وسط انحراف انتخابات اليونسكو عن المسار الطبيعى للانتخابات الدولية؛ ووسط رشاوى قطرية تسببت فى خذلان بعض الدول للمرشح المصرى والتى لعب فيها المال القطرى دورا بارزا؛ خاضت الدبلوماسية المصرية خلال الساعات الماضية وتحديدا منذ إعلان نتائج الجولة الأولى لانتخابات اليونسكو؛ عدة اتصالات مكثفة على عدة أصعدة لتأمين ترشيح السفيرة مشيرة خطاب والتى خاضت جولة الإعادة الثانية. وأدار المال القطرى خلال الساعات الماضية جزءا كبيرا من المشهد الانتخابى داخل المنظمة بباريس، حيث لم يتوقع المراقبون حصول المرشح القطرى على ربع ما حصل عليه فى الجولة الأولى ولم يكن من بين المرشحين البارزين مقارنة بالمرشحة المصرية السفيرة مشيرة خطاب وكذلك الفرنسية وأيضا المرشح الصينى. ذكرت صحيفة «الأيام» البحرينية أن مصادر مطلعة كشفت النقاب عن أن حمد الكوارى مرشح قطر بمنظمة التربية والعلوم والثقافة التابعة للأمم المتحدة «اليونسكو»، قدم ضمانات لإسرائيل بعدم تداول قضايا القدس والمسجد الأقصى فى المنظمة حال فوزه فى الانتخابات التى أجريت أمس لاختيار رئيس جديد للمنظمة الأممية، وقالت المصادر: إن «الكوارى» وعد مندوب تل أبيب فى اليونسكو «كرمل كوهين» بعدم إدراج أى مشروع تصويت خاص بفلسطين أو المقدسات الإسلامية فى القدس حال تم اختياره مديرا عاما للمنظمة الأممية، حيث تم التصويت سابقا على اعتبار المسجد الأقصى تراثا إسلاميا وكذلك الحرم الإبراهيمي، وأضافت المصادر أن «الكواري» طالب الأعضاء فى المنظمة الأصدقاء لإسرائيل بالتصويت له خلال الجلسة التى عقدت أمس الأول الاثنين بمقر المنظمة بالعاصمة الفرنسية باريس. ولم يشغل بال الدبلوماسية المصرية منذ إعلان نتيجة الجولة الأولى سوى الصدمة التى تلقتها لمخالفة دول إفريقية الإجماع الأفريقى وقرار قمة الاتحاد الأفريقى الأخيرة فى أديس أبابا باعتبار السفيرة مشيرة خطاب مرشحة القارة، وقبل بدء جولة الإعادة أمس ركز سامح شكرى وزير الخارجية الذى يدير المشهد الانتخابى من قلب المنظمة فى باريس على تأمين الأصوات الأفريقية أولا ثم التفكير فى الدوائر الأخيرة، حيث عقد شكرى اجتماعا مطولا مع موسى فقيه رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقى الذى يبذل جهودا مضنية لدعم السفيرة مشيرة خطاب. وشهدت العاصمة الإيطالية امس الثلاثاء تظاهرة حاشدة فى ميدان الشعب أكبر ميادين روما بجانب المسلة الفرعونية من أجل السلام فى العالم وشجب الإرهاب والدول الداعمة له، وأشاد المتظاهرون بالدور المصرى الكبير فى محاربة قوى الشر والارهاب حول العالم. وبشهادة فرنسية تتكرر لعبة شراء الدوحة للأصوات واستخدام الاساليب القذرة خلال عملية انتخاب مدير عام اليونسكو؛ حيث ذكرت مجلة «جون أفريك» الفرنسية أنه فى الوقت الذى تشتعل فيه معركة انتخابات اليونسكو على منصب المدير العام، يضاعف المرشح القطرى حمد الكوارى هباته السخية تجاه ممثلى الدول الأعضاء المكلفين بالتصويت. كما كشفت أن المرشح القطرى دعا فى 30 سبتمبر مندوبى 12 دولة بالمجلس التنفيذى بمطعم «لا تيراس»، الذى يبعد خطوات عن مقر اليونسكو بباريس، حيث تم حجز صالون خاص لهم، بهدف استمالتهم وضمان الحصول على دعمهم.
