أحداث دامية شهدتها منطقة العباسية مساء أمس الأول بعد خروج ثوار التحرير من الميدان في مسيرة إلي وزارة الدفاع مقر المجلس العسكري، وسرعان ما تحولت المسيرة التي رفع فيها الثوار شعار «سلمية.. سلمية» إلي اشتباكات عنيفة أمام مسجد النور عقب تدخل عناصر غير معروفة لتلقي زجاجات المولوتوف علي المتظاهرين. في الوقت الذي تدخل فيه أبناء منطقة العباسية لحماية منازلهم ومحلاتهم التجارية من الاعتداء. الاشتباكات بدأت عقب وصول الثوار إلي مسجد النور حيث تم إيقاف تقدمهم إلي مقر وزارة الدفاع بعد أن خرجت قوات الشرطة العسكرية طوعاً حول المنطقة ووضعت الأسلاك الشائكة في الشوارع المؤدية إلي الوزارة، وسرعان ما ظهرت جماعات منظمة من المنطقة تحمل الأسلحة البيضاء والعصي وزجاجات المولوتوف لتشتعل المواجهة بين الثوار والبلطجية ويقع 296 مصاباً بحسب الإحصاء الأخير لوزارة الصحة. وبعد بدء الاشتباكات بدقائق أذن إمام مسجد النور لصلاة العشاء وطالب المشتبكين بمراعاة حق المسجد وإنهاء المعركة إلا أن البلطجية استمروا في إلقاء زجاجات المولوتوف الحارقة من حديقة بالقرب من المسجد. في الوقت الذي خرج فيه أهالي العباسية من منازلهم لحمايتها وظنوا أن الثوار وراء تلك الاشتباكات ما أدي إلي زيادة حدتها خاصة بعد تدخل الأهالي في المشاحنات. وقال شهود عيان ل«روزاليوسف»: إن الاشتباكات كان وراءها بلطجية اندسوا في الشوارع الجانبية بمنطقة العباسية، ثم انقضوا علي الثوار حاملين الأسلحة البيضاء والزجاجات الحارقة واختفوا فور تدخل أهالي المنطقة واشتباكهم مع الثوار. وأشار شاهد عيان آخر إلي أن الثوار خرجوا من ميدان التحرير في مسيرة لم يحملوا فيها إلا الأعلام واللافتات وكانوا يهتفون «سلمية.. سلمية» حتي وصلوا إلي نقطة التجمع أمام مسجد النور لتبدأ الاشتباكات. وأضاف: إن أهالي المنطقة ظنوا أن الثوار وراء إلقاء زجاجات المولوتوف علي المنطقة خاصة أنها كانت تلقي من إحدي الحدائق ولم يعلموا مصدرها فقرروا النزول من منازلهم واشتبكوا مع الثوار. وفي الثانية عشرة مساء عاد الهدوء إلي المنطقة، حيث قامت قوات الجيش بتوفير ممر آمن للثوار ليتمكنوا من العودة إلي ميدان التحرير وأشرفت علي حماية مسيرتهم بالمدرعات حتي عودتهم إلي الميدان. وتم نقل المصابين إلي مستشفيات الدمرداش ودار الشفاء وكوبري القبة العسكري وعين شمس التخصصي، حيث تماثل 196 منهم للشفاء.