مصر تدخل مرحلة متطورة فى صناعة النقل الجوى

يقدر حجم ما تستهلكه صناعة النقل الجوى فى العالم من وقود بترولى بنحو 220 مليون طن سنويا، تشكل حوالى 5% من حجم الاستهلاك العالمى، وينتج عنها مالا يزيد على 2% من ثانى اكسيد الكربون، كما ان الإحصائيات العالمية تقدر حجم انبعاثات ثانى اكسيد الكربون من نشاط السفر والسياحة بحوالى 1242 مليون طن، ويقدر نصيب قطاع النقل الجوى بحوالى 660 مليون طن موزعة بنسبة 83.5% اثناء الطيران، 12.5% خلال مراحل الهبوط والاقلاع والحركة الارضية، 2.1% المطارات، 1.9% المراقبة الجوية.
تبلغ سعة خزانات وقود الطائرة الحديثة ايرباص - 380 حوالى 310 آلاف لتر بمدى 15.200 كم، والبوينج 747 - 400 حوالى 220 الف لتر بمدى 13.450 كم، وتستهلك الطائرة فى المتوسط فى كل دقيقة طيران حوالى 60 لترا وتنتج 160 كجم من انبعاثات ثانى اكسيد الكربون، ويؤدى خفض كجم واحد من الوقود الى خفض انبعاثات ثانى اكسيد الكربون بحوالى 3.16 كجم، وكلما زاد سعر برميل البترول دولارا واحدا تزيد تكاليف صناعة النقل الجوى فى العالم بنحو 1.4 مليار دولار سنويا لذا تعمل صناعة النقل الجوى على خفض معدل الاستهلاك من الوقود ففى عام 1985 بلغ متوسط ما تستهلكه الطائرة من الوقود 8 لترات لكل راكب لمسافة 100 كم، وفى عام 2005 اصبح 5 لترات فى الطائرة ايرباص 380، والمستهدف 3 لترات فى عام 2025.
أما فى مصر فقد نجحت أول تجربة مصرية خالصة لتشغيل محرك نفاث باستخدام الوقود الحيوى وذلك فى إطار توجهات وزارة الطيران المدنى لمواكبة الاهتمام العالمى بالحفاظ على البيئة وتحقيق التنمية المستدامة والتوافق مع المتطلبات المحلية والدولية فى مجال الطيران وخاصة فى ظل تزايد الطلب على استخدامات الوقود التقليدى وما يواجه ذلك من تداعيات بيئية واقتصادية وجاء نجاح هذه التجربة نتيجة للتعاون البناء والعمل الدءوب على مدار الأشهر الماضية مع معهد الهندسة وتكنولوجيا الطيران المركز القومى للبحوث ومصنع المحركات بالهيئة العربية للتصنيع ومراكز بحوث البترول وشركات البترول المصرية.
حيث قام اساتذة معهد تكنولوجيا الطيران مع الطلبة بعمل زيارات ميدانية لجميع الجهات المعنية بالدولة فى مجال البحث العلمى وتجارب إنتاج الوقود الحيوى حتى تم النجاح فى انتاج عينات معملية مطابقة للمواصفة الأمريكية ASTM1655 والتى اختبرت واعتمدت بمركز بحوث مصر للبترول بغمرة. وخلصت الى توافر القدرة الإنتاجية الفعلية لانتاج بيوديزل مصرى بمعدل 30 طنا يوميا تحت اشراف واعتماد هيئة Green Fuel الانجليزية، وقد تم اختبار عينات من هذا الديزل الحيوى بنسب خلط حتى 50% بالمركز القومى للبحوث على محرك ديزل بالمركز القومى للبحوث وكانت النتائج إيجابية للغاية . وتم تنفيذ تجربة اختبار الوقود الحيوى على المحرك النفاث يوم 7/7/2015 حيث تم تجهيز محرك من طراز E200 وتم تشغيل المحرك باستخدام الوقود الحيوى مع أخذ قراءات مختلفة للمحرك فى ظروف متعددة وجاءت القراءات متطابقة مع القراءات الطبيعية مع وجود تحسن فى درجة حرارة العادم ومعدل استهلاك الوقود ووقوة الدفع المحرك وكذلك عدم وجود دخان غير طبيعى من مخرج العادم مع تطابق قراءات الاهتزازات الخاصة بالمحرك مع القراءات فى حالة التشغيل بالوقود التقليدى.
وأكد الطيار حسام كمال وزير الطيران المدنى أننا بنجاح هذه التجربة بدأنا الرحلة نحو المستقبل بهدف تأسيس صناعة محلية مستدامة ومجدية تجاريا لوقود الطائرات، وهذه التجربة تمثل ثمرة جهود عام كامل من الحوار المكثف والتعاون البنّاء بين الوزارة ومعهد هندسة الطيران بامبابة وشركات ومراكز بحوث البترول المصرية، إلى جانب مجموعة واسعة من الجهات المعنية بجمهوية مصر العربية.
أضاف الوزير أننا نشعر بالفخر بأن نقدّم مع شركائنا هذه النتيجة المبهرة لاستخدام الوقود الحيوى بالمحركات النفاثة وبأيد وخبرات مصرية خالصة وبمشاركة الشباب المصرى النابغ وهو ما يمثل قفزة تكنولوجية كبيرة فى تاريخ صناعة الطيران المصرية.
وقال الوزير إن ما شهدناه من نجاح هو فرصة هامة لمصر لإيجاد بيئةالعمل اللازمة لابتكار طرق تدعم النمو المستدام طويل الأجل فى قطاع الطيران المدنى فى مصر والمنطقة والعالم أجمع.
وأشار إلى تطلع الوزارة لتنفيذ رحلة تجارية على متن احدى طائرات اسطول مصر للطيران باستخدام الوقود الحيوى بالتعاون مع الجهات المعنية بمصر والشركات المصنعة للطائرات والمحركات التجارية.