غضبة المصريين تجبر مدنى على الاستقالة وأردوغان يتخلى عنه بعد توريطه

أجبرت غضبة الشارعين المصرى والسعودى الامين العام لمنظمة التعاون الإسلامى إياد مدنى على تقديم استقالته رغم اعتذاره عما بدر منه فى حق الرئيس عبد الفتاح السيسى أمام مؤتمر وزراء التعليم (الايسيسكو) فى تونس الاسبوع الماضي.
ووزعت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، بيانا مساء امس الاول اكدت فيه ان «إياد أمين مدني» الأمين العامّ للمنظمة، تقدم باستقالته.
وقال بيان صادر عن المنظمة، تهدى الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامى أطيب تحياتها إلى جميع الدول الأعضاء، وتتشرف بأن تحيطها علمًا بأن الأمين العام إياد أمين مدنى قد تقدم باستقالته لأسباب صحية.
وتابع البيان، وقد قدمت المملكة العربية السعودية ترشيح الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين وزير الشئون الاجتماعية الأسبق كأمين عام جديد لمنظمة التعاون الإسلامي.
وتم الإعلان عن الاستقالة بالتزامن مع زيارة وزير الدولة لشئون الخليج العربى ثامر السبهان للقاهرة، قادمًا من بيروت، حيث التقى عددًا من المسئولين المصريين، وقدم لهم اعتذار المملكة عما بدر من مدنى تجاه الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأن المملكة ملكا وحكومة وشعبا تكن للرئيس عبد الفتاح السيسى كل تقدير واحترام.
وكان الديوان الملكى السعودى قد استدعى إياد مدنى الامين العام لمنظمة التعاون الاسلامى السابق الى الرياض والذى جاء إليها مباشرة من تونس وطالبه بتقديم استقالته فورا على خلفية إساءته للرئيس السيسى والتى اجتمع الشعبان المصرى والسعودى على رفضها، ولم يستغرق بقاء مدنى فى الديوان الملكى اكثر من بضع دقائق فى دلالة على الاستهجان الشديد لتصرفه من قبل القيادة السعودية.
وكانت صفحات التواصل الاجتماعى قد امتلأت برفض اطياف عريضة، وفئات واسعة من الشعب السعودى لتصرف مدنى غير اللائق، والذى لايرقى الى مستوى من يتبوأ منصب امين عام منظمة التعاون الاسلامي، أو حتى المواطن السعودى العادي.
وعلمت «روزاليوسف» من مصادرها أن إياد مدنى تصرف بهذا الشكل غير اللائق فى حق الرئيس عبدالفتاح السيسى مدفوعا من الرئيس التركى رجب طيب أردوغان الذى تترأس بلاده منظمة التعاون الاسلامى للدورة الحالية، وعلى الرغم من تطمينات اردوغان لمدنى إلا ان الموقفين السعودى الشعبى والرسمى المتضامن مع الشعب المصرى أجبرت مدنى على الاستقالة.
وكانت مصر قد صعدت من موقفها من الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامى إياد مدنى على ما بدر منه من تندر بشأن «ثلاجة السيسي». واعتبر وزير الخارجية سامح شكرى أن اعتذار مدنى غير كاف.
وقال فى بيان أمام البرلمان، إن مدنى غير قادر على القيام بعمله ما يلقى بظلال الشك على قدرته فى تولى مهام منصبه.
وأضاف، أن مصر تقدمت بمذكرة رسمية احتجاجا على تصريحات مدنى تجاه القيادة السياسية. وأكد شكرى على أنه لا علاقة بتصريحات مدنى بالمملكة التى يحمل جنسيتها.
وكان مندوب مصر لدى المنظمة السفير حاتم عبدالقادر تقدم الاحد باحتجاج على تصريحات مدنى للأمانة العامة فى جدة، إلا أن الامانة العامة التى تباطأت فى تعميم الاحتجاح على الدول الأعضاء بالمنظمة، ثم اضطرت بعد ذلك وأرفقته باعتذار الأمين العام للقيادة المصرية.
فى سياق آخر أصدر العاهل السعودى الملك سلمان بن عبد العزيز أمرا ملكيا بإعفاء وزير المالية الدكتور ابراهيم العساف من منصبه بعد 22 عاما قضاها فى رسم السياسات المالية لأكبر اقتصاد فى منطقة الشرق الاوسط، وواحد من اكبر عشرين اقتصاداً فى العالم، وعاصر خلالها ثلاثة ملوك للسعودية.