شهدت القمة العربية ال26 التى تعقد حالياً بشرم الشيخ حضوراً واسعاً من القادة العرب حيث شارك فى جلسة الافتتاح بالأمس 14 ملكا وأميرا ورئيس دولة، بالإضافة إلى ثلاثة رؤساء حكومات فيما كان مقعد سوريا شاغرا. وبعد تسلم الرئيس عبد الفتاح السيسى رئاسة القمة العربية فى دورتها السادسة والعشرين من دولة الكويت، القى عدد من الملوك والرؤساء خطابات. وفى كلمة العاهل السعودى الملك سلمان أمام القمة العربية قال: «قبل أيام شهدت هذه المدينة انعقاد المؤتمر الاقتصاد العالمى الذى لمسنا فيه وقوف المجتمع العربى والدولى إلى جانب مصر الشقيقة واليوم نجتمع للتشاور فى سبيل الخروج من الأزمات السياسية والأمنية التى تعانى منها العديد من الدول العربية والتصدى لمختلف التحديات التى تواجهنا». وأضاف إن الواقع المؤلم الذى يعيشه عدد من الدول العربية من إرهاب وصراعات داخلية وسفك للدماء نتيجة حتمية للتحالف بين الإرهاب والطائفية الذى تقوده قوى إقليمية أدت تدخلاتها السافرة لمنطقتنا العربية لزعزعة الأمن والاستقرار فى بعض دولنا. وحول الوضع فى اليمن قال إن التدخل الخارجى فيه أدى لتمكين الحوثيين من الانقلاب على السلطة الشرعية واحتلال العاصمة، وتعطيل استكمال تنفيذ المبادرة الخليجية التى تهدف الحفاظ على أمن اليمن، ووحدته واستقراره، ولقد جاءت تلبية دول مجلس التعاون الخليج العربى إلى دعوة الرئيس عبدربه منصور هادى إلى عقد مؤتمر الحوار فى الرياض من أجل الخروج باليمن، مما هو فيه إلى بر الأمان وما يكفل عودة الأمور إلى نصابها فى إطار المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية التى تحظى بتأييد عربى ودولي. وفى كلمة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر المبارك الصباح قال: إن المشهد السياسى فى الوطن العربى يزداد سوءًا وتعقيدًا، ولكن العزاء أمام كل ذلك أن من سيتولى قيادة العمل العربى المشترك فى المرحلة المقبلة هو الرئيس عبد الفتاح السيسى. وأضاف إن المشهد السياسى فى الوطن العربى يزداد سوءا وتعقيدا سواء ذلك بالتصعيد الذى رافق الوضع فى ليبيا أو التدهور الأمنى الذى يعانيه الأشقاء فى اليمن، ولكن العزاء أمام كل ذلك أن من سيتولى قيادة العمل العربى المشترك فى المرحلة المقبلة فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى نثق فى أنه سيضع إمكانات مصر وقدراتها فى خدمة قضايا أمتنا العربية». من جانبه قال الرئيس اليمنى عبدربه منصور هادى «حضرتُ إِليكُم وقَلبى يعتصرُ ألماً وحسرةً على وطنى وشعبِنا العظيم الذى يحلمُ أبناؤهُ بوطنٍ آمنٍ ومستقرٍ ويطمحُ لِغَدٍ أجملَ وأروع فى ظلِ دولةٍ مدنيةٍ اتحاديةٍ حديثة تَستلهمُ أسسها من مخرجاتِ مؤتمرِ الحوارِ الوطنى الشامل الذى انقَلبت عليه ميليشياتُ الحوثّى وحلفاؤها فى الداخلِ والخارج». وأضاف نتيجةً لتلكَ الأوضاع التّى شَهدتها العاصمةُ صَنعاء وبعدَ حِصارِنا شخصياً لقرابةِ الشهرين، وبتوفيقٍ من اللهِ وعونهِ وتعاونِ الشُرفاء من أبناءِ شَعبِنا استَطعنا الخروجَ من صنعاء والوصولَ لمدينةِ عدنَ ومارسنّا مِنها سُلطاتِنا الشرّعية كرئيسٍ للجمهوريةِ لتجنيبِ اليمنِ الخرابَ والدمار وويلاتِ الحروب، وقد قَررنا نقلَ العاصمةِ السياسيةِ مؤقتاً إلى عدن لممارسةِ مؤسساتِ الدولة وظائِفها بشكلٍ طبيعي، وكنتُ قد عَقدتُ العزمَ على مواصلةِ مهامى كرئيسٍ للدولةِ لإنجازِ ما تبقى من المبادرةِ الخليجيةِ وآليتِها التنفيذيةِ ومخرجاتِ الحوارِ الوطنى وصولاً إلى إقرارِ الدستورِ وإجراءِ الانتخاباتِ الرئاسيةِ والبرلمانيةِ فى مدةٍ زمنيةٍ محددة، حتى يتمكنَ شعبُنا من تجاوزِ الأزمة والانتقالِ إلى بناءِ الدولةِ الاتحاديةِ الحديثة. من جانبه طالب الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، فى كلمته أمام القمة العربية ال26، السبت، القادة العرب بالموافقة على مشروع قرار إنشاء قوة عربية مشتركة. وقال العربى ان هذا القرار سابقة تاريخية فى تاريخ العمل العربى المشترك.