إجراءات تحفيزية تعزز أرباح البنوك الإسلامية بالسوق

شهدت الفترة الأخيرة اتخاذ إجراءات متنوعة من جانب البنوك الاسلامية العاملة بالسوق المحلية، وكذا من جهات تنظيمية من أجل تدعيم أعمال هذه البنوك، وزيادة حصتها من العمليات المصرفية، لاسيما مع قيام عدد من البنوك الاسلامية فى السوق بتنفيذ خطط للتوسع فى حجم الأعمال.
وانعكست إجراءات دعم الصيرفة الاسلامية على زيادة أرباح هذه البنوك، حيث كشفت نتائج أعمال البنوك الاسلامية العاملة بالسوق تطورًا كبيرًا فى حجم الأعمال، وقد كشفت نتائج أعمال بنك فيصل الإسلامي، عن ارتفاع صافى ربح البنك خلال أول 9 أشهر من العام الحالى بنسبة 7%، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضى، وأوضحت أن البنك حقق صافى ربح بلغ نحو 663.4 مليون جنيه منذ بداية يناير حتى نهاية سبتمبر، مقابل صافى ربح بلغ 619.5 مليون جنيه خلال نفس الفترة من العام الماضي.
وسجل بنك فيصل إيرادات أتعاب وعمولات بنحو 98.8 مليون جنيه خلال (يناير - سبتمبر)، كما سجل صافى الدخل من العائد والمبيعات نحو 2.4 مليار جنيه، كذلك كشفت نتائج أعمال بنك البركة مصر، ارتفاع صافى ربح البنك خلال أول 9 أشهر من العام الحالى بنسبة 23.9%، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
وتستحوذ البنوك الإسلامية على حصة تبلغ 7.8٪ من إجمالى الإيداعات المحلية بقيمة بلغت 136 مليار جنيه بنهاية يونيو الماضى، كما ارتفعت فروع المعاملات الإسلامية بنسبة 12٪ لتصل إلى 237 فرعًا تقدم خدماتها لنحو 2.8 مليون عميل الذين يستحوذون على 19٪ من إجمالى قاعدة عملاء السوق، وفقًا لأحدث تقرير صادر عن الجمعية المصرية للتمويل الإسلامى.
كما سجلت أصول البنوك الإسلامية نحو 150 مليار جنيه نهاية يونيو الماضى، مقارنة بقيمة 126 مليار جنيه فى منتصف عام 2014، لتسيطر على ما يقرب من 7٪ من إجمالى أصول القطاع المصرفى.
وأعلنت بنوك اسلامية عن اعتزامها إطلاق خدمات كبار العملاء خلال العام المقبل، وذلك بعد فترة عزوفها عن تقديم خدمات متخصصة لتلك الشريحة، وجاء على رأس البنوك «فيصل الاسلامى» و«أبوظبى الاسلامى – مصر»
وطبقًا لتصريحات مسئولين فإن مصرف أبوظبى الإسلامى مصر اقترب من إطلاق الخدمة خلال الفترة القليلة المقبلة، مع تفضيله الاحتفاظ بتفاصيل الخدمات التى سيتيحها البنك لهذه الشريحة لحين الانتهاء منها، أما بنك فيصل فبصدد اتخاذ إجراءات لتدشين إدارة متخصصة لخدمة كبار العملاء، راهنًا إطلاقها بالانتهاء من تطوير النظام البنكى الأساسى خلال الفترة المقبلة.
وأكد عدد من الخبراء والمصرفيين أن اتجاه البنوك الإسلامية لإطلاق خدمات كبار العملاء يأتى فى إطار حرصها على رفع جودة الخدمات المقدمة لشريحة العملاء الكبار، فضلا عن سعيها للحفاظ على حصة مؤثرة من سوق المدخرات بالقطاع المصرفى المصرى.
ويتيح أكثر من 13 بنكًا تقليديًا بالسوق إدارات وفروع متخصصة لخدمة الأثرياء داخل السوق المحلية أبرزها، التجارى الدولى، والإمارات دبى الوطنى، والعربى الأفريقى الدولى، وبيريوس - مصر، وأبوظبى الوطنى، وباركليز، وHSBC، والأهلى المصرى.
وإلى جانب الاتجاه لتدشين إدارات وحزم مصرفية لخدمة كبار العملاء بالبنوك، فإن ثمة تحركاً تم اتخاذه يدعم قدرة هذه البنوك على التوسع فى التمويلات العقارية، حيث قام الاتحاد المصرى للتمويل العقارى بتدشين لجنة مركزية للرقابة الشرعية على الأدوات الإسلامية فى التمويل العقارى وفقاً للضوابط التى اقرتها الهيئة العامة للرقابة المالية.
وكانت الرقابة المالية قد أقرت الضوابط التنظيمية لعمل الآليات المستحدثة فى التمويل العقارى والتى تشمل الإجارة المنتهية بالتملك والمرابحة والمشاركة، وذلك لأول مرة فى مصر، وهو ما يهدف إلى تنمية سوق التمويل العقارى وإيجاد نظم جديدة للتمويل تلبى مختلف الاحتياجات سواء فى مجال السكن أو العقارات التجارية أو الصناعية أو الخدمية.
وذكرت المادة الخامسة من الضوابط الجديدة أن تلتزم شركات التمويل العقارى فى حال طرح أو ترويج منتجات جديدة على أنها متوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية، الحصول على موافقة مسبقة من لجنة رقابة شرعية تشكل لهذا الغرض وفقاً لقرار مجلس إدارة الهيئة، ويساهم الإجراء فى زيادة قدرة البنوك الاسلامية على ضخ التمويلات للشركات التى تعمل وفقًا للنظم الاسلامية.
وفعل بنك فيصل الإسلامى، مؤخرًا، بروتوكول تعاون بصندوق التمويل العقارى بقيمة 200 مليون جنيه لتمويل الوحدات العقارية لمحدودى الدخل، ويهدف البروتوكول إلى إتاحة التمويل العقارى لمحدودى الدخل الذين تقل رواتبهم عن 2500 جنيه فى إطار تنفيذ مبادرة المركزى.
ولم يقتصر الأمر فيما يتعلق بنشاط البنوك التى تقدم الصيرفة الاسلامية، على ما سبق من إجراءات وتحركات، لكن «المصرف المتحد» أعلن عن إصدار التقرير الأول لمصلحة الضرائب الأمريكية قبل الموعد المحدد من قبل إدارة الإيرادات الداخلية الأمريكية، تفعيلاً وتطبيقاً لاتفاقية قانون الضرائب الأمريكى «فاتكا»، الذى ينظم قواعد التعامل على الحسابات الأمريكية خارج الولايات المتحدة الأمريكية، وهو الأمر الذى يعكس التزام المصارف الاسلامية المحلية بكافة المقررات.