الكلاب الضالة.. أزمة X قلب الإسكندرية

بدأت ظاهرة الكلاب الضالة تنتشر فى شوارع الإسكندرية، حيث هجم كلب ضآل طفلة صغيرة وعقرها من خدها أثناء دخولها فناء المدرسة، الأمر الذى أدى إلى تحويل مسئول الأمن، ومدير المدرسة، للنيابة.
الكارثة أنه عند نفوق أو قتل الكلاب الضالة، يتم ترك جثثها فى الشارع حتى تتحلل، الأمر الذى يؤدى حتماً لانتشار الأمراض نتيجة لتراكم الحشرات عليها، وسط مطالبات من جمعيات الرفق بالحيوان بضرورة الاهتمام بالكلاب ومعالجتها.
محمد توفيق، رئيس المركز المصرى لمكافحة الفساد بالإسكندرية، يرى أنه لا يمكن الاهتمام بالكلاب الضالة وقال إننا لسنا مطالبين بعلاج الكلب الجربان، فضلا عن أنه فى حالة علاجهم سيتم تركهم فى الشارع من جديد، ونعود مرة أخرى لضرورة مواجهتهم، خاصة أن تركهم يصيب الأطفال بالذعر، منوها إلى أنه رغم أن هناك حملات بالعجمى والدخيلة، إلا أنه مازال هناك كلاب تقطع الطريق على المصلين «الفجر».
كلب هدية
ولفت توفيق إلى أن الكلاب عموما من الكائنات المحببة، التى يستخدمها البعض للحراسة، منوها إلى أن رئيس تركمانستان أهدى بوتين كلباً، لأن الكلب معروف عنه الوفاء، مستنكرا قيام بعض الشباب فى الأماكن الشعبية بتعليم الكلاب الشراسة بعد تعذيبها وضربها وتدريبها ليستخدموها للدفاع عن النفس.
ويقول غريب الشيخ، ناشط حقوقي: تنتشر الكلاب الضالة بمنطقة الدخيلة وشارع المقابر وموقف «المينى باص»، الأمر الذى دفع المواطنين لإبلاغ أعضاء مجلس النواب، لكن للأسف لم يستجب أحد، فى الوقت الذى تجد فيه جثث نحو كلبين أو أكثر من الكلاب المرضى ب«الجرب» فى الشارع.
وعن ظاهرة التهجين أشار إلى أن هناك كمية كبيرة من الكلاب المنتشرة فى الشارع مهجنة، وذلك نتيجة لأن أصحاب الكلاب ذات الفصائل المختلفة يتم تركها فى الشارع فور مرضها، وعلى سبيل المثال: تجد هناك كلب «ولف ألماني» مريضاً فى الشارع فيتزوج وينجب، ومن هنا تنتشر الأمراض.
من جانبه يؤكد الدكتور سامى أبوالعطا، مدير إدارة الأمراض المشتركة بمديرية الطب البيطرى بالإسكندرية، ونقيب الأطباء البيطريين بالمحافظة، أن الطب البيطرى هو المختص بالتنسيق مع رؤساء الأجهزة التنفيذية للتخلص من ظاهرة الكلاب الضالة، لافتاً إلى أنه تم وضع خطة فى 9/2016 فى عهد اللواء رضاء فرحات، محافظ الإسكندرية الأسبق، ويتم تجديدها سنويا.
وقال نقيب الأطباء البيطريين بالإسكندرية: إن إبادة الكلاب الضالة مسئوليتنا، لكن دفن الجثث والكلاب النافقة ليس من شأننا، منوها إلى أن المحافظة كانت تتعاقد مع شركات القمامة، وكانت توجد سيارة تسمى عربة «نقل مخالفات الجثث» تلازم لجان الإبادة للتخلص من الكلاب التى يتم قتلها فى مدفن صحي.
وجبة مسممة
وأرجع انتشار الكلاب المسعورة إلى انتشار مقالب القمامة، مؤكدا ضرورة التخلص من تجمعاتها، لتجد الكلاب أنفسها مجبورة على تناول اللحوم المسمومة، فضلا عن أن تلك اللحوم مرتفعة الثمن، حيث إن المادة الفعالة للتخلص من الكلاب يصل ثمن الكيلو منها إلى 14 ألف جنيه، علما بأن جرعة الكلب تتكلف 10 جنيهات.
وأوضح أن الكلاب المسعورة، هى كلب عنده حالات هياج عصبى لا يبلع الطعام، وكانت تتولى «شرطة الخيالة» التخلص منه، من خلال ضربه بالخرطوش، منوها إلى أن مديرية الطب البيطرى قامت بصرف 5 آلاف طلقة خرطوش لشرطة الخيالة منذ 3 أشهر.