حياة مأساوية يعيشها أهالى منطقة ميرغم التابعة لحى العامرية بالإسكندرية منذ بناء مصنع «المصريين» لصناعة حديد التسليح التابع لرجل الأعمال الشهير أحمد أبو هشيمة، حيث يقع المصنع وسط منطقة مكتظة بالسكان وينتج عنه عادم أكسيد الحديد والذى هو عبارة عن كربون أسود، ناهيك عن تصدع المنازل الملاصقة للمصنع نتيجة وجود أوناش نقل الحديد، فضلا عن إصدار أصوات مرتفعة ليلاً تحدث ضجيج لايحتمل، والأدهى والأمر شروع تلك المصنع فى انشاء خط انتاج جديد. يقول أحد أهالى المنطقة إن المصنع لا يتجاوز عمره عام ومنذ 25 عامًا لا يوجد أى مصانع بذات الناحية، حيث قبل 25 عامًا كان المصنع ملكًا لرجل الأعمال الهارب أحمد الهوارى والذى اختلس قروض بقيمة 2 مليار و600 ألف جنيه وفر إلى سويسرا وكان يعمل بحديد التسليح، لافتا إلى أن المصنع توقف وكان عليه قروض كثيرة للبنوك وتم بيع المصنع بالمزاد العلنى منذ عام واشترى المصنع عقب ذلك رجل الأعمال أحمد أبوهشيمة بالرغم من أن المنطقة سكنية وليست صناعية. ويشير المتضرر إلي أن نحو 15 أسرة منازلهم ملاصقة للمصنع من الناحية القبلية الأمر الذى أدى بدوره لإصابة معظم السكان والأطفال بالأمراض الصدرية المزمنة بسبب عادم أكسيد الحديد الناتج عن مدخنة المصنع. ويلفت ناصر من أهالي منطقة ميرغم الجديدة إلى أنهم تقدموا بشكاوى عدة إلى الصحة والبيئة ضد المصنع، والتي تحمل إحداها رقم 4/7 لسنة 2014، منوها إلى أن الصحة والبيئة أرسلتا لجنة لرصد المخالفات التى تهدد حياة الأهالي إلا أنه حدث تواطؤ بين إدارة المصنع واللجنة، حيث قام أحد أعضائها بقطف عدد من أورق شجرة ملوثة بأكسيد الحديد لتحليلها كعينات لكنهم تركوها دون تحاليل أو نتائج، الأمر الذي دفعنا إلى الذهاب إلي قسم شرطة العامرية لتحرير محاضر تم تحويلها إلي النيابة العامة لكن دون جدوي، فورها توجهنا إلي حى العامرية لتسجيل الشكاوى والتي علي إثرها شكل الحى لجنة رباعية لإنهاء الأزمة. ويوضح ناصر أن المصنع تسبب فى تصدع خرسانات المنازل، حيث تم إصدار قرار بترميم العقارات، متسائلا: كيف نرمم ونحن نعلم أن المصنع مستمر وسيتسبب فى تصدع المنازل مرة أخرى. يقول محمود من أهالى المنطقة: تقدمنا بشكوى للحى حملت رقم 907 لسنة 2015 الشكوى إلى جانب تحرير محضر بقسم العامرية بتاريخ 27/5/2015 ضد صاحب المصنع، بالإضافة إلى شكوى ثالثة لصحة البيئة 227 لسنة 2015، ناهيك عن إرسال تيلغراف لمحافظ الإسكندرية هانى المسيرى واستغاثة لرئيس مجلس الوزراء. ويضيف: الكارثة هنا أن المصنع يعتزم بناء خط إنتاج جديد بجانب المصنع الأصلى ما ينبئ بفاجعة تتمثل فى أن الأصوات ستتضاعف، لافتا إلي أن الأمر الأخطر هو أن هناك خط غاز طبيعيًا يمكن أن ينفجر فى أى لحظة. وتابع: حاليا المصنع قام بتأجير المخازن الخلفية ويقوم القائمون علي إدارة المصنع بتشوين حديد التسليح فى المخازن المحيطة ما يعنى أننا أصبحنا محاطين بالحديد من كل اتجاه، مشيرا إلى أن جميع الأطفال بالمنطقة مصابين بالحساسية والالتهاب الرئوى، ناهيك عن عدم وجود مستشفى بمنطقة ميرغم والتى يقطن بها نحو 3 آلاف نسمة، ما يدفعنا إلى حمل أطفالنا على أكتافنا لعدم وجود سيارات إسعاف. من جانبه أكد خالد محيى الدين رئيس حى العامرية أن أهم مشاكل الحي هي وجود عدة مصانع منها مصنع بورتلاند ومصانع للبتروكيماويات، إلى جانب بحيرة مريوط والتى يوجد بها كم كبير من التعديات والقمامة التي تصدر لنا الناموس والذباب والروائح الكريهة التي تقلق منامنا. ولفت رئيس حي العامرية إلى أن السبب الرئيسى فى وجود مصانع وسط المناطق السكنية هو أن تلك المنطقة تعد من الأحياء العشوائية غير المخططة، مشيرا إلى أن صحة البيئة لديها أجهزة تقيس التلوث وأنها الجهة المنوط بها التفتيش، بينما يكون الحق للحى فى الضبطية القضائية.