«عبد الشافى».. آخر المحترفين المصريين فى السعودية

فى الوقت الذى خسرت فيه كرة القدم المصرية كبار نجومها المحترفين فى سن صغيرة، إما بسبب عدم الالتزام تارة، أو مطاردة الاصابة تارة أخرى، كما حدث مؤخرًا مع عمرو زكى وأحمد حسام ميدو ومحمد زيدان وغيرهم الكثير، يسير على النقيض الظهير الأيسر الدولى لنادى الزمالك محمد عبد الشافى، المعار إلى نادى أهلى جدة السعودي، والذى قدم أداء جيدا، وأخلاقا والتزاما منقطع النظير، ساهم فى إصرار الجانب السعودى على خطف اللاعب بشكل نهائي، لضمه لصفوف الأهلى.
ويدرس مجلس إدارة نادى الزمالك خلال الأيام المقبلة، العرض المقدم من أهلى جدة للتعاقد مع عبد الشافى بشكل نهائي، حيث تنتهى فترة الإعارة بنهاية الموسم الجارى، بعد أن استعار أهلى جدة عبدالشافى لمدة 8 شهور، وبقيمة مالية وصلت إلى نحو مليون و200 ألف دولار، يبدو أن النادى السعودى فى طريقه لإبقاء اللاعب فى صفوفه، خاصة فى ظل العرض المادى المغرى المقدم للزمالك، وتتجه إدارة الأخير لبيع عبد الشافى بعد التعاقد مع ظهير أيسر حرس الحدود عمر سعد لمدة 5 مواسم، تبدأ من الموسم المقبل، فى صفقة انتقال حر بعد انتهاء عقده مع ناديه، إذ تألق سعد بشكل واضح مع فريقه فى الموسم الحالى.
ونجح عبد الشافى ظهير أيسر أهلى جدة فى ضربة البداية خلال مسيرته الاحترافية الجديدة فى الدورى السعودى بعد أن وضع بصمته فى فوز فريقه على الغريم التقليدى النصر 2-1 فى الكلاسيكو خلال لقاء الجولة السابعة للدورى بمدينة الملك عبد الله الرياضية.
وجاء تألق عبد الشافى فى أول لقاء له مع فريقه ليؤكد تألق اللاعبين المصريين فى الدورى السعودى إلا قليلاً، فجميع اللاعبين الذى انتقلوا إلى الأندية السعودية على سبيل الإعارة كانت لهم بصماتهم الواضحة والمميزة، بداية من أشرف قاسم نجم فريق الزمالك الذى انتقل إلى فريق الهلال.
ولعل الأندية السعودية حفلت باستقدام أفضل العناصر المصرية فى السنوات الأخيرة والتى شهدت على سبيل المثال وليس الحصر، تألق نجم نادى الزمالك الدولى أشرف قاسم خلال موسم 1984 فى فريق الهلال السعودي، ونال لقب أفضل مدافع، وثانى أفضل لاعب فى الدوري، إلى جانب فوزه بعدد من الألقاب الشخصية فى مصر، وعاد بعدها قاسم إلى الدورى السعودى عبر النادى الوطنى.
فى موسم 2001 أشاد البلجيكى لوكا مدرب فريق الاهلى السعودى بصفقة التعاقد التى اتمها ناديه مع مدافع الاسماعيلى رضا سيكا، وقال انها صفقة ناجحة بكل المقاييس وسيكون اللاعب ركيزة قوية فى دفاع الفريق، حيث تعاقد الاهلى مع سيكا لمدة عام مقابل 600 الف دولار تشمل مقدم العقد للزمالك واللاعب معا والرواتب الشهرية.
أنتقل محمد بركات من الإسماعيلى عقب التتويج بالدورى المصرى فى موسم 2001-2002 لأهلى جدة، واستطاع بركات الوصول مع الأهلى إلى نهائى الدورى السعودى وخسر أمام الاتحاد فى ديربى جدة 3-2 فى مايو 2003، كما نافس مع فريقه فى البطولات العربية.
وأنهى نادى اتحاد جدة فى 2004 اجراءات التعاقد الرسمى مع الظهير الأيمن الدولى بالزمالك اسلام الشاطر ولعب الشاطر للنادى الاسماعيلى قبل أن ينتقل إلى الزمالك وتمت اعارته موسما إلى اتحاد جدة ليقدم مستوى مرضياً ويعود بعدها الزمالك لكنه وجد ثغرة فى عقده مكنته من الانتقال إلى فريق الاهلى المصرى. وتعاقد النصر السعودى فى 2004 مع مدافع الاسماعيلى عماد النحاس لمدة اربعة اشهر مقابل مئة الف دولار يحصل عليها النادى كاملة وكان يشرف على تدريب الفريق فى تلك الآونة المصرى محسن صالح.
لعب عماد متعب مهاجم الأهلى المصرى لفريق الاتحاد موسم 2008-2009 وسجل 13 هدفا مع الفريق فى 21 لقاء، وكان متعب افتتح أهداف الاتحاد فى موسم 2008-2009 فى مرمى الرائد فى المباراة التى انتهت 5-1 لفريقه.
وانتقل حسام غالى الى صفوف النصر بعد نهاية مسيرته مع توتنهام هوتسبير الانجليزى فى يناير 2009 وبقى مع الفريق لمدة موسم ونصف الموسم حتى عاد لصفوف الأهلى.
وانضم أحمد على لصفوف الهلال قادماً من الإسماعيلى على سبيل الإعارة فى يناير 2011، ووصفه رئيس نادى الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد بالصفقة الرابحة، وسجل على فى شباك الشباب والاتفاق بالدورى والفيصلى بكأس خادم الحرمين الشريفين والجزيرة الإماراتى بدورى أبطال آسيا.
أيضًا هناك حسنى عبد ربه الذى خاض تجربتين مختلفتين بالدورى السعودي، حيث لعب فى صفوف اتحاد جدة على سبيل الاعارة من يناير حتى يوليو 2012، قبل ان ينتقل لصفوف النصر السعودى على سبيل الاعارة موسم 2012-2013.
ونجح نادى العروبة السعودى عام 2013 فى الظفر بخدمات لاعب الوسط الدولى إبراهيم صلاح، الذى قضى خمسة أعوام بين جدران الزمالك، فى صفقة انتقال حر بعد انتهاء عقده مع ناديه الأسبق الزمالك، ليعود اللاعب الى الزمالك عقب هبوط العروبة الى دورى الدرجة الأدنى.
وإذا كان محمد عبد الشافى قد نجح فى ترك بصمة واضحة فى صفوف الزمالك قبل الرحيل إلى أهلى جدة، فاللاعب مؤهل للتألق والنجاح أيضاً فى التجربة السعودية لعدة أسباب، أولها هى أن عبد الشافى من اللاعبين الملتزمين أخلاقياً خارج وداخل الملعب، فلم نسمع من قبل عن مشكلة أثارها مع أى شخص فى الزمالك أو حتى غزل المحلة فريقه القديم.
وثانى الأسباب أن اللاعب من أفضل العناصر الفنية التى تجيد اللعب فى مركز الظهير الأيسر سواء دفاعا أو هجوما وسيكون إضافة فنية لفريقه السعودي، أما ثالث العوامل خاص باللغة ووجوده فى دولة عربية شقيقة سيسهل عملية الاندماج السريع مع باقى زملائه فى الفريق والتواصل معهم ومع الجهاز الفني، ورابعاً وجود جالية مصرية كبيرة فى السعودية ستؤازر اللاعب وتسانده وتقدم له الدعم فى مشواره بالدورى السعودي.
يبقى محمد أبوتريكة نجم الكرة المصرية والنادى الأهلى السابق الذى أستعصى على الكرة السعودية، فلم ينجح نادى الهلال فى خطفه أكثر من مرة، وتحديدا طوال خطواته الناجحة والمبدعة سواء فى مسيرته الحافلة بالأهداف والبطولات مع النادى الأهلى أو المنتخب الوطنى المصرى.