أزمة حقيقية يواجهها التليفزيون حاليًا بسبب تجاهل سامي الشريف رئيس الاتحاد لمذكرة أرسلها الاتحاد الدولي للاتصالات يطالب فيها بضرورة تحويل التليفزيون المصري إلي البث الرقمي «ديجيتال» قبل بداية عام 2015، وحذرت المذكرة من أن تجاهل الأمر سيعرض مصر إلي إنذار رسمي من الاتحاد تتبعه غرامة مالية ضخمة ثم شطب من الاتحاد الدولي للاتصالات وقطع البث عن التليفزيون، خاصة أن مصر عضو في الاتحاد وموقعة رسميًا علي الاتفاقيات الدولية الخاصة بالاتصالات وكشف مصدر داخل الهندسة الإذاعية أن سامي الشريف رغم أهمية المذكرة وما جاء بها إلا أنه تجاهلها تمامًا، كما تجاهل طلب الاتحاد الدولي إرسال بعثة من قطاع الهندسة إلي قبرص من أجل حضور ورشة تدريبية عن التحويل الرقمي في الاستديوهات التليفزيونية أو الإذاعية علي أن يتحمل الاتحاد الدولي كافة مصاريف البعثة من تذاكر السفر والإقامة إلا أن الشريف اكتفي بالتوقيع بكلمة «ينظر» علي المذكرة وهو ما أضاع فرصة سفر البعثة لحضور الورشة التي كان من المقرر إقامتها في الحادي عشر من الشهر الجاري. وأضاف المصدر أن التليفزيون المصري سيمر بفترة صعبة جدًا بسبب التحول إلي البث الرقمي وأن التكلفة الأولية لتنفيذ هذا المشروع قد تتعدي ال800 مليون جنيه حيث يجب تغيير جميع استوديوهات البث الإذاعي لتتحول إلي استوديوهات رقمية حيث يتكلف الاستوديو الإذاعي 35 مليون جنيه، أما استوديوهات التليفزيون فيجب تغيير استوديوهات القنوات الأولي والثانية والفضائية المصرية، بجانب استوديوهات قنوات القطاع الإقليمي كاملة بتكلفة أولية حوالي 8 ملايين جنيه للاستوديو الواحد بالإضافة إلي تغيير كافة الكاميرات الخاصة بكل القنوات سواء الموجودة داخل الاستوديوهات أو كاميرات التصوير الخارجي أيضًا سيارات الإذاعة الخارجية.. أما بالنسبة لاستوديوهات قطاع الأخبار فهي تستلزم بعض التغييرات الطفيفة حيث إنه يتم تجديدها بصفة مستمرة ونفس الوضع ينطبق علي استوديوهات قطاع المتخصصة حيث إن معظم الأجهزة الفنية بها حديثة وعلي النظام الديجيتال إلا بعض الأجهزة القليلة التي لن يتكلف تغييرها مبالغ كبيرة كذلك الاستوديوهات الخاصة بشبكة إذاعة راديو النيل فهي كلها تم إنشاؤها علي نظام الديجيتال ولن تحتاج أي تغيير وهو نفس الأمر لاستوديوهات مدينة الإنتاج الإعلامي والتي تخرج منها بث جميع الفضائيات المصرية والعربية فهي علي النظام الحديث «البث الرقمي». ومن المعروف أن مشروع تحويل التليفزيون إلي «بث رقمي» كان قد بدأ العمل فيه وتحضيره داخل ماسبيرو منذ حوالي أربع سنوات حيث تم البدء باستوديوهات قطاع الأخبار والمتخصصة ثم استوديوهات راديو النيل..وكان من المنتظر أن يتم الاتفاق مع إحدي المتخصصة في نظام «البث الرقمي» لتوريد أجهزة فنية صغيرة سعر الجهاز الواحد 80 دولارًا تم بيعها في السوق المصري للمواطنين الذين يستخدمون أجهزة تليفزيونية غير حديثة والبالغ عددها حوالي 20 مليون جهاز تليفزيون تستلزم التغيير مع بداية البث الرقمي حيث إنها غير مجهزة لالتقاط إشارة البث الرقمي.