أكد د. مجدى عاشور المستشار العلمى لمفتى الجمهورية ان تحمل الانسان المشقة أثناء الصوم يزيد من ثوابه، وان المسابقات الرمضانية لا يمكن الحكم عليها بالكلية فمنها ماهو مباح ومنه ما هو مرفوض طبقا لقاعدة عدم الغرر. أضاف فى حواره ل«روزاليوسف» أن العبادة فى رمضان لا يمكن ان تكون سببا فى تعطيل الأعمال، وان العمل مقدم على صلاة التراويح إن تعارضا الاثنين، مؤكدا أن الدعاة عليهم دور كبير فى تطبيق الاخلاق الرمضانية كى يكونوا قدوة للناس، وان التهجد لا يعنى الاطالة فى الصلاة وايهام الناس ان تلك الإطالة هى التبتل لله، وفيما يلى نص الحوار: ■ هل للمسلم ثواب أكبر فى رمضان مع قدومه فى فصل الصيف؟ - الصيام عموما أجره عظيم لأنه من الأمور التى تتعلق بظاهر الانسان وباطنه لذلك قال صلى الله عليه وسلم فى الحديث القدسى عن رب العزة عز وجل: «كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فهو لى وانا أجزى به» لذلك فالصوم له أجر كبير وعظيم وهى سنة الأنبياء والمرسلين ويزداد الأجر طبقا لقاعدة الأجر على قدر المشقة فى شهر رمضان إذا كان فى أيام الصيف وقد قال سيدنا على بن أبى طالب عندما سئل عن احب الأعمال اليه فقال: «أكرام الضيف والضرب بالسيف «لرد العدوان» والصوم بالصيف». ■ وما تعليقك على نمط المسلسلات التى لا تراعى حرمة لشهر الصوم؟ وكيف نواجه ذلك؟ - الأصل أن شهر رمضان تجارة رائجة فى تحصيل الحسنات وعمل الطاعات ومحاولة نشر الاخلاق والقيم التى افتقدنا كثيرا منها الآن فى نفوس الشباب بل كل الفئات ولذلك ينبغى أن تكون الأعمال الكلامية أو الفعلية حريصة على هذا الإطار من منظومة القيم والأخلاق حتى يكون الصيام على المستوى الذى طلبه منا الخالق سبحانه وتعالى ويستفيد منه المجتمع فى البناء وإظهار الأخلاق التى هذ أساس كل الشرائع وعلى رأسها الشرع الإسلامى الذى قال عنه صلى الله عليه وسلم «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق». وعلى المسلم من منطلق حريته عليه أن يعلم فى كل عصر أن هناك ما ينشر او يذاع أو يكتب أويقال من الخطأ والصواب والغث والسمين، وينبغى أن يستعمل الانسان تلك الحرية فى ذلك الوقت أن يطلب ما يرتقى به ويساعده على أداء الشعيرة وينصرف عما يبعده عن الجو الروحى الإيمان فى ذلك الشهر الكريم. ■ وما حكم المسابقات الفضائية التى ترتبط بشهر رمضان؟ - هذه المسابقات حكمها يأتى بناء على تصورها فإن كانت خالية من الضرر والغرر والغش والتدليس فهى مباحة لا شيء فيها أما إن اعتراها غرر او شىء من هذا فينبغى أن نقف عندها حتى نتبين حقيقتها وهذا يأتى من خلال فهم واقع هذه البرامج. ■ وما افضل طريقة لقضاء رمضان؟ - أفضل طريقة لقضاء رمضان هو ان يعتقد الإنسان اولا أن شهر رمضان هو شهر للعلم وليس للكسل وان شهر رمضان فيه مزيد أمل وليس لليأس وان يقوم فيه بالواجبات التى أنيطت به على أن يزيد فى عبادته لربه والعبادة هنا بمعنى المعاملة مع الله ومع الخلق، ومن السنن فيه أن يصوم الإنسان نهاره كما كان يصومه صلى الله عليه وسلم من غير كذب أو زور أو غيبة أو نميمة أو بخس لحقوق الآخرين وان يتعود منه التنظيم والنظام فى الطعام من خلال ترتيب الوجبات وعدم الاسراف فى الطعام وكذلك قوم ليله ليظل الانسان على علاقة بربه فى الليل والنهار وكل ذلك فى نطاق ان العبادة تشمل عمله كما تشمل تعبده. ■ وكيف يمكن للمسلم المحافظة على التراويح والالتزام فى الوقت نفسه بالعمل؟ إذا تعارضت صلاة التراويح مع الالتزام بالعمل فينبغى ان نقدم الالتزام بالعمل لأنه واجب على الانسان ولأنه يقضى به مصالح الناس بينما صلاة التراويح سنة فى أصلها، فمن فاتته التراويح فى جماعية فليصلها وحده والله يعلم منه أنه قد فاتته الجماعة بسبب ما قام به من أعمال فى خدمة الناس وكما ان الانسان مكلف بالعبادة فهو مكلف بعمارة الأرض والعمل فى مصالح الخلق. ■ وما المطلوب من الدعاة فى هذا الشهر؟ - المطلوب من الدعاة فى رمضان أن يكونوا قدوة حقيقية للناس لأنه يشتمل على أكثر من عبادة فيشتمل على الصلاة والصيام والزكاة والصدقات كما يشتمل كذلك على صلة الأرحام والشعور بالآخرين فالداعية دوره هنا التشبه بالنبى صلى الله عليه وسلم فى رمضان فليفعله بنفسه ليرى الناس منه ذلك حيث كان صلى الله لعيه وسلم كان يداوم على قراءة القرآن فى رمضان ويزداد سخاءه فى هذا الشهر حتى وصفه الصحابه فى الحديث الصحيح انه كان أجود ما يكون فى رمضان وأجود من الريح المرسلة. وعلى الداعية ان يرى للناس من نفسه التحمل والصبر وإظهار القيم التى تنتج عن الصوم وأهمها التواصل والرضا والتحمل. ■ وكيف نحقق الفوز بفضل رمضان؟ - يمكننا ان نحقق الفوز بشهر رمضان من خلال التشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم فى صيامه وقيامه، وليس معنى القيام أن نشدد على الناس ونطيل بهم الصلوت ونظهر لهم أن هذا هو التبتل والقيام الحقيقى فالقيام يتحقق بركعات معددوات لا نطيل فيها خاصة على الناس لأننا أمرنا أن نحبب الناس فى عبادة الله وان نحببهم فى مغفرة الله ورحمته وألاننفرهم عن الله من خلال التعنت فى طاعته تعالى وايضا نفوز إذا حققنا ما هو مطلوب منا فى هذا الشهر الكريم صبر وحلم وعطاء وسخاء وكرم اخلاق وصلة أرحام ومساعدة محتاج ومراعاة شعور الآخرين كل ذلك من عبادة رب العالمين إن فزنا بواحدة منها وظلت معنا فى عامنا فقد حققنا شيئا كبيرا من أهادف شهر الصيام.