مساعى تركيا لملء فراغ الانسحاب الأمريكى من المنطقة تقلق واشنطن

أشار مركز «جلوبال ريسيرش» البحثى إلى أن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان غير مسار تركيا إلى دولة جديدة تطمح لأن تكون الامبراطورية العثمانية الجديدة ولكن بشكل أضر بها عكس ما كان يتخيل. وقال إن تركيا منذ عصر أتاتورك اتبعت سياسة خارجية طموحة نسبيًا، وحاولت الاستفادة من ثورات الربيع العربى وزعزعة واشنطن لاستقرار العراق وعملت على توثيق علاقتها بالإخوان فى جميع بلدان الشرق الأوسط.
وأضاف المركز فى تقرير له، أن تركيا تحاول ملء فراغ الانسحاب الأمريكى من المنطقة التى خلق فراغًا فى السلطة، كما أنها تستغل الخلاف بين روسيا والغرب حول أوكرانيا والعقوبات المتلاحقة على روسيا.
وتسعى تركيا - وفقًا للمركز - إلى توسيع نفوذها فى جميع الاتجاهات بما فى ذلك منطقة البلقان والقوقاز ووسط آسيا والشرق الأوسط، وشمال أفريقيا باستخدام القوة الناعمة والقوة العسكرية فى نفس الوقت. وأوضح المركز أن واشنطن قلقة من طموحات أنقرة وطلبت من تركيا إخلاء مواقعها فى شمال العراق، مشيرة إلى أن أردوغان لم يعد حليفًا موثوق فيه لأن سياساته كان لها تأثير مثير للقلق خاصة بالنسبة للاتحاد الأوروبى لدرجة أن الغرب لم يساعد تركيا - على العكس من روسيا - عندما واجهت قيودًا اقتصادية.
وذكر المركز أن الانقسامات السياسية الداخلية لتركيا والصراعات سوف تزداد إذا لم يتمكن أردوغان من إقامة سياسة إما قومية أو عثمانية جديدة واضحة وسوف تلحق الضرر بسمعة تركيا فى الأسواق العالمية ويورطها فى صراعات مكلفة وستجد صعوبة فى تخليص نفسها لحفظ ماء الوجه.
واعتبر أن مأزق تركيا الحقيقى هو ان تلحق روسيا ألم اقتصادى على تركيا انتقامًا منها بسبب «طعنها فى ظهرها» مشيرًا إلى أن انقرة لن تجد أى أصدقاء مستعدين لمواجهة روسيا بالنيابة عنها.