اتصال هاتفى أجراه أحمد نظيف رئيس وزراء نظام مبارك بحبيب العادلى وزير الداخلية وقتها واتصال آخر بوزير الزراعة بعدما شاهد بوابة عملاقة بطريق مصر - إسكندرية الصحراوى ومدون عليها «منتجع الباشوات» واسم المدعو مدحت بركات وقد اكد وزير الزارعة له أن هذه المساحات من أملاك الدولة وهنا بدأت غرف عمليات مديريات أمن الجيزة والبحيرة والقاهرة الاستعداد لإعادة هيبة الدولة وأراضيها على الطريق الصحراوى وتحركات معدات الهدم للمحافظات الثلاث وبدأت بالفعل فى هدم البوابة الكبيرة «لمنتجع الباشوات» وبدأت تشكيلات الأمن المركزى تتحرك من مقر قوات الأمن بالكيلو 10 ونصف باشراف مباشر من قيادات أمن الدولة وقتها وكانت المفاجأة أن المدعو مدحت مدحت بركات استولى على مساحات كبيرة من أراضى الطريق الصحراوى تتعدى ال4 آلاف فدان بدون وجه حق وقام ببيعها لضباط شرطة ورجال أعمال خليجيين ومصريين وتوغلت قوات الأمن إلى عمق الصحراء وقامت بهدم فيللات يمتلكها مدحت بركات وبناها بنفسه لتقديمها رشاوى لبعض المسئولين فى وزارة الزراعة كما تم القبض على عدد كبير من الخارجين على القانون وبحوزتهم أسلحة آلية. وصل عدد البلاغات المقدمة ضده لأكثر من 1000 بلاغ من رجال أعمال وضباط يتهمونه فيها بالنصب عليهم وتم حبسه ثم اعتقاله بعد دفعه غرامة بالملايين. هنا ظن الجميع أن الدولة سوف تستفيد من قيمة الارض التى عادت إليها وإنعاش خزينة الدولة ولكن لا حياة لمن تنادى وتركت وزارة الزراعة مئات الأفدنة للبلطجية يستولون عليها ويتقمصون نفس دور مدحت بركات ويقومون ببيع الأراضى مرة أخرى على مرأى ومسمع من مسئولى وزارة الزراعة وفى غفلة من الدولة قرر بركات العودة إلى لقب «حوت الأراضى» وإعادة سيناريو الاستيلاء على أراضى الدولة وتقسيمها وبيعها وكأن شيئا لم يكن وأجهزة الدولة «لا تحرك ساكنا». كابوس حوت الأراضى وقف المدعو مدحت بركات حائرا كيف يستولى على أراضى الدولة مرة أخرى؟ فى وجود عدد كبير من الخفراء الذين كانوا يحرسونه ويقدمون له فروض الولاء والطاعة حيث استولى هؤلاء الخفراء على هذه الأراضى وباعوا جزءاً كبيراً منها بغير حق وحققوا ثروة ضخمة واستطاعوا من خلالها شراء أسلحة آلية وثقيلة وبناء إمبراطورية أقوى من مدحت بركات، أشاع بركات على غير الحقيقة بأنه مسنود من قيادات بالداخلية وأنهم اعطوا له الضوء الأخضر للعودة واستعادة مئات الأفدنة وأن قوات الأمن سوف تطارد عائلتى «رنة وحداد» اللتان تقيمان فى هذه المساحات من الأراضى والغريب وفجأة تحركت قوات الأمن وتوغلت فى الصحراء للقبض على حسين حداد ومصطفى رنة واستطاع حداد الهرب بينما تم القبض على مصطفى رنة بتهمة هروبه من أحكام وتم اقتياده إلى حجز شرطة الشيخ زايد وتوفى بعدها بأيام ليعود مدحت بركات إلى الاستيلاء على أراضى الدولة وسط غفلة من أجهزة الدولة حيث قام بركات ببناء استراحة كبيرة وهدم وإزالة لافتات ملك بعض المواطنين كما سبق أن استولى على 4 أفدنة ملك المخرج الكبير محمد النقلى مما اضطر النقلى إلى تحرير محضر ضد مدحت بركات يتهمه فيها بالاستيلاء على أراضى الدولة ولم يحرك احد ساكنا ايضا ضد تجاوزات حوت الأراضى مدحت بركات حيث أكد «النقلى» ل«روزاليوسف» أن الدولة تركته يستولى على أراضينا ولم يحرك أحد ساكنا وأضاف إنه ترك الأرض نتيجة البلطجة والأسلحة لرجال مدحت بركات وخوفا على حياته وختم «النقلى» كلامه ب«خليهم يستولوا على أراضى الناس محدش هياخد حاجة معاه وهو ماشى». كما استولى بركات على قطعة أرض يملكها لواء شرطة معروف عنه النزاهة وحسن السير والسلوك ولكنه أعاد اللافتة خوفا من المحاضر وكشف امره. «تقسيم اراضى الدولة فى أبو رواش» فى غفلة من الدولة تم عقد جلسات عرفية بين حوت الأراضى مدحت بركات وبعض من ممثلى عائلتى «رنة وحداد» وذلك حتى يستطيع العودة بحرية للاستيلاء على أراضى الدولة حيث إن عائلة رنة تتهمه بأنه السبب فى وفاة شقيقهم الامير مصطفى رنة وأنه كان كلمة السر لحبسة كما اتهمو بأنه لفق قضية قتل للمدعو أحمد رنة وتم صدور حكم ضده فيها رغم أنه لم يكن متواجداً بالطريق الصحراوى من اصله وهنا وافق مدحت بركات على طلبات عطية عبد الجواد والشهير بعطية العرابى والمتهم فى قضية مذبحة كرداسة وكذلك المدعو مسعود العرباوى وهما من المشايخ بمنطقتى الصليبة وأبو رواش. وفى نهاية الجلسة وافق حوت الأراضى «مدحت بركات» على احضار أفراد من عائلة أحد القتلة ليشهد بالحق ويتم الإفراج على المدعو أحمد رنة كما تم تقسيم مئات الأفدنة بين مدحت بركات وعائلة حداد وتم الصلح وحرر بركات ايصالات أمانة على نفسه كضمانة للالتزام بالعهد وضمانة أخرى للعودة للاستيلاء على اراضى الدولة بدون أى مقاومة من خفر الطريق الصحراوى.. الآن ظهر حوت الأراضى وقام ببناء استراحة مكيفة له ولم يحرك أحد ساكنا من وزارة الزراعة.