تشهد العاصمة الليبية طرابلس حالة من التأهب القصوي خاصة بعد أن تعرضت المدينة لعدة ضربات من حلف الناتو أدت إلي إصابة البعض ومقتل آخرين في عدة مناطق وكذلك بعد استيلاء الثوار علي نقطة حدودية مع تونس قريبة من رأس جدير المعبر الرسمي بحوالي مائتي متر مما أدي إلي انتشار الأكمنة علي طول الطريق من رأس جدير إلي طرابلس مروراً بالزاوية وصبراتة وصرمان وزلطة بمعدل كل مائة متر كمين من المتطوعين واللجان الشعبية ولكن رغم القصف الجوي فإنه يصاحبه انتعاش في الأسواق الليبية حيث قامت السلطات بإغراق السوق الليبية بالسلع والمواد الغذائية وحركة البيع والشراء تسير بصورة طبيعية حيث وصلت إلي ميناء طرابلس البحري سفينة شحن محملة بواحد وثلاثين ألفاً و509 أطنان من الأرز مما يؤكد حركة السفن بصورة طبيعية علي الرغم من احتجاز الناتو لإحدي السفن لعدة ساعات وتفتيشها قبل دخول الميناء تحسباً إلي دخول أسلحة بها، وعلي الجانب الآخر ارتفع عدد المهاجرين غير الشرعيين حسبما أكد لنا مصدر ليبي من شمال إفريقيا إلي الجنوب الإيطالي خلال الأسبوع الماضي إلي أكثر من ألف مهاجر من بينهم 70 سيدة إلي جزيرة لامبيدوزا ومن المنتظر أن تشهد الأيام المقبلة طوفانًا من المهاجرين لعدم إحكام السلطات الليبية علي المنافذ. وعلي الصعيد المصري في ليبيا كان للسفارة المصرية دور كبير في إجلاء عدد من الرعايا حسبما أكد عبداللطيف اللابح نائب السفير المصري في ليبيا أن إجلاء المصريين في بدايته كان فوق إمكانياتنا، وفوق إمكانية الدولة، فمصر لديها 2 مليون مصري علي الأراضي الليبية ومعظمهم يريدون السفر إلي القاهرة بأي وسيلة، وقالوا إننا نتقاعس في عملية الإجلاء، وأكبر دليل علي ما نقوله أن الصين كان لها 35 ألف مواطن ولم يتمكنوا من إجلائهم مرة واحدة. وقالت الصين: إنه بإتمام إجلاء جميع رعاياها سيكون ذلك أكبر عملية إجلاء لرعاياها في تاريخها. وكذلك الحال بالنسبة لتركيا والتي كان لها 18 ألف مواطن وقالت أيضاً: إنه بالانتهاء من إجلاء جميع رعاياها في ليبيا سيكون أكبر عملية إجلاء في تركيا. متسائلاً كيف يتم إجلاء جميع المصريين البالغ عددهم مليوني مصري والذي يتضاعف أعداده علي هذه الدول. وقال: إنه في اليوم الثاني من اندلاع الثورة في ليبيا ذهبت إلي مطار طرابلس للبدء في إجلاء الرعايا، وجدت أكثر من 5 آلاف مصري في المطار، وحين دخلت المطار سمعت أصواتاً ترتفع مما يدل علي زيادة الأعداد وهتفوا ضد الحكومة المصرية والسفارة ملوحين بالاتهامات بعدم الاهتمام بالمصريين وعدم توفير الطائرات اللازمة لنقلهم قائلاً: هم معذورون في ذلك بسبب الظروف التي هم فيها». ويسرد اللايح: إنه في أول أيام الأزمة وفرت مصر رحلتين يومياً لإجلاء ما يقرب من 300 مواطن مصري، في حين أن الأعداد بالآلاف وذلك قبل الحظر، إلا أن اتخذت الدولة قراراً وذلك بعد تحرك الدكتور نبيل العربي وزير الخارجية المصري مع المجلس الأعلي للقوات المسلحة، فتم توفير جسر جوي مكون من 20 طائرة وظل ذلك الجسر الجوي حتي تم فرض الحظر الجوي علي ليبيا، وبالتوازي مع ذلك تم إجلاء العديد من المصريين عن طريق البحر والبر. وأضاف اللايح: أرسلت القوات المسلحة العديد من المراكب عن طريق البحر، كما ساهمت تركيا أيضاً في مساعدة إجلاء الرعايا المصريين من ليبيا.