صراخ وعويل، زجاجات مياه غازية تسقط علي رأس ضباط قسم شرطة الطالبية وجنود الأمن المركزي، شلل مروري بشارع الهرم وسيارات الجيش المدرعة تصل للقسم للسيطرة علي الوضع. هكذا كان المشهد أمام قسم شرطة الطالبية بشارع الهرم حيث تجمع آلاف المواطنين وحاولوا اقتحام القسم لتهريب المحبوسين والاطمئنان عليهم بعد تنقل أخبار تفيد بوفاتهم داخل القسم نتيجة حريق والغازات المسيلة للدموع. وكانت البداية عندما فوجئ العميد عهدي شكري مأمور القسم والمقدم أحمد الوتيدي رئيس المباحث بوجود شغب في غرف الحجز الثلاث وطرق بشدة علي الأبواب. ثم لاحظوا تصاعد أعمدة دخان من الحجز واستغاثة بعض المساجين. فاخطروا اللواء فاروق لاشين مساعد الوزير لأمن الجيزة ووصل بعد دقائق اللواء كمال الدالي مدير المباحث وقتها فوجئ الضباط بوجود كسر بغرفة الحجز الأولي نتيجة الطرق بقوة وعند فتح الأبواب تعدي المساجين علي الضباط وحاولوا الهرب ثم حدث حالة هرج خاصة أن بعض المساجين كانوا يحملون الأسلحة البيضاء والغريب أن نفس التوقيت كان أهالي جميع المحبوسين بالقسم أمام بوابة القسم رغم أن الساعة تعدت الواحدة صباحًا ويحاولون اقتحامه. مما اضطر ضباط القسم لإطلاق قنابل مسيلة للدموع للسيطرة علي 168 مسجونًا الذين حاولوا الهرب. وفي تمام الساعة الواحدة صباحا وصلت سيارة جيب نزل منها مدير أمن الجيزة وسط حراسة مشددة بينما كان يهتف المواطنون مطالبين بالقصاص ويرددون قتلوا أولادنا، عايزين حقوقنا، دقائق معدودة وانتشرت أنباء وفاة المسجونين وازداد الأمر سوءًا وبدأ المواطنون بقذف رجال الشرطة بالزجاجات والطوب ونجا مدير الأمن من تعرضه للإصابة بقالب طوب اصطدم بوجه جندي بالأمن المركزي كان يقف بجواره وتم إدخال اللواء فاروق لاشين إلي داخل القسم خوفا علي حياته، في الوقت نفسه تم إغلاق شارع الهرم ووصلت سيارات الجيش للسيطرة علي الأمر. إلا أن بعض النساء اللاتي أطلقن صرخات عالية وكأنهن في جنازة زادت من الأمور سخونة وبدأ القذف بالحجارة أيضًا علي رجال القوات المسلحة، حيث اختبأ معاونو مباحث القسم خلف السيارات المدرعة بينما انتشر فوق سطح القسم الضباط يحملون الأسلحة النارية تحسبا لأي اقتحام قد يودي بحياتهم. اجتماع سريع عقده اللواء لاشين مع اللواء كمال الدالي مدير المباحث والعميدين عمر عبدالعال وجمعة توفيق حيث رفض مدير الأمن اقتراح أن يظهر المساجين فوق سطح القسم لأسرهم للاطمئنان عليهم وتم الاتفاق فيه علي السماح لبعض أهالي المحبوسين للدخول للاطمئنان علي ذويهم لنفي الإشاعة وتهدئة المواطنين خارج القسم وهو ما كان له عامل السحر وخرجت النساء بالزغاريد، في الوقت الذي كان بعض المواطنين يقذفون الشرطة للمرة الثالثة بالطوب بينما نفت امرأة تصرخ بالدموع أرجوكم المحبوسين بخير كده هتحصل مجزرة. وعلمت «روزاليوسف» أن أغلبية المساجين كانوا يحملون هواتف محمولة بداخل غرف الحجز حيث تم الاتفاق مع أسرهم بالتواجد أمام القسم ومحاولة اقتحامه بعد سماع أصوات الخبط علي الأبواب ومشاهدة الدخان. وهو ما يفسر تواجد جميع أسر المساجين خارج القسم رغم انتهاء ما يسمي «بالعرض» للإفراج عن المحبوسين. كما قرر اللواء كامل ياسين حكمدار الجيزة نقل ال 168 مسجونًا إلي قسم الترحيلات بمحكمة جنوبالجيزة خوفًا من أي عملية اقتحام. وقد صرح مصدر أمني ل«روزاليوسف» أن الضباط تمكنوا من السيطرة علي الوضع ولم يستطع أحد من المساجين الهرب كما نفي أن تكون هناك حالات وفاة بين المساجين.