أكد هيثم المالح القيادي بالمعارضة السورية أن مؤتمرًا سيعقد في دمشق في 16 يوليو الجاري بهدف تشكيل حكومة ظل من خبراء سياسيين مستقلين استعدادًا لسقوط حكومة الرئيس بشار الأسد، وقال المالح لن تكون حكومة فعلية بل حكومة ظل إقليمية، وكل وزير سيعمل بصفته شخصية قيادية في منطقته، وأضاف: إن الهدف من هذه الحكومة هو توجيه حركات المعارضة والاحتجاجات المناهضة للأسد وضمان وجود حكومة بديلة جاهزة للانهيار الحتمي لنظام الأسد علي حد قوله. وأشار المالح إلي أن أهم واجبات هذه الحكومة استعدادها لتولي دفة الأمور عندما يتنحي الأسد وبذلك ستكون مهيأة لسد الفجوة وحكم البلاد، ولم يتضح بعد هل سيسمح الأسد بعقد هذا المؤتمر بعد أن بين أن أي محادثات يجب أن تبدأها السلطة. يشار إلي أن المالح أحد السجناء السياسيين والذين أفرج عنهم في مارس وهي أول إفراجات تأمر بها حكومة الأسد سعيًا لتهدئة الانتفاضة علي حكمه. ومن جهة أخري قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إن الأسد فقد شرعيته من وجهة نظر الولاياتالمتحدةالأمريكية وفشل في الوفاء بوعوده وقبل الدعم من إيران لقمع شعبه، وأضافت: إن الأسد شخص يمكن الاستغناء عنه، وإن الولاياتالمتحدة غير معنية ببقاء نظامه الذي يواجه منذ أكثر من ثلاثة أشهر مظاهرات مطالبة برحيله سقط فيها ما بين 1300 و2000 قتيل بنيران قوات الأمن، وقالت كلينتون لو اعتقد الأسد أن الولاياتالمتحدة تأمل سرًا أن يخرج نظامه من هذه الفوضي لمواصلة وحشيته وقمعه فهو مخطئ. وأعقبت تصريحات كلينتون استدعاء القائم بالأعمال السوري لدي واشنطن وإبلاغه احتجاجًا شديد اللهجة علي مهاجمة موالين للأسد سفارة الولاياتالمتحدة في العاصمة السورية، وكذلك مقر إقامة السفير الأمريكي. ومن جانبها اتهمت الخارجية الأمريكية السلطات السورية بعدم الوفاء بالتزاماتها الدولية فيما يتعلق بحماية المقار الدبلوماسية الأجنبية. ووصفت واشنطن الهجوم علي السفارة ومنزل السفير الأمريكي بدمشق بالغوغائي وأكدت أن المهاجمين قدموا علي متن حافلات خاصة من طراطوس بعلم السلطات. وفي سياق متصل أكد وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونجيه أن توجيه ضربة جوية عسكرية في سوريا لن يحل أي مشكلة وأشار لونجيه إلي أن الوضع في سوريا لا يمكن أن يقارن بالوضع في ليبيا. في الوقت نفسه أعلن وزير الخارجية الفرنسي الآن جوبيه أن فرنسا تدرس إمكانية رفع شكوي لمجلس الأمن الدولي لتعرض سفارتها وسفارة المتحدث لهجوم في دمشق. ومن جانبه اعتبر رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون أن صمت مجلس الأمن حول أعمال العنف في سوريا لا يحتمل وأن الأسد تجاوز كل الحدود، وفي تطور لاحق أدانت بريطانيا الهجمات غير المقبولة علي سفارتي فرنسا وأمريكا بدمشق، وقال وزير الدولة للشئون الخارجية اليستر بورت إن التصريحات التحريضية للنظام السوري ضد زيارتي السفيرين إلي حماة غير مقبولة. وفي الأثناء دعا شباب الثورة السورية إلي إضراب عام غدًا ودعوا المواطنين بالبقاء في منازلهم مع مقاطعة جميع الشركات التي ترتبط بالنظام السوري، وقاموا أمس بتنظيم حملة لتحرير المعتقلين البالغ عددهم 14 ألف معتقل في خطوة تصعيدية جديدة ضد النظام بالإضافة إلي القصاص من قتلة الفنان إبراهيم فاشوش مطرب الثورة السورية الذي ذبح علي أيدي مجموعة من الأمن والشبيحة السوريين. فيما رفض د.رياض غنام عضو اللجنة التنسيقية الاستثمارية مؤتمر الحوار الوطني المنعقد في دمشق واصفًا إياه بالحوار الداخلي لحزب البعث، وأكد أن المعارضة بالخارج لا تعترف إلا بالمعارضة الداخلية المتمثلة في هيثم المالح والمجموعة التي ستعقد المؤتمر في 16 من الشهر الجاري في دمشق لتشكيل حكومة إنقاذ وطني من أجل الثورة السورية. موضحًا ل«روزاليوسف» أن الحكومة السورية وضعت العراقيل في سبيل عدم عقد المؤتمر لرفض جميع الفنادق بإقامة المؤتمر ولذلك من المتوقع عقده بأحد الأماكن المملوكة لمؤيدي الثورة.