كتب - محمد زكريا و عمرعلم الدين ونهى عابدين دعت السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة و شئون المصريين فى الخارج، جميع أبناء الوطن بالخارج، أن تكون مدن شرم الشيخ وطابا ورأس محمد والإسكندرية والغردقة والأقصر وأسوان، هى وجهتهم الوحيدة لقضاء عطلة نهاية العام. وقالت الوزيرة إن دعوتها تحفز المصريين بالخارج لتنشيط السياحة فى مصر والتخفيف من حدة تأثير حادث الطائرة الروسية على السياحة التى ما زالت تتعافى من عثرتها، مضيفة: «دعونا نضرب المثل أمام شعوب العالم فى تكافل المصريين ووحدتهم». وأكدت أن تلبية الدعوة ستكون بمثابة رسالة للعالم مفادها أن «سماء مصر الآمنة تستقبل رحلات طيران متتالية تنقل أخلص شعب فى الأرض»، لافتة النظر إلى أننا «لن نحتاج لبرهان على أمن مصر وأمانها بل سنكون نحن المصريين خير برهان». وقالت مكرم إن مصر تنادى أبناءها أن يقضوا أجازاتهم فى أحضانها لأنها تحتاج وقفتهم معها اليوم لترد تربص المتربصين بها من قوى الشر وأصحاب المصالح فى عالم السياحة. وبالرغم من تحذير عدد من الدول الأوروبية رعاياها من السفر إلى شرم الشيخ، بعد حادث سقوط الطائرة الروسية إلا أن الحركة السياحية داخل المدينة مازالت مستقرة ولم تهتز بعد، فى ظل وجود سياح من جنسيات مختلفة، خاصة دول وسط أوروبا وبعض الدول الأسيوية، ومازالت المدينة محل جذب وإبهار للكثير من السائحين الذين أكد معظمهم أنهم سيقصدون شرم الشيخ مرة أخرى، ولن تمنعهم أى عوائق، خاصة فى ظل وجود مناخ آمن ومستقر وكرم ضيافة وحسن معاملة من جانب المصريين وان كان من المتوقع ان تنخفض نسبة السياحة خلال الفترة القادمة بعد القرار الروسى البريطانى. وعلى جانب آخر عبر سائحون أجانب فى مدينة شرم الشيخ عن إصرارهم على زيارة المدينة الجميلة، واصطحابهم أصدقاء لهم من أجل التمتع بشمس وشواطىء مدينة السلام، مؤكدين أنهم لن يتخلوا عن شرم الشيخ كمدينة سياحية تحدث فى قلوبهم وقلوب أطفالهم السعادة الغامرة، وأضافوا إن حادث الطائرة الروسية والذى طالما يتكرر فى أى مكان بالعالم لن يمنعنا أبدا عن الوصول إلى المدينة الساحرة. وقال «بوفل كلادوف» «روسى» كيف يمكن أن امنع نفسى من زيارة مدينة شرم الشيخ، فهى بالنسبة لى ولزوجتى المتعة التى ننتظرها كل عام»، فيما قال مارك ودرسون «بريطانى» هذه ليست المرة الأولى لزيارة شرم الشيخ، مشيرًا إلى أنه كتب على صفحته عبر «فيس بوك» أن شرم الشيخ آمنة ولا يوجد أى مشاكل وأنه قضى أوقاتًا سعيدة. وقالت «جوليت كاسن» «بريطانية» «هذه المرة الحادية عشرة التى أقوم فيها بزيارة شرم الشيخ وأنها تشعر بالسعادة الغامرة التى تحدثها المدينة غير الطبيعية»، وأردفت «رفضت والوفد المرافق لنا العودة إلى بلادنا، وأبلغنا سفارتنا بالقاهرة بعدم العودة إلى بريطانيا الا بعد استكمال برنامج الرحلة». وقالت: «نستغرب من التهويل الإعلامى من الأوضاع الأمنية بشرم الشيخ». ويقول روداكوف الكسندر «روسى»: «أزور شرم الشيخ للمرة الأولى، ولم أشعر ابدا بأن هناك أمرًا غير طبيعى، فبرنامج الرحلة يسير وفق ما هو مخطط من قبل الشركة المنظمة، ونتمتع بأوقاتنا كاملة، كما انه لم يخالجنى اى شعور بالقلق من أى شىء مما رددته بعض وسائل الإعلام فى الغرب». ومن جانبه قال اللواء وائل عبد الرازق مدير مصلحة أمن الموانئ إن إجراءات التأمين المتبعة فى مطار شرم الشيخ الدولى تخضع لجميع القواعد القياسية الدولية، الخاصة بالعمل فى مجال الطيران الدولى، ومطار شرم الشيخ الدولى من المطارات المصنفة عالميا، وتخضع إجراءات الأمن فيه للعديد من الضوابط. مشيرا إلى أن الرخص الدولية يتم منحها وتجديدها كل عامين من قبل منظمة الإيكاو وتم الاشادة بمستوى التأمين والسلامة المتبع داخل صالات السفر والوصول. وأوضح عبدالرازق فى تصريحات صحفية أن جميع العاملين فى مطار شرم الشيخ الدولى حاصلون على فرق متخصصة وعلى درجة عالية من التأهيل فى مجالات التفتيش والرقابة، بالإضافة إلى أن رجال البحث الجنائى وأفرد الحراسة والمطافئ، يتم تأهيلهم على أعلى مستوى وفقا لما هو متبع من قبل منظمات السلامة الدولية، مضيفا أن عمال النظافة يخضعون لجميع مراحل التعقيم والتفتيش، التى تتم داخل المطار وهناك نقاط تأمين متقدمة موجودة أمام بوابات المطار الرئيسية لتأمينه وحمايته وإجراء عملية فرز لمن يدخل المطار، وهذا إجراء غير مسبوق فى أى مطار فى العالم. وتابع مدير مصلحة أمن الموانئ أنه يتم إجراء عمليات تفتيش دقيقة لكافة الركاب قبل وصولهم إلى الطائرة، تشمل تفتيش الملابس وكل ما يحمله الراكب من أدوات. وعلى صعيد آخر يشهد القطاع السياحى حالة من السخط عقب قرار الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بتعليق جميع الرحلات لمصر لحين الانتهاء من التحقيق فى حادث تحطم الطائرة الروسية من جانبهم وصف الخبراء السياحيون القرار بالكارثى على مستقبل السياحة وبمثابة ضربة قاصمة للاقتصاد المصرى، إذ أكد سامى محمود رئيس هيئة تنشيط السياحة أن القرار له تداعيات سلبية على القطاع السياحى بسبب ان السياحة الروسية تشكل اكثر من 30% من إجمالى السياحة الوافدة لمصر كما ان السوق الروسية تحتل المرتبة الأولى من بين الدول المصدرة للسياحة لمصر. وأضاف: الموقف الروسى غير مفهوم، مشيرا إلى أن التعليق لم يتبين حتى تلك اللحظه ان كان مؤقتا أم دائمًا. ومن جانبه أوضح باسم حلقة نقيب السياحيين أن الروس أنقذوا السياحة المصرية من الانهيار خلال السنوات الماضية والتى شهدت فيها البلاد ازمات كثيرة حيث ساهم السائحون الروس بنحو 1.9 مليار دولار خلال 2014، من إجمالى الإيرادات السياحية التى تحققت العام الماضى، والتى وصلت ل7.5 مليار دولار. وطالب حلقة بضرورة الانتهاء من التحقيقات حول اسباب تحطم الطائرة الروسية، موضحا ان سرعة الكشف عن التحقيقات سيكون لها تأثير كبير على القطاع السياحى. وفى السياق ذاته، يرى حسن النحلة نقيب المرشدين السياحيين المصري، أن القرار الروسى ضربة قوية للسياحة الشاطئية والاقتصاد والعملة الصعبة بصفة عامة. وطالب نحلة بعدم الاستهانة بالموقف الروسى، خاصة أنه داعم رئيسى للنظام ما بعد 30 يونيو، مشيرا إلى ضرورة البحث وراء خلفيات القرار الروسى، الذى وصفه بالأخطر على السياحة.