منذ أيام قليلة، نشرت الصحف حكما للمحكمة الإدارية العليا يقضى بأن قول الموظف لزميله الذى تعدى عليه بالسب والشتم بمقر العمل «ده قلة أدب» هو محض تنبيه له للتوقف عن السباب، ولا يحمل بنفسه سبًا له. وهذا الحكم الصادر من منصة القضاء العالية هو عنوان للحقيقة، وقد منحنى الحماية والجرأة الكافية لأن أتوجه به إلى البعض الذين تجاوزوا فى الاساءة إلى المصريين. ■ سائقو السيارات التى تتجاوز السرعات المقررة على الطريق الدائرى وتحصد أرواح بريئة كل ذنبها أنها تصادف وجودها بجوار أو أمام تلك السيارات المتهورة، وآخرها الحادث الذى راح ضحيته ثلاث طالبات فى كلية الطب فى عمر الزهور، أقول لهم دى قلة أدب. ■ شركات المحمول التى تبيع الهواء للمصريين، وتراكم أرباحا هى الاعلى فى السوق المصرية منذ سنوات، متقدمة على كل أنشطة الاستثمار الاقتصادى الأخرى، ومع ذلك تريد تحميل عبء ضريبة القيمة المضافة على المستخدم النهائى، وفى سبيل ذلك تعطش السوق بتقليل كروت الشحن، أقول لهم دى قلة أدب. ■ المتعدون على نهر النيل خلال العام الماضى الذين تجاوزوا السبعة آلاف حالة والذين يستغلون الظروف لاقتناص قطعة من جسر النهر ستصيبه بالتشوه وتعيقه عن أداء دوره العظيم فى إمرار المياه من جنوب مصر لشمالها، أقول لهم دى قلة أدب. ■ السادة المواطنون الذين يستسهلون القاء القمامة فى أقرب مجرى مائى، بما تحويه من مواد بلاستيكية غير قابلة للتحلل أو الذوبان، وتؤدى لتكبد الدولة مائة مليون جنيه سنويا نظير أعمال تنظيف وتطهير للترع والمصارف، دى قلة أدب. ■ الذين لا يحلو لهم غسيل سياراتهم إلا بخرطوم مياه تنساح منه لتهدر كميات هائلة نحن أحوج ما نكون لها خلال الفترة المقبلة، دى قلة أدب. ■ الوحدات المحلية التى يقوم بعض سائقيها، فى أيام الجمع والإجازات، أو ساعات الليل المتأخرة، بتفريغ حمولة سيارات الكسح من نواتج الصرف الصحى للوحدات السكنية فى أقرب مصرف زراعى، وأحيانا ترعة، ولا يراعون تأثير فعلتهم على صحة المصريين، دى قلة أدب. ■ السادة المصدرون الذين يمارسون ضغوطا على الدولة لإلغاء قرار حظر استيراد قمح مصاب بفطر الارجوت، وابتزاز مصر بتهديدات بعض الدول الخارجية بحظر تصدير الموالح المصرية للخارج، هؤلاء الذين ملأ قلوبهم الجشع على حساب صحة المصريين، دى قلة أدب. ■ والآخرون الذين يسنون أسلحتهم لإلغاء قرار الحكومة بحظر تصدير الأرز بكل أنواعه للخارج والذى جاء بهدف نبيل وهو المحافظة على سعره فى السوق المحلية وللحد من التوسع فى زراعته، دى قلة أدب. ■ التجار الذين يستغلون شح بعض البضائع ويقومون بتعطيش السوق لتحقيق أرباح هائلة على حساب المواطنين البسطاء ويضربون عرض الحائط بأبسط قواعد التنافسية وآليات العرض والطلب، دى قلة أدب. ■ الشباب المصاب بالهوس الجنسى ويبحث عن ضحاياه ليمارس التحرش اللفظى أو المادى، فى المواصلات العامة، وأمام المولات، فى انتهازية سافلة لأنثى ضعيفة تخجل من المواجهة معه، دى قلة أدب. ■ إلى الذين يضعون الدولار فى كل جملة مفيدة تبرر ارتفاع الأسعار، بالرغم من أن تلك السلع لا يدخل فيها أى مكون أجنبى! دى قلة أدب. ■ بعض الإعلاميين الذين انتقلوا من مربع النقد إلى ساحة الردح وتناول الأعراض والإساءة إلى الشخصيات لابتزازها، دى قلة أدب. ■ منادو السيارات الذين يمارسون إرهابا ناعما على اصحاب السيارات الذين تقتضى ظروفهم الركن بجوار الأسواق التجارية والمصالح العامة. والذين يتجاوزون بالسباب لكل من لا يمنحهم اتاوة الوقوف، دى قلة أدب. ■ إلى الذين لا يميزون بين نقد النظام وهدم الأوطان، أقول لهم دى منتهى قلة الأدب. ■ إلى السادة الكتاب الذين يلومون ضحايا أبرياء ذهبوا وراء أوهام الحياة الكريمة على الشاطئ الآخر من البحر، ويضعونهم فى سلة واحدة مع سماسرة الموت الجشعين، أقول لهم دى منتهى قلة الأدب.