انتظرونى ببطولة العالم لألعاب القوى فى دبى.. واليزل «مش ديكتاتور»

«روزاليوسف» تحاور أصحاب القدرات الخاصة داخل البرلمان
الآمال على البرلمان الحالى كبيرة، نظرا لأن المرحلة الحالية لم تعد تحتمل أى تجارب جديدة، وبالتالى فإن العناصر الموجودة داخل مجلس النواب الحالى بتشكيلته المتنوعة يفترض أن تمثل عاملا إيجابيًا يثرى الحياة النيابية.
أبرز ما يميز هذا المجلس هو أنه يمثل أكبر تجمع للمعاقين وأصحاب القدرات الخاصة كما درج الرئيس عبدالفتاح السيسى على تسميتهم، وهى جملة أكثر دقة من ذوى الاحتياجات الخاصة، لأن هذه النوعية من الشخصيات تمتلك كثيرًا من بواعث النجاح، وأدواته التى ربما لا تتوفر لغيرهم من الأسوياء بدنيا.
هذه المرة نستهدف أن نبحث فى أفكار أصحاب القدرات الخاصة، داخل مجلس النواب وهم 9 نواب، نظرًا لأن أغلبهم حديثو العهد بالعمل السياسى، لذا حاولنا أن نقدم نماذج تعبر عن طريقة تفكير هؤلاء الأعضاء، التى طالما افتقدت مصر مجهوداته على مدى السنوات والعقود الماضية، نتيجة نظرة قاصرة لم تكن ترى فيهم إلا أنهم أصحاب عاهات تمثل عبئًا على من حولهم، وأنهم غير قادرين على العطاء والتفكير أفضل من غيرهم.. لتعيد الأيام ترتيب الصورة من جديد لنرى هذه النماذج فى صدارة المشهد بفكر ربما يكون أفضل وأكثر تطورا عما كنا نراه من قبل.
النظر إليها يبعث فى نفسك الحماس بظروفها البسيطة وبلدتها الفقيرة، خاصة حينما تعلم أنها واحدة من أبطال مصر فى ألعاب القوى، وستشارك ببطولة العالم المنتظر إقامتها فى مارس المقبل فى دبى، كما أنها لا تتوقف عن تطوير ذاتها، فشغفها بالتحليل النفسى والعمل المجتمعى باعتبارها خريجة آداب قسم اجتماع، ومعلمة، دفعها لتحضير الماجستير حول الصحة النفسية.
النائبة الوفدية مها شعبان ممثلة المعاقين فى قائمة «حب مصر» أكدت فى حوارها ل«روزاليوسف» أنها تدين دائما بالفضل والعرفان لمجهودات والدها الراحل ووالدتها التى مازالت تمثل لها نقطة دفع للأمام .
■ بداية كيف تم اختيارك للترشح ضمن قائمة فى حب مصر رغم أنك لست صاحبة نشاط سياسى؟
- هذا الأمر تم من خلال وزارتى الشباب والرياضة ووزارة التعليم العالى، حيث قامت الوزارتان بترشيحى، لأنهما على دراية كافية بنشاطى وتحركاتى سواء رياضيا أو تعليميا.. وبعدها قمت بالانضمام إلى حزب الوفد.
■ وماذا عن نشأتك ورأيهم فى اشتغالك بالسياسة ؟
- العمل بالسياسة أمر جيد، خاصة إذا كنت فى موقع يسمح لك بأن تساعد فى تقدم أو مساعدة آخرين مثل عضوية البرلمان.. ولك أن تعرف أن قريتى «كفر أبو طور» التابعة لمركز قلين بكفر الشيخ، مازالت حتى 2016 بدون مدرسة.. والدى توفى ولدى شقيقة تعمل مدرسة وشقيقى الآخر فى الثانوية العامة وآخر يعمل فى وزارة العدل ويقوم بمساعدتى فى أداء مهمتى لخدمة أبناء دائرتى وغيرهم .
■ ولكن ألا يخشون عليك من كثرة التحركات والغياب عن المنزل؟
- هذا الأمر طبيعى لدى الأهل، بجانب أننى كواحدة من بطلات ألعاب القوى، حيث كنت ضمن أعضاء فريق الإنتاج الحربى لألعاب القوى، وسأشارك فى بطولة العالم لألعاب القوى المخصصة للمعاقين فى لعبة دفع الجولة وقذف القرص، وهو ما أستعد له الآن، كما أننى كنت أعمل مدرسة علم نفس، وحاليا أجهز ماجستير خاصًا فى الصحة النفسية، بجانب بعض الدورات التدريبية الخاصة بالتنمية البشرية.
■ هذا البرلمان أكبر تجمع لعدد من النواب المعاقين لأول مرة فى تاريخ مصر 9 نواب.. ما التشريعات التى تسعين إلى إقرارها داخل مجلس النواب؟
- وفقا لإحصائيات قمت بالإطلاع عليها وهى أرقام رسمية منسوبة إلى مركز الإحصاء والتعبئة فإن عدد المعاقين الذين تم حصرهم 15 مليونًا، بجانب أعداد أخرى لم يتم حصرها باعتبار أنهم لم يقوموا باستخراج بطاقات الرقم القومى ولم يتم حصرهم، فضلا عن أن هذه المعاناة تعيشها الأسر أيضا، لذا فإن التقدير الفعلى يمكن أن يصل إلى 30 مليونًا، وبالتالى فإننا نتحدث عن شريحة واسعة من المجتمع المصرى، ورغم ذلك فإن الإهمال لهم مستمر داخل الدولة فلا تجد وزارة أو هيئة أو مصلحة أو حتى جامعة أوسيلة نقل تراعى ظروف هؤلاء المعاقين، وكنت وقت وجودى بالجامعة رغم أنى أجلس على كرسى متحرك ترفض الجامعة أن أركب الأسانسير وكنت أصعد للدور الخامس محمولة على هذا الكرسى.
وبالتالى وفقا لهذا المفهوم والتجاهل الذى يحياه هؤلاء فإن الهدف الأول لدى هو صياغة تشريعات تجبر الوزارات والمصالح وكل الهيئات والجامعات على احترام المعاق وتخصيص وسائل وأدوات تساعد المعاق على قضاء مصلحته وتحقيق هدفه.
■ وماذا عن التشريعات الأخرى التى جهزتها فى أجندتك التشريعية؟
- أولا يجب أن أؤكد أن التحرك والنقاش داخل البرلمان يتم من خلال ائتلاف دعم مصر، كما أننى أمثل أكثر من اتجاه، فأنا أمثل المرأة والشباب والمعاقين أيضا، فسيكون هناك اتجاه لإقرار قوانين خاصة بإشراك وتفعيل دور المنظمات والشركات الوطنية فى التعاون والمساهمة فى قضايا وهموم المجتمع، مثل الأجهزة التعويضية للمعاقين وغيرها، ومشروعات الإسكان أيضا والتى أرى أن هناك ضرورة من تخصيص الأدوار الأرضية منها للمعاقين، إلى جانب تشريعات تدعم المشروعات الصغيرة والمرأة المعيلة والفلاح الذى يعانى من مشكلات لا حصر لها.
■ وهل لمحافظتك «كفر الشيخ نصيب فى اهتماماتك التشريعية؟
- هذا الأمر أساسى، ومن أهم المشروعات التى يجب تقنينها ومعالجتها تشريعيا التعامل مع قضايا ومشكلات محافظة كفر الشيخ التى تعتبر أكبر محافظات مصر تلوثا، حيث يصل تعداد سكانها إلى أكثر من 3 ملايين، فى حين التقدير المبدئى للمصابين بفيروس سى والالتهاب الكبدى حوالى 2.5 مليون مواطن وهو رقم مفجع، وتحدثت مع المحافظ حول ردم مصرف «كوتشنر» الموجود على طريق الحامول، والذى يعد الأعلى تلوثا، وهناك اتجاه قوى لردم المصرف حماية للمواطنين.. بجانب تلوث الأسماك بنسبة عالية وهو ما أفقدنا دولاً كنا نصدر لها هذا الإنتاج السمكى من بحيرة البرلس، وأيضا نفس الحالة للأرز، وبالتالى هناك مأساة حقيقية فى لمزروعات والمأكولات، والصحة يجب أن يتم الالتفات لها فى كفر الشيخ.
■ وما رأيك فى مشروع اللائحة البرلمانية الجديدة؟
- الأمر فى مجمله جيد وإن كان هناك بعض التعديلات المطلوبة، والتى سيتم الإعلان عنها من خلال ائتلاف دعم مصر، غير أننى كنت أتمنى أن يوجد لجنة خاصة بالمعاقين، لكنها رفضت، وهو أمر أحزننى للغاية، لأن ضمها ضمن لجنة التضامن الاجتماعى أمر يجعل قضايا المعاقين غير مطروحة بقوة نظرا لوجود أمور أخرى مهمة داخل اللجنة.
■ وما رأيك فى تعدد الائتلافات والتكتلات السياسية داخل البرلمان؟
- تعدد الائتلافات أمر إيجابى لأنه يعكس وجود أكثر من وجهة نظر وهذا جوهر السياسة أتمنى ذلك ولكن هذا صعب.
■ لكن قد يكون الخلاف داخل الائتلاف نفسه أمر سلبى مثلما هو حادث مع «دعم مصر»؟
- هذا الأمر ليس بالضرورة أن يكون صحيحا لأن دعم مصر ائتلاف كان فى مرحلة تشكيل وتكوين وبالتالى لابد من التشاور الدائم حتى نصل إلى نقاط توافق تجمع أعضاءه على أرضية مشتركة فى كثير من النقاط.. وفى رأيى هذا البرلمان أقوى برلمان فى تاريخ مصر لأنه يجمع أكبر تمثيل لكل الفئات والتنوعات داخل المجتمع وهو شىء غير مسبوق.
■ وما موقف الائتلاف من استقالة المستشار سرى صيام والنائبين عماد جاد ومى محمود بعد فصلهما من المصريين الأحرار؟
- بالنسبة لاستقالة المستشار صيام كافة أعضاء المجلس يرونه قيمة قانونية يصعب تعويضها وخسارة كبيرة للمجلس.. أما النائب عماد جاد والنائبة مى محمود فوفقا للدستور لابد من تصويت ثلثى المجلس على بقائهما بعد أن تغيرت صفتهما الانتخابية، غير أن الاتجاه الغالب هو عدم التفريط فى أحد من النواب والموافقة على بقائهما.
■ ما رأيك فى رئيس ائتلاف دعم مصر اللواء سامح سيف اليزل والحديث عن كونه ديكتاتورًا؟
- هذا غير صحيح، فهو شخص وطنى ويتفانى من أجل الجميع ودائما ما يصدر قراراته بعد مشاورة الائتلاف، وليس كل الناس يمكن أن تتفق على شخص واحد.