نظم مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية مؤخرا ندوة حول مسرحية «فراشات تبحث عن أجنحة»، بحضور مؤلفيها إيهاب الحضرى وإيمان الشافعى والكاتب والمخرج المسرحى الدكتور جمال ياقوت، والشاعر والكاتب المسرحى ميسرة صلاح الدين. وبدأ الأديب منير عتيبة الندوة مؤكدا أن السرد لا يعنى القص فقط، مشيرا إلى أن المختبر توسع فى مفهومه ليمتد إلى الإبداع المسرحى والسينمائى والتليفزيوني، وأضاف أن العمل يطرح تساؤلا: هل يكتب المسرح ليقرأ أم ليمثل؟ وتطرق إلى فكرة كتابة خيال علمى للأطفال، مؤكدا أن البعض يكتب وفى ذهنه أنه يفعل ذلك لطفل ساذج، وآخر يكتب للطفل الذى عاشه هو، وأوضح أن هناك إشكالية أخرى تضاف إلى الإشكاليات العديدة التى تطرحها المسرحية، وهى فكرة الكتابة المشتركة، غير أنه يرى أن هذه الإشكالية تكون أقل فى المسرح لأنه يقوم على فكرة «الديالوج». من جانبه أكد الدكتور جمال ياقوت أن المسرحية وضعته فى إشكالية، وجعلته يطرح سؤالا على نفسه: عند الكتابة للأطفال هل يفترض أن يتم ذلك بلغة يفهمونها فنقع فى فخ السطحية؟ أم نكتب بمستوى أعلى؟ لكنه حسم الإشكالية بتأكيده على أنه يفضل الكتابة بمستوى أعلى. وأضاف أن معظم المسرحيات المكتوبة للأطفال تقع فى شباك السطحية والسذاجة ولا تتناسب مع روح العصر. وأشار إلى أنه قرأ العمل من وجهة نظر المخرج المسرحى، ووجد أنه أمام منتج غير تقليدي، لكنه وجد نفسه مشغولا بسؤال: «مين كتب إيه؟»، فرغم وجود كاتبين للعمل إلا أن هناك تناغما واضحا يجعل السياق واحدا، واعترف بأنه واجه صعوبة فى قراءة المسرحية. ولفت إلى أنه وجد مشكلة فى حوار العمل لأنه يتضمن موضوعات ذات قيمة علمية كبيرة لكنها تحتاج إلى تبسيط أو توضيح، وأشاد بوجود توضيح لها فى نهاية العمل لكنه تساءل: لماذا لم يتم تضمينه فى النص بطريقة ما ليسهل فهمه؟ ثم عاد ليؤكد جدية النص الذى يتوجه للأطفال بفكر سياسى ويطرح أفكارا جادة بعيدة عن السذاجة، وقال: «لكن لابد من مراعاة الحذر لأن الحوار مستواه عال وأنا أؤيد ذلك، لكن المشكلة تظل فى المعلومات التى يتضمنها، فهو مليء بالمصطلحات العلمية». وتطرق إلى كلمة النظام التى تكررت كثيرا فى المسرحية، مؤكدا أن فكرة العمل سياسية فى المقام الأول، فهو يركز على فكرة المدينة الفاضلة التى روج لها النظام، ورددها الأرقام وراءه، وأوضح للحاضرين أن «الأرقام» هم الأطفال الذين نزعت عنهم إنسانيتهم. واعترض على النهاية التى وصفها بأنها محاولة لتهذيب الثورة، حيث إنها لم تتناسب مع مستوى الأحداث المتصاعد. وبدأ الشاعر والكاتب المسرحى ميسرة صلاح الدين مداخلته بالتأكيد على أن الكاتبين أدخلا ثلاثة حقول ألغام فى وقت واحد، الأول هو اختيار الشكل المسرحى فى وقت تراجعت فيه الكتابة المسرحية، كما تراجعت فكرة نشره ككتاب، ورأى أن الرواية كانت يمكن أن تكون شكلا أسهل يتناسب مع البناء العلمى للعمل، والثانى هو اختيارهما مجال الخيال العلمى، أما الثالث فهو الكتابة للأطفال فى سن لا نستطيع أن نجزم أنه سن طفولة، فى تعليق على كون العمل مخصصا للأطفال فوق سن الثانية عشرة، وفى رد غير مباشر على السؤال الذى طرحه الدكتور جمال ياقوت عن دور كل من المؤلفين فى العمل، أعرب ميسرة عن اعتقاده بأن أحدهما وضع الاستراتيجية والقواعد، بينما اهتم الآخر بالتفاصيل الصغيرة الخاصة بالأطفال، وشبه البناء الدرامى للعمل بالهرم المدرج الذى يتكون من ثمانى درجات، لكل درجة منها رقم ودلالة واضحة تعبر عن معضلة وجودية حقيقية.