وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى مجموعة من الرسائل القوية للداخل والخارج من منصة منتدى شباب العالم المقام بمدينة السلام فى شرم الشيخ. وقال الرئيس، خلال لقاء على هامش منتدى شباب العالم بشرم الشيخ مع مجموعة من ممثلي وسائل الإعلام المصرية والعربية والأجنبية، أنه سيقوم خلال الشهرين المقبلين بتقديم كشف حساب حول ما تم إنجازه خلال الفترة الأولى من الرئاسة، وبعد ذلك سيتم التفكير فى الترشح لفترة ثانية. وأضاف الرئيس السيسى أن رد فعل المصريين إزاء كشف الحساب هو الذى سيحدد إذا ما كان سيترشح لفترة ثانية، مؤكدا أن أى تحدٍ مهما كان حجمه نحن قادرون على مواجهته ما دام هناك اصطفاف مصري، وفى حالة عدم وجود هذا الاصطفاف سأشعر بالقلق، لأننى لا أشعر بالقلق تجاه أى تحديات خارجية وإنما ما يحدث بالداخل. وشدد الرئيس على أنه لا يستطيع هو أو أى شخص أن يفرط فى أى متر واحد من أرض مصر، وأن الشعب المصرى لن يسمح لأى رئيس أن يتنازل لأى جهة عن أى متر من الأراضى المصرية ، وأن القوات المسلحة موجودة لتأمين الحدود المصرية فى جميع الاتجاهات الاستراتيجية. الحرب على الإرهاب وفيما يتعلق بخطر الإرهاب، أكد الرئيس السيسى أن الإرهاب أخطر آفة تهدد أمن واستقرار أى دولة، واضاف: لا تعلمون حجم التكلفة المالية التى نتحملها لمواجهة الإرهاب وتكلفتها تزيد على الحرب النظامية نتيجة الحاجة لتأمين المطارات والحدود البرية مع ليبيا وحدود سيناء والحدود البحرية. وقال الرئيس: دمرنا حتى الآن أكثر من 1200 عربة كانت متجهة للقيام بعمليات إرهابية آخرها أمس الأول تم تدمير10 عربات للإرهابيين محملة بالأسلحة والذخائر وقبلها 10 أخرى وقبلها بأربعة أيام 16 عربة كلها متجهة لمصر للقيام بعمليات إرهابية. وأكد أن خطر الإرهاب كبير فى العالم كله ويقف وراءه أجهزة تستخدم العناصر الإرهابية فى تحقيق أهدافها، ونحن فى مصر ندافع عن أنفسنا بشكل جيد ونؤمن بلدنا داخل حدودنا. وقال السيسى: إننا سنطلب تعديل الإعلان العالمى لحقوق الإنسان ليشمل حق الإنسان فى محاربة الإرهاب، وسنتحرك مع المجموعة العربية فى هذا الصدد. وقال: إن تجديد الخطاب الدينى هو إرادة وقناعة قبل أن يكون إجراءات مشيرًا إلى أن المصريين لديهم قناعة نتيجة التجربة بالحاجة إلى التغيير وعدم التجاوب الأعمى لدعوات دينية مغلوطة، لافتا إلى أن تجربة مصر فى تجديد الخطاب الدينى ستكون جديرة بالرصد والتحليل والنشر فى المنطقة. حادث الواحات وعن حادث الواحات، قال الرئيس، إنه خلال العام الماضى وقعت هجمات فى هذه المنطقة وكان لابد من تصفية أى تواجد حتى لا يبنى عليه مزيد من البؤر الإرهابية، والبؤرة التى قامت بالعملية الأخيرة فى الواحات تم تصفيتها بالكامل عدا واحد وقبضنا عليه حيًا وهو غير مصرى وسنعلن النتائج بعد انتهاء منتدى شباب العالم أمام الإعلام وسنعلن اعترافاته وجنسيته وهو الوحيد الباقى من ال14 إرهابيا. وأكد الرئيس أن هناك جهدًا كبيرًا يبذل فى المنطقة الغربية على امتداد 1200 كيلو متر من السلوم حتى السودان وتتم مراقبة المنطقة بالتعاون مع القوات الجوية، وفى سيناء الأمور أفضل، وكل يوم وكل إجراء وكل عملية من عملية حق الشهيد تحقق نجاحا مع الحرص على أمن المواطن البرىء، ولا نقدم على أى إبادة وانما نتعامل فقط مع العناصر الإرهابية وإذا ما كان هناك شك فى وجود أبرياء لا نقدم على مهاجمة المكان ونحرص على ألا يكون مهاجمة الإرهاب، فى سيناء على حساب السكان المدنيين والأمر فى تحسن يومًا بعد يوم وحققنا تقدما فى منطقة الحدود مع غزة وحتى العريش. وحذر السيسى من وجود حرب من الجيل الرابع والخامس تدار ضد مصر من قبل أحهزة تعمل ضد مصر، مشيرا إلى أن ما تم الإعلان عنه من عدد ضحايا الشرطة جراء حادث الواحات هو الرقم الحقيقي، ولم نعلن الرقم إلا بعد أن توافرت معلومات دقيقية عن الوضع. وقال الرئيس: إن المؤامرات لا تنتهى ولكن لا نكشف عنها حتى لا نثير خوف الشعب، لافتا إلى أن حادث الواحات كان له صلة بشن هجمات على دير وادى الريان. الموقف من قطر وأكد الرئيس السيسى أن الموقف المصرى من قطر واضح وحازم بشأن مطالب الدول الأربع من الدوحة. تطوير القوات المسلحة كما أكد الرئيس السيسى على ضرورة أن تكون لدينا قدرات عسكرية لمواجهة الخلل الذى حدث بالمنطقة وأيضا لمواجهة الإرهاب، مشيرا إلى أنه كلما تطورت الأمور فى اتجاه التخلص من داعش فى سوريا وليبيا والعراق يكون تواجدهم فى المنطقة الغربيةوسيناء فى مصر. وقال الرئيس: إن ما حدث فى السنوات السبع الماضية خرجت العراقوسوريا وليبيا واليمن من المعادلة بشكل أو بآخر وبالتالى حدث خلل فى التوازن الاستراتيجى فى المنطقة، ولا يجب أن يحدث فراغ يؤثر على أمننا واستقرارنا وبالتالى كان لابد أن تكون لدينا معدات عسكرية لمجابهة الإرهاب الذى نرى أنه لا ينحصر فى المنطقة حتى بعد حملة استمرت 3 سنوات فى سورياوالعراق بتحالف من أقوى دولة فى العالم وبالتالى لابد أن نكون قادرين على التعامل مع الخطر المباشر على مصر. الإعلام المصرى والخارجى وفيما يتعلق برؤية مصر للإعلام الخارجي، قال الرئيس السيسى إن هناك رئيس هيئة الاستعلامات ودوره الاتصال بوكالات الأنباء الأجنبية ليكون هناك شكل جديد من التعامل حتى لا تكون هناك حساسية بشأن تناول شئوننا فى القنوات الأجنبية، وبعد ما شهدناه فى مصر فى الفترة الماضية أصبح لدينا حساسية فى تناول أمورنا بالشكل غير السليم. ودعا الرئيس السيسى وسائل الإعلام الأجنبية إلى مراعاة أن مصر فى حالة حرب على الإرهاب بالوكالة عن العالم كله، مشيرا إلى أن مصر تتعامل بشرف والقضايا الموجودة فى مصر كبيرة جدا. وأعلن الرئيس عن إطلاق قناة إخبارية جديدة للإعلام وتأخرنا فيها لتكون قناة قوية وهى تحتاج لتكلفة كبيرة. الإصلاح الاقتصادى وحول الإجراءات الاقتصادية، قال الرئيس السيسى: إننا نسير بشكل جيد فى خطة الإصلاحات الاقتصادية والشعب المصرى تعامل معها بإيجابية وتحمل صعوباتها وكان لابد من اتخاذ هذه الإجراءات للخروج من المعضلة الاقتصادية التى تعيشها البلاد. الرقابة على الأسعار وبالنسبة للرقابة على الأسعار، قال الرئيس السيسى: إن الأمر يحتاج إلى آليات سوق مستقرة وتنظيم للمنتج ونقله وتوزيعه ونسعى لإقامة أجهزة رقابة على الجودة ولكن هناك حالة من عدم الانضباط ورغبة فى تحقيق المكسب، ولابد من وضع آليات سوق حقيقية ومنافذ بيع متطورة فى القاهرة والمحافظات ونعمل على تحقيق ذلك ولكن الأمر يحتاج إلى وقت. عودة السياحة الروسية وعن استئناف السياحة الروسية إلى مصر.. قال الرئيس السيسى، إنه لا يوجد ارتباط بين عودة السياحة الروسية وتوقيع اتفاق الضبعة الخاصة بالمحطة النووية، وقد وقعنا الاتفاق بالفعل وما يتبقى سيكون توقيعًا مراسميًا، وأقدر الموقف الروسى فيما يخص عودة السياحة ،ولم ولن نلح، على الجانب الروسى فى عودة السياحة. وشدد الرئيس على أن مصر ومطاراتها آمنة ومستعدون لطمأنة أى جانب على أمن المطارات المصرية ونرحب بالسائحين والأمر يرجع إلى القيادة الروسية للنظر فى عودة السياحة الروسية فى الوقت المناسب ونحن حريصون على أن تكون بلادنا مستقرة وآمنة. وقال السيسى إنه على مدى 30 عاما نجد أنه كلما استقرت الأوضاع فى مصر وقع حادث إرهابى يضرب السياحة ويثير مخاوف السائحين فضلا عن تهويل الإعلام لما يقع فى مصر على عكس ما يقع فى دول أخرى ، وسنحل مسألة الإرهاب ولن نسمح لأحد بأن ينال من اقتصاد مصر. حزب سياسى وحول المطالبة بتواجد حزب سياسى داعم للرئيس.. قال السيسى إنه اراد فصل نفسه عن التجربة القاسية التى عاشها المصريون فى السنوات الماضية وسعى لاقامة علاقة ثقة مع المصريين وأكد أنه لا يسعى لتغيير الدستور ولا يتطلع إلى التمسك بالسلطة. وقال إن هناك أحزابا موجودة بالفعل ويمكن أن تندمج فى أحزاب قوية لها أداء مختلف. قوانين للمرأة أزمات المنطقة وحول التطورات الأخيرة بالمنطقة، قال الرئيس إننا نرى أن المنطقة يكفيها ما يحدث فيها خلال السنوات السبع الماضية من اضطراب وإشكاليات تؤثر على أمننا واستقرارنا، مشددا على ضرورة التعامل بحذر شديد حتى لا تضاف إشكاليات أخرى فى المنطقة. وأكد الرئيس، أن مصر تعتبر الأمن القومى العربى والخليجى جزءا لا يتجزأ من أمنها القومى وأى تهديد للخليج تهديد لمصر، ونحن مع أشقائنا فى منطقة الخليج لأن أمن الخليج هو أمن مصر، ولابد أن يتعامل الجميع معنا فى هذا الإطار، ويجب أن يكون الآخرون حريصين على أمننا واستقرارنا، ونرفض استمرار التدخل فى شئوننا أو فى شئون دول الخليج. وحول تدخلات حزب الله اللبنانى وإيران واحتمالات نشوب حرب، قال الرئيس السيسى: لست مع حل أى قضية بالحرب ولنا تجربة فى الحرب وهى خسائر مادية وبشرية وتتأثر العلاقات بشكل كبير جراء الحرب ..والحروب دائما تجارب مريرة ولها نتائج صعبة جدا.. ويمكن بالحوار والنقاش أن نجد مخرجا للأزمات ولاسيما أن المنطقة بها ما يكفيها من اضطرابات وأى حرب سيكون لها اثر يمسنا. العلاقات الخارجية وحول العلاقات المصرية الخارجية قال الرئيس إن مصر تدير علاقاتها مع الجميع بتوازن وليس على حساب طرف آخر، لافتا إلى أن فكرة الاستقطاب تجاوزتها الأحداث، وهذه ثوابت سياستنا حيث إن لنا علاقات متوازنة مع أمريكاوالصين وروسيا فى إطار من شراكة استراتيجية شاملة. وأشار الى ان لدينا شراكة استراتيجية مع الصين وان احياء مبادرة طريق الحرير وازدواج قناة السويس لتكون مستعدة لزيادة حركة التجارة وتجنب التأخير 13 أو 14 ساعة، والآن تستطيع أن تعبر كل السفن العملاقة فى الاتجاهين فى نفس الوقت على مدى 24 ساعة، ومنطقة قناة السويس ذات قانون خاص وعرضنا اقامة منطقة صناعية للشركاء الصينيين وأخرى للروس وكل من يريد إقامة خدمات فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس يلقى كل ترحيب. ووصف السيسى العلاقات مع أمريكا بأنها طيبة ولا تقتصر على البيت الأبيض إنما وزارة الدفاع والكونجرس ولا يحق لى الحديث عن الأوضاع الداخلية فى الولاياتالمتحدة وأثق فى قدرات ونجاحات الرئيس الأمريكى وما يحدث هو حراك أمريكى. الوضع فى السعودية وحول الاوضاع فى السعودية، أكد الرئيس أن الوضع فى المملكة مطمئن ومستقر وهى إجراءات داخلية يمكن أن تحدث فى أى دولة، وأثق فى قيادة المملكة وتصرفاتها تجاه مواطنيها فى إطار دولة القانون الذى يسمح للمواطن أن يحاسب بالقانون وأمام القضاء، والوضع فى المملكة تحت السيطرة وأثق فى قدرة القيادة السعودية. أكد الرئيس أنه يثق تماما فى قيادات المملكة العربية السعودية، وفى قدرتها على التعامل مع الأوضاع الداخلية وإدارة الأمور بحكمة وحزم. وقال الرئيس: إنه لا يمكن اتخاذ أى إجراء فى السعودية إلا وفقا للقانون، كما أنه يثق فى قيادات المملكة ولا يمكن أن يتم عمل فى السعودية إلا وفقا للقانون، والوضع فيها مستقر وتحت السيطرة تماما. وأكد الرئيس حرصه على التكامل مع السعودية فى المشروعات التى تدر الخير للجميع وكنا نسعى لافتتاح طريق شرم الشيخ خلال المنتدى ولكنه سيتأخر شهرين أو ثلاثة، ونجهز لمشروعات أخرى مع السعودية وطريق من بورسعيد حتى خليج السويس ثم نفق شرم الشيخ على ست حارات ونسعى لأن تكون البنية الأساسية جاهزة لمثل هذه المشروعات. القضية الفلسطينية وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وما يتردد عن صفقة القرن لتسوية القضية الفلسطينية، أن صفقة القرن تهدف إلى تحقيق الأمل الذى تأخر طويلا للمواطن الفلسطينى. وأكد الرئيس السيسى أن دور مصر ثابت لايجاد حل يحقق للمواطن الفلسطينى الأمن الذى تأخر كثيرا والمصالحة كانت أحد العناصر المهمة لاستئناف عملية السلام لأن التحرك فى عملية السلام يحتاج إلى عودة الأمور إلى ما قبل 2005 بأن تكون الضفة والقطاع غزة تحت سيطرة السلطة الفلسطينية وتفتح المعابر مرة أخرى لتخفيف الضغط على سكان القطاع فى غزة، وحتى لا يتزايد حالة التطرف فى غزة. وأكد السيسى، أنه لا يمكن لأحد أن يتصور أن يقدم أحد مترًا من أرض مصر ولا يمكن حل القضية على حساب مصر ولا أستطيع أنا أو غيرى التفريط فى متر من أرض مصر وشعب مصر لن يسمح لأحد بالتفريط فى متر من أرض مصر ومن يفكر فى ذلك سيترك السلطة فورا والقوات المسلحة موجودة لحماية أرض مصر و1200 كيلومتر. وأضاف الرئيس السيسي: أتصور أن تكون هناك مبادرات لحل القضية الفلسطينية فى إطار الأراضى الفلسطينية والمرجعيات الدولية ولن يكون الحل على حساب مصر أو غيرها. قضية سد النهضة وفيما يتعلق بسد النهضة، قال الرئيس: موقفنا واضح من البداية وننظر بإيجابية لمتطلبات التنمية لأشقائنا الإثيوبيين مع الأخذ فى الاعتبار أن المياه بالنسبة لنا حياة أو موت ولم نعتمد على السودان إنما على أنفسنا للحفاظ على أمننا القومى. وبالنسبة للسودان، قال السيسى: إن سياساتنا الخارجية تتسم بكثير من الصبر والهدوء لأن ما يوجد فى المنطقة من اضطراب لا يحتاج إلى مزيد من الاضطراب ونحن حريصون على عيش المصريين بأقل قدر من القلق ونسعى لحل الخلافات بالحوار والهدوء. وأكد السيسى، أن دعم مصر لخليفة حفتر ليس على حساب الرئيس فايز السراج إنما ندعم الحوار والتوصل إلى حل سياسى فى إطار اتفاق الصخيرات وموقفنا واحد فى دعم الحل السياسى. قضية ريجينى وفيما يتعلق بالعلاقات المصرية الإيطالية، أكد الرئيس أن مصر حكومة وشعبا حريصة على دعم العلاقات مع إيطاليا، وهى أول دولة فى العالم ساندت مصر بعد ثورة 30 يونيو، كما تربطها علاقات اقتصادية وثيقة بمصر. وقال الرئيس السيسى، إن مصر حريصة على كشف غموض قضية الباحث الإيطالى ريجينى بكل الشفافية، وبالتعاون بين القضاء المصرى والإيطالى.