تواصلت ردود الأفعال علي قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرة اعتقال بحق الزعيم الليبي معمر القذافي ونجله سيف الإسلام ورئيس استخباراته عبد الله السنوسي، وإذ قوبل بترحيب دولي وشعبي حتي وصل الأمر إلي إقامة الأفراح في بنغازي معقل الثوار. من جهتها قالت وزارة الخارجية الليبية إن قرار المحكمة الجنائية كان متوقعاً. وأكدت الوزارة أن هذه الخطوة تثبت أن هذه المحكمة آلية لسياسات أوروبية خارجية، ذكر خالد كعيم نائب وزير الخارجية الليبي إن ليبيا لن تكون طرفاً في نظام روما الأساسي، وأشار إلي ادعاء المحكمة الدولية بأن لها ولاية دولية واستقلالاً قضائياً باطلاً. وأوضح وزير العدل الليبي محمد القومودي أن المحكمة الدولية ما هي إلا غطاء لعمليات الناتو الذي حاول مراراً اغتيال الزعيم القذافي، وشدد علي أن هذه المحاولات هي جرائم حرب ينبغي أن تتصدي لها المحكمة. وأعلنت وزارة العدل الليبية أنها ستقاضي حلف الناتو علي هذه الجرائم. وفي المقابل قال الأمين العام لحلف الناتو اندرس فوج راسموسن أن اعتقال القذافي ونقله إلي لاهاي ليس جزءاً من مهمة الحلف وسوف تتواصل عمليات الحلف إلي أن يتوقف اعتداء قوات القذافي علي المدنيين. ومن جانبه قال المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو إنه لن يطلب من حلف الناتو تنفيذ مذكرات التوقيف، وأشار إلي أن الثوار الليبيين وعدوا بأنهم هم من سيلقون القبض علي القذافي وشدد أوكامبو علي أن الطريقة الأفضل هي أن تلقي الحكومة الليبية القبض عليه وعلي ابنه سيف الإسلام ورئيس استخباراته، وأضاف أن هناك العديد من المجرمين الآخرين ولكن ليس عمل المحكمة الجنائية أن تجلب جميع هؤلاء ليحاكموا في لاهاي فهذا الأمر متروك لليبيين. وفي سياق متصل أعلن السفير البرتغالي خوسيه فيليب كابرال لدي الاممالمتحدة أن لجنة العقوبات بمجلس الأمن التي يترأسها فرضت حظراً علي سفر صفية زوجة القذافي خارج ليبيا، وأمرت بتجميد أموالها في الخارج. وقال دبلوماسيون في المجلس إن لجنة العقوبات مازالت تبحث فرض عقوبات علي العديد من الأفراد والشركات الليبية في حين تواصل روسيا والصين عرقلة إضافتهم إلي القائمة. وفي غضون ذلك نزل سكان مدينة بنغازي أمس الأول إلي الشوارع الرئيسية للتعبير عن فرحتهم بصدور قرار المحكمة الجنائية الدولية بالقبض علي القذافي ونجله ورئيس مخابراته وسمعت في أجواء المدينة أصوات اطلاق الرصاص والمضادات الأرضية تعبيراً عن الفرحة بالقرار التاريخي، وتجمع آلاف الثوار بساحة التحرير مؤكدين في هتافاتهم أن ساعات الخلاص من القذافي ونظامه باتت معدودة. كما لقي قرار المحكمة الدولية ترحيباً لدي بعض الدول والمنظمات فمن ناحيتها قالت الولاياتالمتحدة إن الاتهامات الدولية للقذافي تؤكد طبيعة الجرائم التي جري ارتكابها في ليبيا ودعت القذافي إلي التنحي عن السلطة، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فكتوريا نولاند إن الحاجة إلي العدالة والمساءلة أمر واضح بشكل مطلق. وفي بنغازي قال المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي إن المجلس سعيد للغاية لأن العالم بأكمله توحد في مقاضاة القذافي وأشار إلي أن أمر الاعتقال جعل أي محاولة للتفاوض معه عديمة الجدوي. وفي إشارة منه إلي أن القرارلا يعني عدم وجود تسوية سياسية للأزمة الليبية. قال رئيس لجنة الشئون الدولية في المجلس الاتحادي الروسي ميخائيل مارجيلوف إن قرار المحكمة الجنائية الدولية ليس حكماً نهائياً ولا تزال الأبواب مفتوحة أمام إمكانية إعداد سيناريوهات مختلفة للتسوية السياسية في ليبيا. وفي الاثناء اعتبر المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني أن مذكرة اعتقال القذافي مؤشراً علي أن الزعيم الليبي فقد شرعيته. وسارع وزير الخارجية البريطانية ويليام جورج بالترحيب بقرار المحكمة قائلاً هؤلاء متهمون بارتكاب جرائم ضد الإنسانية ويجب محاسبتهم. إلي ذلك أكد. أحمد رفعت أستاذ القانون الدولي ورئيس جامعة بني سويف السابق في مصر علي أن قرار المحكمة الجنائية الدولية بتوقيف القذافي نوع من الضغط النفسي عليه للاسراع في رحيله ومن المتوقع أن تقوم قوات حلف الناتو بالقبض عليه وتسليمه إلي المحاكمة وذلك حال قيامها بعمليات برية في ليبيا. فيما أكد د. إبراهيم العناني أستاذ القانون الدولي العام بجامعة عين شمس أن القرار يحتاج إلي آليات قانونية يتم إصدارها من مجلس الأمن الدولي في ظل هذه الظروف الصعبة التي تمر بها ليبيا. مستبعداً عملية عسكرية من الناتو للقبض عليه أو قيام الثوار الليبيين بالقبض عليه وتسليمه إلي المحكمة الجنائية لتتم محاكمته. واصفاً القرار بالجيد لصالح الثوار الليبيين حيث يدعم موقفهم في الحصول علي حريتهم وزوال حكم القذافي. وبدوره، اعتبر د. إبراهيم عطا الله أستاذ القانون الدولي القرار محاولة لتكسير عظام القذافي في إطار أمريكي أوروبي وانهاء الأزمة في ليبيا بشكل يحقن فيه دماء الليبيين. وبينما ترددت أنباء عن وصول محمد إسماعيل مستشار سيف الإسلام القذافي نجل الزعيم الليبي معمر القذافي إلي القاهرة قادما علي طائرة خاصة من جزيرة جربة التونسية في زيارة لمصر وصفها المقربون منه بأنها خاصة. نفي علي ماريا القائم بأعمال السفارة الليبية بمصر ل«روزاليوسف» صحة الخبر وليس لديه معلومات حول هذا الموضوع. ومن ناحية أخري وصلت مطار القاهرة الدولي في ساعة مبكرة من صباح أمس طائرة قادمة من جربا علي التونسية القريبة من الحدود مع ليبيا. وصرح مصدر مسئول بمطار القاهرة الدولي بأن الطائرة أقلت 113 راكباً من الفارين من ليبيا إلي تونس من بينهم 13 راكباًَ مصرياً ومائة راكب من مختلف الجنسيات.