"مربط الفرس أننا نحيا زمن انحدار الرأسمالية والثورة العالمية"، هكذا يخبرنا هشام قشطة المحرر العام لمجلة "الكتابة الأخري" غير الدورية والمستقلة، في عددها الثاني الصادر حديثا، ويخبرنا أيضا أنه حرص مع إدارة التحرير علي الإسراع ببلورة رؤي جديدة تخص الثورة، رؤي يقدمها مثقفون ثاروا في ميدان التحرير، واكتشفوا أن تلك الثورة أسقطت العديد من الأوهام، أوهام "ما بعد الحداثة"، وأوهام"انتهاء عصر الثورات والمتاريس"، وأوهام "جبروت السلطة المعاصرة". عدد المجلة مختلف عن تلك الإصدارات التي ظهرت عقب قيام "ثورة 25 يناير"، ومنها كتيبات تحوي أشعار الثورة وشعاراتها، وكتب تأريخية ترصد تفاصيل أحداث ميدان التحرير وما رافقه من بيانات سياسية رسمية وغير رسمية، وأخري أدبية كتب فيها أصحابها مشاهداتهم بلغة أدبية محضة، ومصدر اختلافه هو تناوله للثورة من وجهات نظر فنية مختلفة، مثله مثل ميدان التحرير، فهناك الدراسات كالتي يقدمها عبده البرماوي بعنوان"أولئك الذين ولدوا في الميدان"، أو التي يقدمها أشرف يوسف بعنوان "الهتافات واللافتات في الثورة المصرية". بالإضافة إلي "رؤي"، كتب فيها الدكتور سامر سليمان عن "الوداع يا نظريات تبرير الاستبداد"، كما كتب الروائي عزت القمحاوي عن "الفرد في مواجهة العصابة" وآخرون، وفيها مكان للكاريكاتير بريشة الفنان عمرو سليم جاء تحت عنوان "قبل..بعد الثورة" وضم ما يقرب من 25 رسما كاريكاتوريا، أعقبه شهادات ويوميات لأربعين أديبا شاركوا في الثورة منهم: إبراهيم عبد المجيد وإبراهيم فرغلي وأحمد زغلول الشيطي وأحمد اللباد ورؤوف مسعد وسلوي بكر وشيرين أبوالنجا ومحمد المنسي قنديل ومكاوي سعيد ويوسف رخا وغيرهم. إلي جانب مجموعة من الصور الفوتوغرافية، بعضها تم تداوله في وسائل الإعلام المختلفة وبعضها ينشر للمرة الأولي، بعدسة عادل وسيلي وجيهان عمر وإسلام العزازي وتحسين بكر ومحمد حمدي، تعقبها نصوص شعرية ونثرية كتبها إبراهيم عبد الفتاح وحمدي الجزار وعبدالرحيم يوسف وآخرون، ولم يفت العدد ترجمة بعض النصوص والقصائد التي كتبها كتّاب عالميون عن الثورة مثل خورخي لويس بورخيس، ورودلفو ألونسو وتشي جيفارا وغيرهم، ومن ترجمة أحمد يماني.