في حلقة سابقة نشرنا الخطابات السرية للأنبا غريغوريوس والتي كان قد أرسلها لقداسة البابا شنودة، واليوم ننشر بعض الأفكار التي كان قد طرحها أسقف البحث العلمي والدراسات القبطية لإصلاح الكنيسة وهي للأسف اقتراحات لم تجد آذنًا مصغية لها. ومن الأمور الغريبة أن نجد من بين اقتراحات الأنبا غريغوريوس بالموسوعة رقم (34) التي أصدرتها الجمعية التي تحمل اسمه، واقتراحاً للبابا كيرلس السادس - كتبه في 17 مايو 1959 - يطلب منه السفر إلي أثيوبيا لحل المشكلة التي كانت مثارة وقتها لمطلبه الانفصال عن الكنيسة المصرية، الأمر الذي تحول في حبرية البابا شنودة أن يكون لكنيسة أثيوبيا بطريرك مستقل لأول مرة في تاريخ العلاقة بين الكنيستين ويرسمه بطريرك الإسكندرية ولأهمية هذا الخطاب ننشره كاملا: حضرة صاحب القداسة والغبطة البابا كيرلس السادس. قبلة الخضوع البنوي علي يمني غبطتكم ملتمسًا بركاتكم. يا سيدنا علمت أن قداستكم معنيون الآن بالمشكلة الأثيوبية، وأن اجتماعات عقدت ولا تزال تعقد في هذا الخصوص، وإني أؤمن أن الله الذي اختاركم للمنصب الجليل، سيهبكم الحكمة لتصريف الأمور. يا صاحب القداسة يبدو لي أن الزيارة الرعوية يجب أن تبدأ أولاً، أما المفاوضات فتأتي فيما بعد. وثمة مسألة أخري أضعها تحت نظر غبطتكم، أنه يجب أن نعترف بخطأ جسيم قد ارتكبناه في الماضي، وهو في نظري السبب الرئيسي الذي يكمن وراء المشكلة الأثيوبية. هذا الخطأ هو أننا سوينا من الوجهة الكنسية بين درجة الرئيس الديني لإمبراطورية كبيرة كأثيوبيا، تضم علي ما يقولون نحوًا من عشرين مليون مسيحي، وبين درجة الرئيس الديني لبلدة صغيرة كجرجا أو البلينا أو أخميم، فالرئيس الديني لأثيوبيا في درجة مطران، مثله مثل الرئيس الديني لأي مدينة في بلادنا المصرية، ولو كنا اكتفينا بالنسبة للبلاد المصرية بأن يكون الرئيس الديني فيها بدرجة أسقف، واحتفظنا بلقب مطران أو رئيس أساقفة لعواصم الأقطار التابعة للكرازة المرقسية، مثل الخرطوم وأديس أبابا، وجوهانسبرج (في اتحاد جنوب أفريقيا)، ومدينة القدس، وقل مثل هذا في عواصم البلاد الأخري، مثل أوغندا، ونيچيريا، لكانت كلمة مطران في هذه الحالة لقبًا له معناه باعتباره رئيس أساقفة، يا سيدنا إن لقب أسقف يكاد أن يُلغي الآن من الكنيسة القبطية، ولم يعد في كنيستنا في مصر أسقف إلا في الأديرة، فكان من الطبيعي أن يثور الأثيوبيون ويطالبون بلقب أكبر من لقب مطران. والحل في نظري أن يُمنح الرئيس الديني في أثيوبيا لقب «رئيس أساقفة أثيوبيا» - أصبح الآن بطريرك - ويسام دائمًا في مقر الكرسي الإسكندري الرسولي. ويمنح الحق في رسامة أساقفة بالاشتراك مع الأساقفة الأثيوبيين، بشرط أخذ موافقة البابا الإسكندري وحضور مندوب بابوي بدرجة أسقف. والغريب أن المجمع المقدس برياسة البابا يوساب الثاني البطريرك الراحل، كان قد قرر إرسال هذا المندوب البابوي إلي أثيوبيا، ولكن هذا القرار لم يعمل به. ثم نسير مستقبلاً علي مبدأ الاكتفاء بدرجة أسقف في كل إيبارشيات البلاد المصرية، هاتان مسألتان أضعهما تحت نظر قداستكم للدراسة. وتفضلوا يا صاحب القداسة بقبول عظيم إجلالنا. ومن اللوائح التي طالب بإصدارها ولم يجد أحدًا يستمع لها حتي الآن لائحة انتخاب الأسقف حيث كتب يقول: نحن نحتاج إلي كثير جدًا من اللوائح، علي سبيل المثال لا الحصر، لابد أن تكون هناك لائحة لانتخاب الأسقف، لا يوجد حتي الآن لائحة مضبوطة للأسقف، صحيح يوجد مبادئ عامة قانونية، لكن كلائحة سليمة في اختيار الأسقف وطريقة الاختيار غير موجودة، طبعا الرسامة موجودة، لكن نحن نتكلم عن لائحة لاختيار الأسقف، كيف يُختار؟ أيضًا كيف يُختار البطريرك؟ قد نحتاج إلي لائحة تختص بالطقوس الكنسية، وأخري بالشماسية، وهناك موضوعات تختص بالزواج، وموضوعات أخري تتصل بمشكلة تحديد النسل وما إليها، فالكنيسة محتاجة لأمور كثيرة، مهمة، قسم القانون الكنسي في معهد الدراسات القبطية، التي حددناها في تجميع القوانين الكنسية، وإعادة ترجمتها من أصولها القديمة ترجمة عربية سليمة. وتجميع وتبويب هذه القوانين، ثم المهمة الثانية التقنين، أن نضع تقنينًا جديدًا، لأن المفروض أن يكون هناك مراعاة للظروف الجديدة في الأحوال الجديدة، ففي عملية اختيار الأساقفة لا شك أن هناك خللاً واضحًا علي الرغم من وجود قانون موجود، لكن لأننا في ظروف جديدة فمفروض أن توفي هذه الاحتياجات الجديدة، فمثلا في وقت ما من الأوقات كان يوجد نظام التزكية التي كان يقدمها أراخنة الكنيسة، اليوم نظام الأراخنة تقريبًا غير موجود بالصورة التي كانت مفهومة في العصور القديمة، الأراخنة في المفهوم القديم هم رؤساء العائلات، وهي واضحة خصوصًا في البلاد الأرياف، فتجد المدينة أو القرية عبارة عن أربع أو خمس عائلات فقط، أو قد يكونون عائلتين فقط، عائلات كبيرة وضخمة جدًا ومرتبطين معا بالنظام الآبائي ، هذا النظام الذي كان في الوضع القديم، كان الذي يقوله أب العائلة فكل الأولاد وأولاد الأولاد، وأولاد أولاد الأولاد يوافقون عليه، إذا قال كلمة لا يستطيع أحد أن يقول غيرها، فإذن يكفي هو أن يوافق ومعني ذلك أن كل العائلة الألوف التي وراءه تقول آمين، مؤمنين أن هذا أبوهم ورئيسهم وأنه رئيس العائلة، كان هذا هو النظام القديم، فكلمة أرخن معناها رئيس، رؤساء العائلات إذا قالوا عن فلان الفلاني يصلح أن يكون قسيسًا، أو يصلح أن يكون أسقفًا، يكون معني ذلك أنه فعلا يصلح، وفي القديم كانت الناس أكثر جرأة وصراحة، فرئيس العائلة يقدر أن يقول لا ينفع. في التنظيم الكنسي ومبدأ توزيع العمل والمسئولية: كتب عدد من الاقتراحات أهمها: نطالب قداسة البابا: 1- ألا ينفرد بسياسة الكنيسة 2- أن يوزع الأعمال والاختصاصات 3- ألا يلقي خطابا بل يكتب كل ما يقول قبل أن يقوله 4- أن يقلل من تحركاته وأسفاره 5- أن يرعي صحته وطالب تكوين المجمع الإكليريكي الصغير (مجمع الاثنا عشر): 1- يتألف المجمع الإكليريكي العام من جميع الأساقفة، لكن يجب أن يكون ثمة مجمع صغير، يجتمع مثلا كل شهر للنظر في تدبيرات الكنيسة مع البابا البطريرك. يتألف المجمع الصغير من البابا البطريرك+ 11 أسقفا، 7 منهم علي الأقل هم أقدم المطارنة والأساقفة رسامة، يضاف إليهم 4 من الأساقفة ينتخبهم المجمع الإكليريكي العام، علي ألا تقل سن الواحد منهم عن الخمسين، هؤلاء الاثنا عشر يديرون شئون الكنيسة إدارة جماعية. 2- يرقي الأساقفة الأحد عشر إلي درجة المطران. 3- من بينهم يختارا أ- عميد الأساقفة. ب- سكرتير المجمع المقدس. ج- وكيل للكرازة المرقسية. 4- تمنح لهم صلاحيات الاجتماع مع البابا البطريرك مرة كل شهر هذا إلي جانب رئاسة المجامع الإقليمية. 5- تقسم إيبارشيات الكرازة المرقسية إلي 12 منطقة، بحيث يكون كل واحد من الاثني عشر مسئولا عن منطقة، يجتمع بأساقفة المنطقة للدراسة والعمل نيابة عن البطريرك في اجتماعات دورية. وكذلك تكوين المجمع الإكليريكي العام: 1- يتكون من جميع المطارنة والأساقفة، مضافا إليهم رؤساء الأديرة، ووكيلا البطريركية في القاهرةوالإسكندرية، ومدير الإكليريكية إذا كان كاهنًا. 2- يجتمع المجمع الكبير مرتين في السنة طبقا لقوانين الكنيسة، وإذا دعت الحاجة إلي ذلك يجتمع أكيثر من ذلك. محاكمات رجال الدين: إذا أخطأ شماس أو كاهن يعقد له أسقفه مجمعا من الكنيسة برئاسته لمحاكمته، وكذلك إذا أخطأ الأسقف فليجمع له مطرانه مجمعا من الأساقفة التابعين لرياسته، وكذلك إن أخطأ المطران فليجمع له البطريرك مجمعا من المطارنة لمحاكمته، وتوقع عقوبات علي المخطئ دون تساهل، وتزداد العقوبة حسب الخطأ وحسب الدرجة الكهنوتية.. وعند المحاكمة يقف المتهم أمام المجمع ويترك له حق الدفاع عن نفسه، ثم يتناقش المجمع في الحكم عليه. البابا البطريرك 1- بعد تنصيبه يذهب في اليوم الثالث إلي الإسكندرية، حيث ينصب أيضا، ثم بعد ثلاثة أيام حتي تمام الأربعين يقضيها في الأديرة بالتساوي، أما الكنيسة فتستعد في ظل هذه المدة لحفلة السيامة وعمل الترتيبات اللازمة. 2- يقوم البطريرك بعد ذلك برحلة عامة يبدأها من القاهرة إلي الإيبارشيات وليبدأ من الإسكندرية ثم إيبارشيات الوجه البحري فالقبلي. 3- لابد أن تشمل هذه الرحلة السودان والحبشة والنوبة والخمس مدن الغربية وسائر أنحاء الكرازة المرقسية بما فيها الواحات، دون تفريق بين هذه البلاد وبين بلاد القطر المصري من حيث العناية والرعاية.. ويكون لهذه الرحلة برنامج خاص يحدد فيه علي وجه الدقة، ميعاد بدء الرحلة، وموعد السفر ويعلن ذلك بصفة رسمية لتكون معروفة لدي الجميع، وهذه تكون فرصة لتتهيأ الإيبارشيات لهذه الزيارة، فيتم ترميم الكنائس وإدخال الإصلاحات اللازمة بها، وتكون فرصة لتقوية الروح المعنوية للشعب وتنشيط همة الإكليروس، ويفضل أن تكون مواعيد هذه الرحلات في أيام الفطر. هيئات استشارية متخصصة من الأقباط: 1- قانونيون 2- محاسبون 3- مهندسون بتخصصات مختلفة 4- ممولون ورجال أعمال 5- أطباء 6- صيادلة 7- معلمون وأساتذة جامعات 8- مفكرون وكتاب 9- كهنة 10- شمامسة 11- تجار 12- مهنيون ويفضل أن يشكل المجلس الملي العام والمجالس الفرعية من مجموع هذه الهيئات الاستشارية المتخصصة.