أبدت الإعلامية رشا نبيل مقدمة برنامج «كلام تانى» على قناة «دريم» قلقها وتخوفها الشديد مما يمر به المشهد الإعلامى المصرى بشكله الحالى، مشددة على أن الوضع الآن صعب جدًا، لأن الإعلام لم يعد يرضى أحدًا، قائلة: «الشعب يصفه بأنه يحابى السلطة، والسلطة تصفه بأنه يشعل الشارع، وأصبح لا يرضى الشارع ولا السلطة»، وهو ما يؤكد أننا سوف ندخل على سنوات صعبة جدًا. كما شددت رشا خلال حوارها ل«روزاليوسف» على أنه إذا لم يتم وضع إطار حقيقى للدور الذى يجب أن يلعبه الإعلام المصرى خلال الفترة القادمة فسوف تحدث مشكلات كثيرة جدًا، لا نتمناها سواء فى سقف الحريات أو فى طبيعة المسئوليات الملقاة على الإعلام، وواجهناها بالعديد من الجوانب المهمة فى حياتها الإعلامية وأبرز المحطات التى عملت بها وما صاحب هذا من تطورات وتداعيات، وتعرفنا على رؤيتها للمشهد الإعلامى وما يشهده من تطور أو صخب وأفكارها لضبط الأداء بالتليفزيون المصرى والفضائيات، والكثير من الاستفسارات والموضوعات المهمة فى الحوار التالى:
■ بدايتك الإعلامية بالتليفزيون فى حين أنك خريجة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية؟ - عملت فى مجال الصحافة والإعلام منذ حوالى 14 عامًا، حيث تدرجت فى العمل بداية من محررة ومعدة ومراسلة ومقدمة نشرة ومقدمة برامج، إلى أن استقر بى الحال فى قناة «دريم» كمقدمة برنامج «كلام تانى»، وتنقلت للعمل فى العديد من المحطات التليفزيونية بداية من التليفزيون المصرى وقناة «أون تى فى» وقناة «العربية» والآن «دريم» التى أفتخر وأعتز بها، رغبة منى فى العمل الإعلامى. ■ ماذا عن كواليس بدايات عملك الإعلامى بالتليفزيون المصرى؟ - حينما كنت فى الجامعة كانت أى شابة تحلم بأن تعمل بالخارجية بعد التخرج، وأنا كنت أحلم أن أعمل بالتليفزيون منذ الصغر، وكنت أقدم البرامج الإذاعية فى المدرسة، وأقوم بعمل حوارات مع المدرسين وكانت هوايتى، وقررت بعد التخرج الالتحاق بمسابقة المذيعين بالتليفزيون المصرى، لكن عملت فى البداية كمحررة ثم معدة ومراسلة، وبعدها مقدمة برنامج، وتركت ماسبيرو فترة، وعملت بقناة «أون تى فى» وقناة «العربية» وبعد ثورة 25 يناير عدت مرة أخرى للتليفزيون المصرى ببرنامج «صفحة جديدة» على قناة «نايل لايف» بعد إلغاء برنامج الزميلة لميس الحديدى «من قلب مصر»، وبعدها عملت فى برنامج «كلام تانى» قبل ثورة 30 يونيو. ■ ما شخصية ورسالة برنامج «كلام تانى»، وهل هناك أفكار جديدة لتطوير محتوى البرنامج؟ - طوال الوقت نسعى لكى ينطبق ما أقدمه فى البرنامج على اسم البرنامج، وطبيعة الكلام الذى يمكن أن نقوله مرة ثانية، وهو ما يعد مسألة صعبة ومهمة جدا، لأننا نعمل فى Weekend يومى الخميس والجمعة، وبالتالى نخرج على المشاهد بمحتوى مختلف عما تم استهلاكه من أفكار وموضوعات طوال أيام الأسبوع، ونسعى لتقديم فكرة جديدة وزوايا وإيقاع سريع وطوال الوقت نخدم على أدواتنا التليفزيونية كفريق عمل يبحث دائما عن فكرة الكلام التانى. ■ هل طبيعة عملك فى Weekend تتيح لك تميزا وانتشارا كافيين وصدى جيدا وتفاعلا مع المشاهد؟ - بالطبع استطاع «كلام تانى» خلال العامين الماضيين أن يكون موجودا ضمن قوائم «top ten» لأحسن 10 برامج فى مصر، وسط عمالقة من الإعلاميين سواء الإعلامى وائل الإبراشى والإعلامى عمرو أديب وأحمد موسى، وبرامج مثل «الحياة اليوم» و«يحدث فى مصر» والعديد من البرامج، وهو ما يعكس اجتهاد فريق العمل الموجود بالبرنامج. ■ حدثينى عن فترة عملك بمركز الأهرام للدراسات السياسية وانعكاس هذه الفترة على عملك الإعلامى؟ - فترة عملى بمركز الأهرام تركت فىّ تأثيرا وطريقة معينة فى عملى الإعلامى فى كيفية البحث عن المعلومة، وسعيى دائما لتحقيق المهنية والموضوعية، وتركت فىّ خبرة تنطبق على ما أقدمه للمشاهدين بالشاشة. ■ ما أبرز القضايا أو الموضوعات والضيوف والمسئولين التى قدمتها خلال البرنامج؟ - منذ أن بدأ البرنامج وأنا أتميز بالملف الاقتصادى، حيث كنت أرى أن لدينا وضعا اقتصاديا صعبا، وأننا نحتاج إلى كلام تانى، وظللت عامين متكاملين لا تخلو حلقاتى أسبوعيا من مناقشة موضوع اقتصادى، وبالتالى الواقع الآن يقول إن هذا هو الصواب، لأن التحدى الرئيسى الذى يقابل مصر الآن هو الاقتصاد، وبفضل الله كنا موفقين فى أننا كنا نتناول هذا الملف مبكرا، وهو ما تأكد أننا فى حاجة إلى كلام تانى، وكذلك ملف الشباب فى كل المجالات من شباب الجامعات والشباب الباحث عن فرص عمل ويريد أن يحقق طموحه. ■ هل هناك محاذير على موضوعات أو قضايا ما.. أو ضيوف منعوا من الظهور بالبرنامج؟ - لا يوجد أى محاذير على الموضوعات أو الضيوف لدينا، بل سقف الحرية موجود، وطوال الوقت نقدم تنوعا جديدا ونعرض كل ما يهم الناس بحرية فى كل الاتجاهات الموجودة، ولم يحدث أن منع أحد من الظهور بالبرنامج، ولا نمانع من ظهور معارضين أو رموز سياسية. ■ لماذا تركت عملك كمذيعة نشرة أخبار بقناة «أون تى فى»؟ - عملت فى قناة «أون تى فى» كمذيعة ومقدمة نشرة ومقدمة بعض البرامج، وقت أن كان الأستاذ ألبيرت شفيق مدير القناة، وكان مؤمنا جدا بموهبتى وبتقديم النشرات وبعض البرامج، لكن بدأ الضغط الكبير بعدد ساعات العمل ومع وجود أسرتى وطفلين، وضم ناس جدد وهيكل العمل وظهور صراعات ومشكلات إدارية وفنية ونقل للإدارة، قررت بعدها أخذ قرار الاستقالة فى 2009. ■ كيف ترين ما يوجه لك من انتقادات أو هجوم من البعض سواء لما تقدمينه أو لآرائك السياسية؟ - يوجه لى هجوم من جانب الاستقطاب فى مصر، خاصة أن الرأى العام مستقطب طوال الوقت، فإما مؤيدا طوال الوقت أو معارضا طوال الوقت، لكن المساحة التى فى المنتصف صعبة، وبالتالى فأُنتقد من الجانبين «المؤيد والمعارض»، وهو طبيعى، لأن من لم نأخذ وجهة نظره سوف يعارض، وبالتالى من يبحث عن المساحة الموضوعية المهنية ليكون فى المنتصف دائما ما يهاجم من الطرفين، لكننى مستمرة فى الطريق الذى أسير فيه لإيمانى بالمساهمة فى توجيه الرأى العام نحو الموضوعية، والاهتمام بها، وإلقاء الضوء على المفيد والإيجابى، ودائما ما أقول إننى «لا أعرف أن أكون غير نفسى». ■ ما الوضع القائم فى قناة «دريم» الآن.. والتلويح أكثر من مرة بتعرضها لأزمات مالية تهدد بإغلاقها؟ - دائما ما أقول إن قناة «دريم» هى القناة العتيقة الصامدة والقادرة على الصمود مع مختلف الأنظمة، رغم أن مالكها دفع فاتورة، إلا أنه استطاع أن يصمد، وبالتالى فقناة «دريم» لها مكانة كبيرة لأنها خرجت كل الأساتذة الإعلاميين على الساحة، ولها تأثير كبير جدا على الشارع ولها جمهورها، وهو ما تعكسه تقارير المشاهدة، رغم أنها بهذا الإنفاق الضئيل بالنسبة لكم الإنفاق المهول فى قنوات أخرى، وكون دريم تحتل مكانة كبيرة كأول الفضائيات المصرية، فهناك رصيد واسم نعتمد عليه، خاصة أن لها رصيدا كبيرا فى نفوس الناس، وهو ما يواجهه اجتهاد جاد من القائمين عليها للحفاظ على هذا الرصيد من مكانتها، أما الأزمات المالية بدريم فهى ليست أزمات دريم فقط، بل معظم القنوات تعانى من أزمات مالية ويتشارك فيها الجميع. ■ كيف ترين ما يشهده الإعلام الآن من صفقات إعلامية ودمج وبيع وشراء.. ومدى تأثير ذلك على الخريطة الإعلامية؟ - دعنى أقول إن السوق المصرى فى الإعلام «متلخبط»، خاصة أن الإعلام جزء من المجتمع، ويحتاج تصحيح مساره مثل أى قطاع فى مصر، وبالتالى لا أرى معالجة أزمات الإعلام تكمن فقط فى سيطرة جهات بعينها على الإعلام، لأن الشارع اوعى من اى حد، ودائما أقول إن «الناس لا تسود صورة بيضة، ولا تبيض صورة سوداء»، ولا تستطيع أن تفعل ذلك، لكن يجب أن ننظر نظرة عادلة للإعلام فهو لا يشكل الرأى العام فقط، بل فى كثير من الأحيان ناقل لنبض الشارع، وبالتالى من المفيد أن يكون صوت الناس موجودا على الإعلام لكى تسمعه من خلال وجودنا معهم وسماعهم، خاصة أن هناك ثقافة عامة لدى الإعلاميين ولدى المتلقين يجب أن تتغير ويجب أن تكون هناك ثقافة المعلومة ويستطيع أى مواطن أن يشكل رأيه مما يشاهد، بالإضافة إلى توفير الدولة للمعلومة لنكون فاعلين، وبالتالى الصفقات أو الاندماجات تعد أحد حلول الأزمات الاقتصادية بالقنوات الفضائية وما تحققه من خسائر متراكمة ولا تحقق أرباحا، وحاجتها لكم كبير من المسئوليات المالية عليها، وبالتالى مسألة الاندماجات قد تكون مهمة فى تطوير الخريطة الإعلامية. ■ هل هذا سوف يخلق كيانات قوية ويحقق منافسة مع دخول قنوات.. أم يحكم ذلك وفق اقتصاديات القنوات؟ - المنافسة صعبة جدا لأن هناك قوى تقليدية عتيقة فى السوق الإعلامى، وهى أن هناك قوى راسخة ليس من السهل خروجها من السوق، رغم وجود اجتهاد من البعض يستطيع أن يدخل السوق لكن لا يستطيع أن يزيح القوى التقليدية القديمة، لكنه قد يكون يبحث عن مكان له فى السوق، لأن القوى التقليدية هى مسألة غير سهلة على الإطلاق، وبالتالى انفتاح السوق ودخول قنوات جديدة مفيد للسوق ويحقق منافسة جيدة. ■ ماذا عن رؤيتك لحالة الصخب الموجودة ببعض الفضائيات.. وما أسباب هذه الحالة من وجهة نظرك؟ - الإعلام فى مصر يحكمه الإعلان، ويتم تقييم المذيع أو الإعلامى بأنه ناجح بكم الإعلانات التى يجلبها للقناة، ولكى يجلب إعلانات يجب أن يعلو صوته ويأخذ موقفا واتجاها معينا لكى يحدث إثارة وجدلا على مواقع التواصل الاجتماعى، وهو ما يصاحب ذلك من تجاوزات- وعفوا- قلة أدب فى أحيان كثيرة وانتهاك لحرمة الحياة الخاصة لدى الناس، وانتهاك لحرمة البيوت التى يدخلها المذيع عبر الشاشة، وهو ما لا يعد حرية للإعلام بل يعد غيابا لدور أجهزة الدولة، لأن الدستور يصون حرمة الحياة الخاصة. ■ لكن قد يرى البعض أن قناة «دريم» تحدث جدلا فى تناول موضوعات شائكة وقضايا ساخنة من خلال برنامج «العاشرة مساء» وما يشهده من أحداث صاخبة وشد وجذب.. فما تعليقك على هذا؟ - ما يقدمه الإعلامى وائل الابراشى ببرنامج «العاشرة مساء» كما هو منذ أن كان يقدم برنامج «الحقيقة» لم يتغير ولم يتلون، لأنه صاحب مدرسة صحفية كبيرة ومميزة وهى مدرسة «روزاليوسف»، وقد يختلف أو يتفق معه البعض لكن لا يمكن أن تصفه إلا بالشخص الناجح، لأنه يستطيع أن يجتذب معارضيه قبل مؤيديه، ويشاهده الجميع، وبالتالى فهناك منتج يقدم على شاشة القناة يراه من يراه وينصرف عنه من لا يرغبه، ولا نجبر أحدا على مشاهدة أحد بعينه، وللمشاهد الحرية فى البحث عما يشاهده ويتابعه. ■ كيف ترين إذا مدى انضباط الأداء الإعلامى مع صدور قانون الإعلام الموحد وإنشاء المجلس الوطنى للإعلام ومع إنشاء نقابة للإعلاميين؟ - كل هذه القوانين والمؤسسات وجودها مهم، لكن القضية ليست فى وجودها بل هناك جانب مهم وهو الممارسة الإعلامية التى تتم على الشاشة والتى نعول على الرأى العام هو الذى يفصل فيها، والتى تستلزم عدم تزييف وعى الناس والدولة تستشعر أهمية وقف أى مهازل من هذا التجاوز، خاصة أنه ليس من حرية الإعلام الاعتداء على حرمة الحياة الخاصة للأشخاص، مع ضمان انتقاد اى أحد لكن بأدب ومهنية. ■ ماذا عن رؤيتك لأداء الحكومة الحالية.. وما تقدمينه من تحيز أو انتقاد لها؟ - أنا بنت الدولة المصرية لكننى لدى ملاحظات واعتراضات على أداء وزراء المجموعة الاقتصادية، وهذا ليس عيبا طالما لا أعيب فى أحد، بدليل ما حدث معى مؤخرا فى مشكلة السيول برأس غارب وخرجت على الهواء وسألت الدكتور أحمد زكى بدر وزير التنمية المحلية «ماذا فعلت يا سيدى قبل حدوث الأزمة وقبل وقوعها وكيف كانت استعداداتك؟»، فهل هذا ينتقص من حق أو شخص الوزير لتوجيهى له انتقادا؟! لكن احترمت هذا الرجل لأنه يقوم بعمل عام وليس من حقى أن أخرج وأجرح فيه أو غيره، وبالتالى الانتقاد مسألة مهمة لكن بموضوعية، وسبق أن قال لى رئيس الجمهورية: «الباب مفتوح لكافة الأسئلة لكن أرجو أن تتعاملوا معى بموضوعية، وإذا كان أحد لا يحبنى فماذا أفعل له؟». ■ ما رؤيتك لوضع التليفزيون المصرى الآن وعودة ريادته، ومدى ما يواجهه من منافسة وسط الفضائيات الخاصة؟ - مشكلات التليفزيون المصرى تكمن فى عدم معرفة ما نريده منه، من كوننا نريد تليفزيون الدولة هل يقوم بدور ورسالة توعية أم يعمل بمعايير اقتصادية ربحية، وهنا لا يستطيع أحد أن يحقق الدورين معا، بالإضافة إلى إشكالية عدم وجود منتج برامجى واضح وناجح حتى الآن قادر على استعادة المكانة والثقة لماسبيرو. ■ ماذا ترين مع تولى الإعلامية صفاء حجازى رئاسة اتحاد الإذاعة والتليفزيون وقدرتها على إحداث تطوير الأداء والنهوض بالمبنى؟ - أرى أن السيدة صفاء حجازى تتولى مسئولية صعبة للغاية لأننا أمام مؤسسة مثقلة بالديون وكم من العمالة الكبيرة جدا، ومحاولة الإصلاح بها أشبه بالانتحار السياسى لأنها مسألة ليست سهلة على الإطلاق، لأنه يحتاج إلى مساندة من الدولة، ويحتاج إلى تقديم برنامج قوى من خلال مهنيين معروفين، بالإضافة إلى أنه يتميز فى نقل الأنشطة الرسمية والحكومية بشكل حصرى، وهذه مسألة مهمة يمكن أن يستفيد منها، وهناك متابعون جيدون لنشرة الساعة التاسعة مساء بالتليفزيون المصرى للتعرف على توجه الدولة، بالإضافة إلى ضرورة أن يتم تقليص عدد القنوات التابعة له، خاصة أن ماسبيرو لديه إمكانات بشرية وفنية متطورة، بالإضافة إلى ضرورة الاهتمام بالعناصر العاملة بالمبنى وثقلها بتدريب وتطوير وتوظيف صحيح.