رغم ظروف عدم الاستقرار وتأثر ايرادات مصر من العملة الاجنبية بشكل ملحوظ، قامت الحكومة بالتعاون مع البنك المركزي بسداد 1.7 مليار دولار قيمة أقساط ديون خارجية واستحقاقات واجبة الدفع لمستثمرين اجانب ، وكشف مصدر مسئول بالبنك المركزي ل "روزاليوسف" أن ادارة البنك اضطرت لاقتطاع قيمة من الاحتياطيات النقدية تقدر بنحو 863 مليون دولار خلال الشهر الماضي للمساهمة في سداد استحقاقات علي الدولة كان من غير المقبول تأجيلها. وأشار المصدر الي أن قيمة الاستحقاقات علي الدولة والتي تم سدادها بنهاية الشهر الماضي (يوليو) بلغت 1.7 مليار دولار منها مليار و87 مليون دولار استحقت علي السندات السيادية المصرية باليورو وكذلك كوبونات طروحات أخري ونحو 671 مليون دولار تم ضخها للدول الاعضاء في نادي باريس وهي عبارة عن قسط واجب الدفع ،قائلا :" لم يتم سداد كامل الاستحقاقات علي الدولة من الاحتياطيات النقدية نظرا لأن هناك موارد أخري وان كانت قليلة قد تم استخدام جزء منها لاتمام عملية سداد هذه المديونيات " وأكد الخبير المصرفي أحمد قورة أن سداد المديونيات الخارجية في موعدها من الامور الهامة حتي لا يتم تخفيض تصنيف مصر الائتماني ، مشيرا الي أن الأوضاع حتي الان لم تدخل مرحلة الخطر ، وأن مؤشرات الاقتصاد في الفترة المقبلة هي التي ستحدد اذا ما كانت الاحتياطيات سترتفع أو ستنخفض ، لافتا الي أنه لابد من تنشيط قطاعات السياحة والتصدير حتي تعود الأمور الي نصابها الصحيح. وطبقا للبنك المركزي كان رصيد الدين الخارجي قد ارتفع بمعدل 3.4% بنهاية مارس الماضي اي بنحو 1.1 مليار دولار حيث بلغ وقتها 34.8 مليار دولار وهو ما يعزي اساسا الي ارتفاع اسعار صرف معظم العملات المقترض بها أمام الدولار الامريكي بما يعادل نحو ملياري دولار بالاضافة الي تحقيق صافي سداد من القروض والتسهيلات بلغ 874 مليون دولار وبالنسبة لاعباء خدمة الدين الخارجي وقتها فقد ارتفعت بمقدار 137.8 مليون دولار امريكي لتبلغ القيمة الاجمالية لها نحو 2.4 مليار دولار . الجدير بالذكر أن نادي باريس هو مجموعة غير رسمية من الممولين من 19 دولة من اغني بلدان العالم، التي تقدم الخدمات المالية مثل اعادة جدولة الديون وتخفيف عبء الديون، وإلغاء الديون علي البلدان المدينة والاعضاء الدائمين في النادي هي أستراليا، النمسا، بلجيكا، كندا، الدنمارك، فنلندا، فرنسا، ألمانيا، ايرلندا، إيطاليا، اليابان، هولندا، النرويج، روسيا، اسبانيا، السويد، سويسرا، المملكة المتحدة، والولايات المتحدة.