روجينا بسالى: سناء جميل ظلمت إعلاميًا.. وزيارة قبرها أصعب المشاهد

استطاعت المخرجة الشابة روجينا بسالى اقناع الكاتب لويس جريس بتقديم فيلم تسجيلى عن حياة الفنانة الراحلة.. ففى الوقت الذى رفض تقديم عدد كبير من الاعمال التى عرضت عليه وكان آخرها فكرة لتقديم مسلسل درامى عن حياتها إلا أنه وجد ان العمل التسجيلى افضل فى تقديمها دون وجود من يمثلها، فقدمت فيلم «حكاية سناء» والذى سيعرض فى القاهرة لأول مرة غدًا بدار الاوبرا احتفاءًا بذكراها. واستعانت روجينا بالمادة الفيلمية والمعلوماتية والصور النادرة التى اهداها جريس اياها، وبدورها اهدت روز اليوسف بعض الصور حصريا من الفيلم. فى البداية قالت بسالي إن فكرة تقديم فيلم عن النجمة الراحلة كانت تراوضها منذ أن كانت طالبة بالمدرسة حيث كانت تشاهد جنازتها وكيفية تأخر دفنها من اجل اهلها وكل هذه التفاصيل التى جذبت انتباهها وبعد أن جمعتها صداقة قوية بجريس عرضت عليه فكرة الفيلم ووافق. وأضافت بسالى قائلة: «سناء جميل تعرضت لظلم اعلامى كبير ولم تحظ بالتركيز الذى حظت به الكثيرات من فنانات جيلها رغم ان منهن من أقل منها حرفية وقوة. واعترف أن المادة الفيلمية التى اعطانى أياها جريس افادتنى كثيرًا رغم ان منها مواد لم تكن بالجودة العالية. وكانت لمادة ما بين أفكار ومعلومات ومذكرات وحوارات صحفية وتليفزيونية واذاعية يحتفظ بها كأرشيف لزوجته حتى الآن».
وقالت بسالى إن المشكلة التى قابلتها بشكل كبير هى المعلومات الخاصة بعائلة جميل فاختفاء أهلها عن حياتها ورفضهم عن الحديث إليها أو عنها شكل لغزا كبيرا لم تستطع حله خاصة عندما ذهبت وفريق العمل إلى القرية التى ولدت لها فى المنيا ووجدت كل اهلها، حتى الاجيال الحديثة منهم، واهالى القرية يرفضون الحديث. مؤكدة أن هناك واقعة قد تحدثت عنها سناء باحدى حاراتها قائلة انها لمحت اخاها يحضر أحد عروضها المسرحية، وانها ماتت وكانت تتمنى ان ترى اختها. كما كانت اقاويل حول قريبتها التى تعيش بالقاهرة وتعمل فى المجال الصحفى ولكن حتى هى رفضت الحديث عنها. فكانت تشعر ان الجزء الخاص بالنشأة والاهل فارغ بالفيلم. وعن أصعب اللحظات التى مرت بالفيلم قالت بسالي: «مشهد النهاية عند زيارة لويس جريس لقبر زوجته والذى يعتاد على زيارته يوم مولدها ويوم وفاتها، حيث كان لويس يشعر بحالة انهيار فى اعصابه وكنا كلنا تأثرنا بموقفه تجاهها ونظراته للقبر. كما أننى كنت ارغب منه ان يتحدث اليها وقتها ولكنه لم يكن فى حالة تسمح، واكتفيت بتسجيل صوته فى طريق العودة وهو يقول «وحشتينى وانا شوية وهاجى جنبك» ولكنى وجدت ان نظراته بالمشهد معبرة اكثر بدون كلام فلم اضعها حتى لا يصبح المشهد مبتذلا».
ومن جانب آخر كشفت بسالى انها قامت بحذف جزء من حديث لويس بناء على رغبته حيث كان يتحدث عن اكتئاب سناء بعدما قاطعتها احدى الفنانات المقربات لها بعد ارتدائها الحجاب، وبررت موقفها ان ديانة سناء المسيحية تحول دون صداقتها، وقالت إنها كانت ستحذف المشهد خاصة وانها لا تريد ان يتخذ الفيلم اتجاه الديانات بدلا من الحديث عن ابداع الراحلة. كم انها مرت بحالة اكتئاب شديدة بعد وفاة سعاد حسنى.
وقالت بسالى إن أغلب ضيوف الفيلم من النجوم رحبوا كثيرا بالحديث عن النجمة الراحلة وكانت اولهم الفنانة منى زكى والتى ساندتها كثيرا معنويا للبدء واتمام المشروع الذى يؤرخ لسيرة سناء جميل. كما ذكرت موقف الفنانة بوسى والتى أصرت على التصوير رغم عدم مرور ذكرى الأربعين على وفاة زوجها نور الشريف وذلك رغبة منها فى المشاركة من أجل سناء. وكان من المفترض أن يشارك الشريف وممدوح عبد العليم برأيهما ولكن وفاتهما المنية قبل التصوير.