربول وبرمنجهام وبريستول. وقالت هيئة الاذاعة البريطانية «بي بي سي» أمس إن لندن شهدت استمرار أسوأ أحداث شغب لليوم الثالث علي التوالي أحرق فيها المتظاهرون مبان ومتاجر كبري في أحياء بيكام وكرويدون في الجنوب وايلينج في الغرب وهاكني في شرق العاصمة، موضحة أن شبابا مقنعين اقتحموا المراكز التجارية الكبري ونهب كل ما تطاله أيديهم. وأعلنت سكوتلاند يارد أنها اعتقلت 334 شخصا وجهت إلي 69 منهم اتهامات رسمية علي خلفية أعمال العنف في لندن، منوهة بأن الهجمات يتم تنسيقها عبر التليفون المحمول، مؤكدة أن السلطات قامت بنشر 1700 شرطي إضافي لمواجهة اعمال الشغب والنهب مع استمرار حملات الاعتقال. في الوقت ذاته، اكدت شرطة وست ميدلاندز انها اعتقلت 87 شابا عمدوا في وسط برمنجهام، ثاني أكبر المدن في بريطانيا، الي تحطيم زجاج المتاجر ونهب محتوياتها، مشيرة إلي أنه تم اضرام النيران بمفوضية الشرطة في المدينة. وفي ليفربول، اعلنت الشرطة المحلية انها تواجه بدورها اعمال عنف وشغب تم خلالها احراق العديد من السيارات، وقال المتحدث باسمها اندي وورد أنه "لن يتم التهاون مطلقا مع اي اعمال عنف في شوارع ليفربول وقد اخذنا اجراءات عاجلة وصارمة للتصدي لاعمال العنف". وكانت الاشتباكات قد اندلعت في حي توتنهام شمال العاصمة مساء السبت اثر مظاهرة نفذها ابناء المنطقة احتجاجا علي مقتل شاب في التاسعة والعشرين يدعي مارك دوغان خلال تبادل لاطلاق النار مع الشرطة الخميس. وأعلن مكتب رئيس الوزراء البريطاني في بيان مقتضب أن ديفيد كاميرون اضطر إلي قطع إجازته السنوية بإيطاليا وعاد للندن ليرأس اجتماعا طارئا تعقده لجنة وزارية معنية بمعالجة القضايا الأمنية. وعقد كاميرون أمس سلسلة من اجتماعات الطوار مع حكومته للجنة الطوارئ الحكومية "كوبرا" لبحث الأزمة كما قطعت تيريزا مي وزيرة الداخلية البريطانية إجازتها بسويسرا وعادت الي لندن، إثر تجدد أعمال العنف لتعقد اجتماعًا بكبار رجال الشرطة ووصفت الوزيرة هذه الأعمال بأنها "إجرامية. وأعلنت شرطة العاصمة البريطانية انها شرعت في اجراء "تحقيق واسع" في أعمال الشغب التي شهدها حي توتنتهام وشهدت عمليات اعتداء علي الناس ونهب واحراق ممتلكات. من جانبها، أكدت قائدة شرطة العاصمة كريستين جونز أن هذه الأحداث غير مبررة تماما، مضيفة أن المواطنين العاديين انقلبت حياتهم رأسًا علي عقب بسبب هذه البلطجة المجنونة.