هز انفجاران متزامنان وسط مدينة حمص السورية امس ما أدى إلى إصابة عدد كبير من الأشخاص ومقتل العشرات وكشفت مصادر سورية عن ان التفجيرين ناجمان عن سيارتين مفخختين وقعا فى حى الزهراء بوسط حمص، ما أدى إلى مقتل 46 شخصاً وإصابة أكثر من 100 بجروح وإصابات متفاوتة. وعرضت قناة الإخبارية التليفزيونية الموالية للحكومة السورية لقطات لواجهات محلات محطمة وحطام فى الشوارع ومصابين وسيارات محترقة. من جهته، قال محافظ حمص طلال البرازى أن «السيارتين كانتا مركونتين على طرفى شارع الستين السريع قرب مدخل حى الأرمن بمدينة حمص». كما أظهرت الصور رجال الإطفاء وهم يحاولون إخماد الحريق وسط حطام متناثرة ناجمة عن الإنفجار فيما كانت قوات الأمن ومجموعة من المدنيين يحاولون اسعاف الجرحى. ميدانبا استعاد الجيش السورى وحلفاؤه 18 قرية من تنظيم «داعش» فى ريف حلب الشرقى بدعم من الضربات الجوية الروسية. وعزز التقدم سيطرة الجيش على أجزاء من طريق يمتد باتجاه الرقة، معقل التنظيم المتشدد، ويزيد من المكاسب التى حققها الجيش خلال الأسابيع الماضية، بحسب المرصد السورى لحقوق الإنسان. وأصبح الجيش السورى على مسافة أقل من 25 كيلومتراً من الحدود التركية، بفضل الهجوم الذى يعتمد فيه بشدة على غطاء جوى روسى ودعم برى من مقاتلين من حزب الله اللبنانى ومن إيران. وفى حوار له مع صحيفة «البايس» الإسبانية رفض رئيس النظام السورى بشار الأسد أن يكون قد تسبب بإزهاق حياة السوريين بسبب عدم قيامه بإصلاحات ديمقراطية منذ ما قبل الأزمة فى سوريا وقال»الديمقراطية لا تأتى بالسلاح وتجربة الولاياتالمتحدة فى العراق تثبت ذلك والأمر نفسه يحدث فى اليمن الرئيس صالح ترك السلطة لسبب نفس المزاعم. ونقلت الوكالة الرسمية «سانا» نص الحوار الذى أجراه الأسد، مفصّلاً، بعدما كانت قد نشرت نبذة منه، ثم ألحقتها بقسم مطوّل ينتهى بكلمة «يتبع» ومن ثم أعادت نشر الحوار كاملاً. ولفت فى هذا السياق أن الأسد أظهر نوعاً من «التردّد» فى الإجابة عن سؤال يتعلق بدور التدخل العسكرى الخارجى الذى جاء للقتال دفاعاً عن نظامه، وأن هذا التدخل أدى لحدوث نتائج لصالحه فى الفترة الأخيرة. حتى إن الصحيفة سألته: «هل تعتقدون أنه كان بإمكانكم تحقيق ذلك دون مساعدة خارجية؟». فيرد الأسد على السؤال: «لا شك أن الدعم الروسى والإيرانى كان جوهرياً كى يحقق جيشنا هذا التقدم» ويضيف الأسد: «أمّا القول إنه ماكان بوسعنا تحقيق ذلك فهذا سؤال افتراضي، لكننا بالتأكيد بحاجة الى تلك المساعدة». إلا أنه يرفض تحديد الإجابة عن السؤال القائل إنه لولا التدخل العسكرى الخارجى لصالحه لما كان يستطيع تحقيق نتائج، فيكرّر الإجابة: «مرة أخرى، هذا سؤال افتراضى لا أستطيع الإجابة عنه». وعلى الرغم من الأسد تلقى سؤالاً من الصحيفة الاسبانية، يتعلق بغياب سيادة الدولة السورية المفترضة، من خلال وجود «جيش أجنبي» يقوم بعمليات تتسبب «بسقوط ضحايا مدنيين» وكيف سيشرح ل«شعبه» ول«السوريين» هذا الأمر، فيجيب مدافعاً عن حلفائه الروس بأنهم «دقيقون جداً فى استهدافاتهم» لأن «الروس لايهاجمون المدن» بل إن هجماتهم «فى المناطق الريفية». كما لو أن المناطق الريفية لا يوجد فيها مدنيون. هذا فضلاً عن أن نسبة الريف فى الجمهورية السورية تتعدى نصف مساحة البلاد. ولدى سؤاله عن الكيفية التى ينظر بها إلى نفسه بعد عشر سنوات يقول: «بعد عشر سنوات أود أن أكون قد أنقذت سوريا كرئيس، لكن ذلك لا يعنى أننى سأكون رئيساً بعد عشر سنوات، أنا أتحدث عن رؤيتى لهذا الفترة، ستكون سوريا سليمة ومعافاة». إلا أنه يضيف ما شكّل صدمة لكل السوريين والعرب وبقية العالم بقوله: «وسأكون أنا الشخص الذى أنقذ بلاده»! وقال إنه مستعد لوقف إطلاق النار بشرط ألا يستخدم «الإرهابيون» وقف القتال لصالحهم وأن توقف الدول التى تساند مقاتلى المعارضة دعمها لهم. وأضاف أن أى هدنة يجب أن تضمن «منع البلدان الأخرى.. وخصوصا تركيا.. من إرسال المزيد من الإرهابيين والأسلحة.. أو أى نوع من الدعم اللوجيستي.» وردا على سؤال بشأن احتمال إرسال قوات برية تركية وسعودية إلى سوريا قال الأسد «سنتعامل معهم كما نتعامل مع الإرهابيين ... وبالنسبة لنا كمواطنين سوريين فإن خيارنا الوحيد هو أن نقاتل وأن ندافع عن بلدنا.» وتدعم تركيا وقوى إقليمية سنية أخرى وكذلك دول غربية المسلحين الذين يقاتلون للإطاحة بالأسد فى حين تقدم إيران وروسيا وجماعة حزب الله اللبنانية الدعم لقوات الحكومة السورية. وفى اطار المساعى الدولية لحل الازمة أعلنت الخارجية الأمريكية ان وزير الخارجية جون كيرى أكد فى اتصال هاتفى مع نظيره الروسى سيرجى لافروف ضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار فى سوريا فى اسرع وقت ممكن. وقال الناطق باسم الخارجية جون كيربى ان كيرى «اعرب عن الامل فى التوصل إلى وقف كامل للاعمال العدائية فى اقصر فترة ممكنة» وأضاف ان «الوزير كيرى عبر ايضا عن قلقه العميق من الطابع العشوائى للقصف الطيران الروسى المستمر وما يؤدى اليه من خسائر فى الأرواح».