قال الأثرى سعيد رمضان رئيس قسم العملة بالمتحف الإسلامى إن العملات «القطع النقدية الإسلامية» تعد مصدراً مهماً وقيماً لتاريخ المجتمع ومظاهر الحضارة الإسلامية،مشيرا إلى أن قاعة العملة بالمتحف والتى استحدثت فى العرض الحالي،تضم حوالى 2248 قطعة من كنوز ونوادر العملات التى تعود لعصر ماقبل الإسلام وحتى العصر الحديث مرورًا بعصر الخلفاء الراشدين ثم العصر الأموى والعباسى والفاطمى والأيوبى والمملوكى البحرى والجركسى ثم العصر العثمانى وأسرة محمد علي. وتابع: من أروع مايضم القسم دراهم كسروية فارسية ودنانير بيزنطية التى كانت متداولة فى عصر رسول الله «ص» والخلفاء الراشدين، وأقدم دينار معرب مؤرخ بسنة 77 ه ويعود لعصر الخليفة الأموى عبد الملك بن مروان، وتضم القاعة أيضا نقودًا لملوك وسلاطين عظام كالسلطان صلاح الدين الأيوبى والمظفر قطز والظاهر بيبرس والناصر قلاوون والسلطان حسن والسلطان الغورى والسلطان سليم الأول والملك فاروق، وظهرت الكثير من مدن الضرب على هذه العملات مثل القاهرة وأم درمان وأم القرى وحلب ودمشق وطرابلس وتونس والجزائر والكوفة والبصرة ومشهد وفلسطين،كما ظهرت مدن غيرمشهورة على النقد مثل «تفليس» وغيرها الكثير. وتابع: من النقود الأموية بالمتحف أقدم دينار إسلامى معرب مؤرخ بسنة 77ه ويحمل رقم سجل 26078، ودينار مسجل عليه اسم أول دار ضرب للدنانير بعبارة (دار معدن أمير المؤمنين بالحجاز سنة 105ه) ويحمل رقم 17442، وقد قام المسلمون فى عهد الخليفة الأموى عبد الملك بن مروان بإصدار عملات بنقوش وكتابات عربية بدلاً من الصور الدينية والامبراطورية لأسلافهم من الساسانيين والبيزنطيين. أما عن النقود العباسية،فقد ظل الدينار العباسى يضرب فترة من الزمن بمصر والشام على نسق الدينار الأموي، واستبدلت سورة الإخلاص بعبارات تشير إلى الرسالة المحمدية، ولم ينقش اسم أحد الخلفاء العباسيين على النقود قبل هارون الرشيد الذى نقش اسمه واسم ابنه الأمين على الدنانير، وظهرت للمرة الأولى عبارة (مما أمر به) فى عصرهارون الرشيد، وكان أول وال لمصر تمتع بحق نقش اسمه على الدنانير هو (على بن سليمان بن على). وقال: النقود الذهبية التى ضربت فى مصر منذ عام سنة 195ه/811م وهى الفترة التى شهدت حروبا بين الأمين والمأمون تسمى «نقود الثورة»،حيث ضرب المأمون النقود بوصفه خليفة وأميراً للمؤمنين قبل مقتل أخيه الأمين، أما دنانير أحمد بن طولون كانت مثالاً لجودة ونقاء عيار النقود، وكان ذلك انعكاساً للحالة الاقتصادية المزدهرة فى عصره، وسارت الدنانير الطولونية على درب النقود العباسية من حيث الشكل والكتابات، وكانت النقود التى تحمل اسم الخليفة المتوكل وابنه المعتز والخليفة المعتمد وابنه جعفر هى المتداولة فى مصر عند قيام الدولة الطولونية. وأشار إلى أن النقود الإخشيدية سارت على النسق العباسى المضروب فى بغداد دون ذكر اسم مصر وكان متوسط وزن الدنانير 3,72 جم، أما النقود الفاطمية منها مجموعة تحمل كتابات تدل على المذهب الشيعى مثل (على أفضل الوصيين ووزير خير المرسلين) و(على ولى الله)، وشهد الدينار المعزى ظهور الطراز الجديد الذى يتكون من أربع دوائر متحدة المركز والدائرة الداخلية بها دائرة مطموسة أو كلمة (عدل) يليها ثلاثة هوامش كتابية، وكان الدينار المعزى ذو الدوائر الأربع هو الإصدار الرسمى للخلافة الفاطمية، ومجموعة من العملات الذهبية والفضية الأيوبية بها كتابات تعبر عن المذهب السنى بدلاً من المذهب الشيعى الفاطمى، واستمر النمط الفاطمى فى الدنانير الأيوبية حتى سنة 576 حيث ظهر طراز جديد كتاباته عبارة عن مركز وهامشين فقط. واستمر الخط الكوفى على كتابات الدنانير الأيوبية حتى استبدله الكامل بخط النسخ سنة 623ه، وسمى العصر الأيوبى بعصر الفضة لسيادة الدراهم أغلب الوقت، ويظهر الأسلوب المملوكى للعملة فى عهد بيبرس فى الدنانير التى ضربها 658ه:659ه ومنذ ذلك تلقب حكام المماليك بلقب السلاطين، وكانت الخطوط على العملات المملوكية الأولى ذات نمط جميل يشبه المصاحف الشريفة فى ذلك العصر، فيما سارت دولة المماليك البحرية على النظام النقدى الأيوبى حتى ظهر الطراز التقليدى للدنانير المملوكية منذ عهد السلطان سيف الدين قطز 657-658ه / 1258-1260م. وأشار إلى أنه كان هناك حرص شديد على عيار الدنانير منذ عهد بيبرس إلى عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون، وتعد شجر الدر من الناحية الزمنية أول سلاطين المماليك سنة 648ه من ضرب سكة مملوكية، وأول من تلقب بلقب (السلطان الملك) هو بيبرس كمكافأة له لجهوده فى إحياء الخلافة العباسية،وظهر على دنانيره رنك السبع ولقب قسيم أمير المؤمنين، وضرب بيبرس (الدراهم الظاهرية) وزاد عيارها وحازت على ثقة المتعاملين حتى نهاية عصر الدولة البحرية،ومن أمثلتها حوالى 1000 درهم ل(بيبرس).