العمال.. هم الثروة الحقيقية لهذا البلد.. فى عيدهم.. يطالبون الحكومة بتوفير أدنى متطلبات الحياة الآدمية.. ومراعاة البعد الاجتماعى والاقتصادى الذى يعيشون فيه.. كل حلمهم هو الأجور المناسبة للغلاء الاقتصادى.. ولقمة عيش آدمية.. ومياه نظيفة.. خامات للإنتاج.. تنشيط الصناعات المحلية خاصة الصغيرة والمتوسطة والتى تشغل أكثر من 80٪ من الصناعات المصرية.. «روزاليوسف» حاورت العمال من داخل الورش والمطابع وغيرها.. نقلت مطالبهم للمسئولين.. وعليهم الإجابة. قال عصام عبده 43 عامًا حرفى بإحدى ورش الصناعات الجلدية إن فئة الحرفيين تعانى من غياب التأمينات الصحية والاجتماعية وأى ضمان لحياة كريمة تمكن الإنسان من العيش بآدمية، رغم دورهم فى العمل بما يفيد الدولة، وأنه أصيب منذ 5 أشهر بمرض السكر وذهب لمستشفى عام ولكنه لم يحصل على العلاج بالمجان وذلك لأنه غير مُؤمن عليه صحيًا، بالإضافة إلى أن راتبه لم يكف لتلبية كل احتياجاته الخاصة كزوج ورب أسرة، إذا أغلقت الورشة التى هى محل عمله الآن سيصبح مُشردا فى الشوارع من غير مأوى. ولفت إلى أن تلك الفئة مهملة من الدولة، لأن الحرفيين لا توجد لديهم نقابة تتكفل بمشاكلهم وتتولاها، مضيفًا: أنه يعمل بهذه المهنة منذ 25 عامًا وأنه مازال يسكن بالإيجار. بينما طالبت فوزية محمد عاملة نظافة بمترو الأنفاق الحكومة بأن توفر لها وللعاملين بالهيئة الفرص الذين ينتظرونها لتوظيف أبنائهم وتوفير السكن الذين يبحثون عنه بأرخص الأسعار، مشيرة إلى أنها تعول أسرة مكونة من 5 أفراد وراتبها 800 جنيه وزوجها بالمعاش يحصل على 600 جنيه أى محصلة الراتب 1400 جنيه لا تكف متطلبات أى أسرة، لذلك طالبت بزيادة الأجور والمعاشات. وعلى جانب آخر قال محمود الليثى عامل نظافة بمترو الأنفاق إنه يعمل بالهيئة منذ 19 عاما ويأمل فى توفير لقمة العيش الكافية لأهل بيته، وقوته بشكل آدمى وأن يوفر لهم قطعة لحم مرة كل شهر. وأفاد المهندس محمد المرشدى رئيس غرفة الصناعات النسيجية باتحاد الصناعات المصرية بأن العمال يحتاجون بيئة مهيأة للإنتاج والعمل لإعادة مجد الغزل والنسيج الذى أهدر منذ سنوات، لافتًا إلى ضرورة توفير الحماية والدعم للصناعات الوطنية والحفاظ على العمل عن طريق إقامة للعمال بالمصانع لتوفير الوقت، مشيرا إلى المؤتمر الذى انعقد منذ 3 أشهر لحل مشاكل العمال بين النقابة العامة للغزل والنسيج واتحاد العمال ورؤساء المصالح النسيجية، وطالب فيه بحل مشاكل الغزل والنسيج، لافتًا إلى أن المشكلة مرتبطة بتوفير المناخ الذى يساعد على العمل وليس بالنسيج فقط، وأن المناخ غير المستقر سيسبب خطرا دائما على حماية العامل والمصانع من التهديدات التى تحاصرها سواء بالغلق أو التشريد. وعلى صعيد آخر قال حمادة القليوبى صاحب مصنع غزل ونسيج بالمحلة الكبرى إن كل ما يهم العمال هو رفع الأجور والمرتبات التى يعتمدون عليها فى بناء حياتهم ومعيشتهم الكريمة، مشيرًا إلى أن من حق العامل أن يطلب كل ما يريده ولكن توجد أصول للعمل يجب توفيرها من الجانبين، كما يحتاج العمال الاستقرار فى العمل والحياة وتوفير الأمن والأمان وتطبيق القانون حتى يكون رادعا لمن يخالفه. وأشار القليوبى إلى أن احتجاجات العمال على عملهم تضر بالعمل سواء كان حكوميا أو خاصة وأن الاحتجاج يقتل صاحب العمل فى إنتاجه، وتوجد علاقة وثيقة بين العمل والعامل فلا يوجد عمل بدون عامل ولا عامل بدون عمل وإذا حدث خلل بأحدهما ضاع الاقتصاد. وفى نفس السياق عدد صاحب مصنع لطباعة المنسوجات بالقليوبية يدعى مجدى المشاكل الأساسية التى تواجه أى صناعة وتتمثل فى غياب المرافق ومن أهمها الكهرباء، وهى العمود الفقرى لأى صناعة فمشكلة الكهرباء تكمن فى انقطاعها بشكل مستمر، بغض النظر عن زيادة أسعارها غير المتوازى مع الإنتاج ونفقات العمال. وأضاف: أن عدم وجود عمالة تفهم الصنعة من أهم مشاكلنا وهو ما يترتب عليه استقدام عمالة غير مدربة وليس لديها خبرة يتم تدريبها على العمل والصنعة وتصبح عبئا زائدا علينا لأن تدريبها يأخذ الكثير من الوقت مما يعيق عجلة الإنتاج والتسويق، بجانب ارتفاع عوائد الضرائب بنسبة 5% عن الطبيعى لتصبح 25% من صافى الربح رغم غلاء الأسعار فى كل شىء مما يعيق المنافسة مع المنتجات المستوردة من الصين وغيرها، ويؤثر على المنتج المحلى الذى أعطاه الرئيس عبدالفتاح السيسى أهم أولوياته وذلك بتقليل الاستيراد والرقابة على جودة على المنتج المستورد فى الجمارك وتشجيع المنتج المصرى. أما منير فريد 62 سنة مندوب تسويق بأحد المصانع فيقول أنا خرجت إلى المعاش منذ عامين وأحصل على معاش من الحكومة بقيمة 700 جنيه أدفعها إيجار للشقة التى أسكن فيها مع أسرتى، حيث تتراوح أسعار الإيجارات بين 500 و1000 جنيه فى الوقت الحالى مما اضطرنى للعمل فى هذه السن لتوفير نفقات الحياة، ومن أهم مطالبى فى عيد العمال من المسئولين النظر للعمال أصحاب المعاشات أقل من 1200 جنيه، وأشار منير إلى أنه عندما خرج إلى المعاش حصل على 11 ألف جنيه كمكافأة لنهاية الخدمة ولديه 3 بنات وولد قام بزواج 3 منهم متسائلا: كيف لى أن أزوج آخر بناتى وأنا بهذه الحالة وما زلت مديونا بسبب زواج أبنائى السابقين؟ «أنا عاوز أتجوز» هكذا بدأ الميكانيكى محمد الشهير «بسوكة» كلامه حيث إنه يبلغ من العمر 35 سنة ولم يتزوج حتى الآن لأنه يواجه مشكلة كبيرة مع صنعته وهى انعدام مصدر الدخل خاصة بعد عمليات الإحلال والتجديد التى حدثت فى الفترة الأخيرة بعالم السيارات لأن غالبية المواطنين الآن يشترون السيارات الحديثة ويبتعدون عن المستعمل الذى يسبب لهم الكثير من المشاكل ويذهبون لمراكز الصيانة المعتمدة وذلك للابتعاد عن قطع الغيار المضروبة التى ملأت الأسواق. فيما اشتكى وائل السعداوى 40 سنة سباك صحى من عدم وجود عمل بسبب الركود الذى حدث فى مجال المعمار فى الفترة الأخيرة من خلال ارتفاع أسعار الأراضى والحديد والأسمنت وغيرها مما اضطر الكثير من المقاولين ومهندسى البناء للتوقف عن العمل فى المعمار، وأضاف أن الكثير من الصنايعية عزفوا عن العمل بالصنعة واتجهوا للعمل كسائقين على ال«توك توك» لسهولته مما يتسبب فى انقراض الصنعة، مطالبا بتأسيس جمعية خاصة لصغار الصنايعية لتلبى احتياجاتهم من العمل والاهتمام بالصحة والتأمين عليهم والتدخل لحل المشكلات والأزمات التى تواجههم. وفى المقابل قال حسام أحمد سباك ألومنيوم بأحد المصانع إنه مؤمن عليه منذ 17 عامًا ويطالب الحكومة بتوفير الخامات لأن ندرتها بمثابة الخطر على المهنة، مشيرًا إلى أن مصنعه يواجه انخفاضا فى السيولة التى تؤثر على الإنتاج.