استيقظت مدينة إسطنبول التركية صباح أمس، على أمطار غزيرة مصحوبة بالبرق والرعد ورياح بلغت سرعتها ما بين 70 و80 كيلو متراً فى الساعة، وتسببت فى تجمع المياه فى الشوارع، وإعاقة حركة المرور، إضافة إلى سيول أدت إلى انجراف بعض الأشجار والأعمدة على الطرقات، فضلًا عن شلل مرورى كامل بحركة المواصلات فى أكبر المدن التركية. وشلت الأمطار الغزيرة جميع مناحى الحياة، حيث تسببت تجمعات المياه فى توقف حركة السير فى نفق أسفل محطة مترو بايرامباسا، كما تجمعت المياه على بوابات محطة المترو، الأمر الذى أدى إلى إغلاقها أمام المواطنين، بينما عَلِق الركاب داخل المترو ولم يستطيعوا مغادرة تلك المحطة. وتسببت الأمطار بغرق إسطنبول بشكل شبه كامل، وحدوث شلل مرورى تام، واحتمى معظم المواطنين بمواقف الحافلات وأسفل جسور المشاة والأماكن التى لا يصلها المطر. وأظهرت لقطات تليفزيونية طاقم إنقاذ وهو يدخل نفقا فى زورق مطاطى لمساعدة أشخاص عالقين فيه. وقالت وكالة دوغان الخاصة إن أشخاصا عالقين فى منازلهم بسبب الفيضانات فى منطقة سيليفري، وهى إحدى المناطق الأسوأ تضررا، تمت مساعدتهم بزوارق مطاطية أيضا. وأغلق نفق يوراسيا الرابط بين الجانبين الآسيوى والأوروبى من إسطنبول تحت مضيق البوسفور، مؤقتا أمام حركة المرور. وحثت السلطات السكان على تجنب السفر إلا للضرورة القصوى. مواطن يقطع طريقه سباحة إلى عمله فيما نشرت صفحة «تركيا الآن» على حسابها الرسمى عبر موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» عدة مقاطع فيديو، لأحياء مختلفة من المدينة، وقد غمرتها الأمطار، التى تسربت إلى محطات المترو، كما نشرت مقطع فيديو ذكرت فيه أن بلدية إسطنبول استخدمت القوارب المطاطية لنقل الناس فى المدينة. ورصدت حدوث أعطاب فى محطة كهرباء «شيشهانة» بفعل الأمطار الغزيرة، كما أشارت إلى أن أحد المواطنين قام بقطع طريقه سباحة إلى عمله. وزير النقل التركى: ما حدث كارثة بمعنى الكلمة من جهته قال وزير النقل والاتصالات والملاحة البحرية التركي، أحمد أرسلان، حول الأمطار الغزيرة التى شهدتها مدينة إسطنبول، «إنها كارثة بمعنى الكلمة، فقد هطل 250 كيلو جراماً على كل مترمربع خلال ساعة أو ساعة ونصف الساعة، وهو وضع استثنائى». وأشار أرسلان، فى تصريحات صحفية له أن الأمطار أثرت على كل مناحى الحياة، مؤكدًا أن حركة المرور أوقفت فى نفق أوراسيا للمركبات الذى (يربط شطرى إسطنبول ببعضهما من قاع مضيق البسفور) كتدبير احترازي. الوزير حاول الخروج من المأساة التى تشهدها شوارع وأنفاق إسطنبول بالتأكيد على استثمار 227 مليار ليرة تركية (64 مليار دولار) فى مشاريع البنية التحتية خلال السنوات المقبلة! ولاقت هذه الكارثة ردود فعل كثيرة من قبل رواد موقع التواصل للتدوين القصير «تويتر» حيث قاموا بتدشين هاشتاج بعنوان « #Yağmur» وهو ما يعنى مطر باللغة التركية. وتداول رواد مواقع السوشيال ميديا فى تركيا العديد من الصور التى توثق الكوارث التى وقعت جراء الأمطار الكثيفة التى أثرت على كل مناحى الحياة هناك.