العبادى من باريس: لا للحل العسكرى ضد الأكراد

مع تعدد الجبهات التى تقاتل فيها العراق حاليًا بسبب تنظيم داعش وأزمة استقلال كردستان العراق، أعلن الجيش العراقى أمس انتزاعه قضاء الحويجة بالكامل من براثن تنظيم داعش بعد أسبوعين من انطلاق المرحلة الثانية من عملية تحريرها.
وعلى صعيد أزمة كردستان، أعلن رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى أمس إنه لا يريد أى مواجهة مسلحة مع السلطات الكردية العراقية وحث قوات البشمركة فى المناطق المتنازع عليها على العمل مع قوات الأمن العراقية تحت قيادة الحكومة المركزية.
وقال العبادى فى بيان إلى جانب الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون عقب محادثاتهما بقصر الإليزيه بفرنسا «لا نريد مواجهة مسلحة... لا نريد أى عداء أو أى مصادمات. يجب أن تُفرض السلطة الاتحادية ولا يجوز لأحد أن يعتدى على السلطة الاتحادية فى هذه المناطق».
ودعا العبادى قوات البشمركة الكردية إلى أن تبقى ضمن قوات الأمن العراقية تحت قيادة السلطات الاتحادية.
من جانبه، أكد الرئيس الفرنسى ايمانويل ماكرون ضرورة الحفاظ على وحدة اراضى العراق، داعيا إلى الحوار بين بغداد والأكراد.
مؤكدا حرص فرنسا على استقرار العراق ووحدة وسلامة أراضيه وأعرب عن استعداد فرنسا للمشاركة فى الوساطة التى أطلقتها الأمم المتحدة.
وأعلن ماكرون أن فرنسا ستقدم قرضا بقيمة 430 مليون يورو إلى العراق وترغب فى دعم جهود إعادة الأعمار.
فيما نقلت وسائل إعلام عن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان قوله أمس الخميس إن تركيا وإيران والعراق، ستتخذ قراراً مشتركاً بشأن وقف تدفق إمدادات النفط من شمال العراق ردا على استفتاء إقليم كردستان على الاستقلال.
وانتقد أردوغان، الذى كان يتحدث لقناتى (إن تى فى) و(سى إن إن ترك) التليفزيونيتين خلال عودته من زيارة لإيران، أيضاً إدراج مدينة كركوك الغنية بالنفط فى الاستفتاء قائلاً إن الأكراد لا شرعية لهم هناك.
فيما، دعت النائب عن ائتلاف دولة القانون عواطف نعمة، رئيس البرلمان سليم الجبورى إلى تحديد موعد لاستجواب وزير الاتصالات حسن الراشد بشأن عقد أبرمته الوزارة وصفته ب«المثير للريبة».
وكشفت نعمة فى بيان نشره موقع السومرية نيوز العراقى أمس أن مدير الاتصالات بمكتب رئيس إقليم كردستان مسعود البارزانى، هدد بقطع الانترنت بالعراق فى حال استمرار الحظر الجوى على مطارى أربيل والسليمانية.
وقالت نعمة إن «العقد الذى أبرمته الوزارة مع شركة سيمفونى إيرثلنك الكردية للإنترنت المرتبطة بعائلة البارزانى، مثير للريبة، إذ كشفت لجنة الخدمات النيابية عن مدى خطورة هذا العقد والمخالفات الأمنية والقانونية والمالية الخطيرة فيه، بالإضافة إلى تحفظ الأمن الوطنى عليه، ورغم ذلك ما زال وزير الاتصالات متمسكاً بهذه الشركة».
ميدانيًا، أعلنت الشرطة الاتحادية العراقية صباح أمس تحرير مركز الحويجة فى كركوك شمالى بغداد بالكامل من تنظيم داعش.
وقال قائد قوات الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت إن «قوات الشرطة الاتحادية حررت قائم قامية قضاء الحويجة ومستشفى الحويجة وأحياء العسكرى والنداء والثورة وتسيطر على مركز قضاء الحويجة بالكامل».
وبدأت عمليات تحرير مدينة الجويجة، الأربعاء، بعد يومين فقط من استعادة القوات العراقية السيطرة على قاعدة «الرشاد» الجوية فى الجنوب.
وكانت المنطقة، التى يوجد بها عشرات الآلاف من المدنيين، تقع تحت سيطرة التنظيم منذ 2014.
وباستعادة السيطرة على الحويجة، آخر معقل للمتشددين فى شمال العراق، لم يبق تحت سيطرة داعش سوى شريط من الأراضى على امتداد الحدود الغربية مع سوريا.