بوتين: توسع الناتو شرقا وراء استمرار أجواء الحرب الباردة

اعتبر بوتين أنه بسبب توسع البنية التحتية التابعة لحلف الناتو شرقا لا تزال العلاقات التى يعود طابعها إلى حقبة «الحرب الباردة»، قائمة فى السياسة العالمية حتى الآن.
وأعاد بوتين إلى الأذهان أن السياسى الألمانى المخضرم إيجون بار الذى حذر بعد إعادة توحيد شطرى ألمانيا، من أنه إذ لم تتخذ خطوات حاسمة لتجاوز انقسام أوروبا إلى تكتلات متعادية، فقد يؤدى ذلك إلى تطورات غير ملائمة للغاية تحكم على الاتحاد السوفيتى بالعزلة على مستوى العالم.
وأعتبر بوتين أن توسع حلف الناتو شرقا يرتبط برغبة الغرب فى «ممارسة السلطة القيصرية»، لا سيما بعد تفكك الاتحاد السوفيتى الذى كان يمثل المركز الثانى للقوة على الساحة الدولية.
وأكد الرئيس الروسى أن بلاده مستعدة للبحث عن حلول وسط بالتعاون مع أوروبا، ولكن شريطة الالتزام الصارم بالقانون الدولى وعدم الاختلاف فى تفسيره.
كما تطرق بوتين إلى العلاقات الروسية الألمانية، معيدا إلى الأذهان أن تلك العلاقات وصلت إلى مستوى رفيع جدا فى عام 2005، عندما بلغت قيمة التبادل التجارى بين البلدين 80 مليار دولار.
لكن عام 2015 شهد تراجع التبادل التجارى بين البلدين إلى النصف، إلا أنه أعرب عن أمله فى مواصلة تطوير العلاقات الثنائية، مشيرا إلى أن الاتصالات السياسية المكثفة بين موسكو وبرلين مستمرة.
فى السياق نفسه، أعلن بوتين أن روسيا حذرت الناتو من خطأ سلوكه تجاه ليبيا والعراق، لكنها لم تلق آذانا صاغية، بل اتهمت بمعاداة الغرب، نافيا حصول تغير بعد عام 2007 فى سياسته «بوتين الشاب» الذى تضامن مع الأمريكيين وتحدث عن ضرورة منع المواجهة فى أوروبا.
وعبر بوتين عن رأيه بأنه لو استمع قادة العالم له ولجاك شيراك وغيرهارد شرويدر، وكانوا ثلاثتهم معارضين لغزو العراق، فلربما لم تحصل هجمات باريس الإرهابية.
وأضاف بوتين أن على دول العالم أن توحد جهودها فى محاربة الإرهاب، وإذا لم يعجب موقف روسيا أحد ما فليس من المحبذ إعلاننا أعداء، والأفضل أن يجرى البحث عن حلول مشتركة.
واعتبر الرئيس بوتين أن روسيا أخطأت حين لم تعلن عن مصالحها القومية منذ ربع قرن، ولو فعلت فلربما كان العالم اليوم أكثر توازنا.