سلسلة من الفيروسات ظهرت خلال السنوات القليلة الماضية بدأت ب«سارس» و«أنفلونزا الطيور» و«أنفلونزا الخنازير» ثم «كورونا» وانتهاء «بالإيبولا» وتراوحت قوة كل فيروس منها على الفتك بالمريض وأكد خبراء الصحة أن فيروس «إيبولا» قد يكون الأكثر تطورا وتأثيرا على المريض الذى قد يودى بحياته إذا لم تتخذ الإجراءات اللازمة لمواجهة الإصابة بالفيروس كما أكد الخبراء أنه قد لا ينفع العلاج المريض حيث إنه يؤدى إلى وفاة نسبة كبيرة من المصابين حيث أكدت منظمة الصحة العالمية أن فيروس إيبولا مرض وخيم غالبا ما يكون قاتلا إذ يصل معدل الوفاة فى صفوف الحالات إلى 90٪. وأضافت منظمة الصحة العالمية فى بيان لها ان هذا المرض من أشد الامراض فى العالم ويتطلب المصابون بالمرض رعاية دائمة مركزة وأوضحت ان أكثر الاشخاص تعرضا للعدوى هم العاملون فى مجال الرعاية الصحية وأفراد الاسر والمخالطون القريبون للمرضى والمتوفين وينقل المصابون بالمرض عدواهم الى الآخرين طالما أن دماءهم وافرازاتهم حاوية على الفيروس، والإيبولا فيروس حاد يتميز بإصابة الفرد بالحمى والوهن الشديد والآلام فى العضلات والصداع والتهاب الحلق ومن ثم التقيؤ والاسهال وظهور طفح جلدى واختلال فى وظائف الكلى والكبد والاصابة فى بعض الحالات بنزيف داخلى وخارجى وتظهر النتائج انخفاضا فى عدد الكرات البيضاء والصفائح الدموية وارتفاعا فى معدلات افراز الكبد. ولان فيروس الايبولا وغيره من الفيروسات شديدة الخطورة مثل كورونا وسارس وأنفلونزا الطيور وأنفلونزا الخنازير تنتقل عن طريق العدوى بالاختلاط فإن وجود الاشخاص فى أماكن انتشار المرض أو انتقال أحد المصابين الى تجمع بشرى ويؤدى الاختلاط الى العدوى والاصابة ولذلك تأخذ الدول المختلفة وبالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية احتياطاتها لتجنب وجود رعاياها فى الأماكن المصابة بالفيروسات واتخاذ الاجراءات اللازمة فى حالة ضرورة انتقال اشخاص دولة ما الى الدولة التى ينتشر بها المرض كما تتخذ إجراءاتها حيال رعايا تلك الدول حال قدومهم إليها ولان موسم الحج جامع للمسلمين الذين يأتونه من كل دول العالم تكون هناك احتمالات لانتقال المرض بين الحجيج لذلك تقوم المملكة السعودية باتخاذ احتياطاتها لمنع انتشار المرض خلال موسم الحج حيث إنها اعتادت على إعلان حالة الطوارئ كل عام فى السنوات القليلة الماضية لمواجهة الفيروسات الفتاكة ومن انتقالها للحجيج، وعن الفيروسات وطبيعتها وخطرها وأسباب انتشارها يقول الدكتور عمرو فطين استاذ الكبد والجهاز الهضمى بكلية طب جامعة عين شمس إن عدوى الإيبولا تنتقل الى الانسان بملامسة دم الحيوانات المصابة بالمرض، أو افرازاتها أو أعضائها أو سوائل جسمها الاخرى، موضحا أنه فى أفريقيا وثقت حالات اصابة بالعدوى عن طريق التعامل مع قرد الشمبانزى والغوريلا وخفافيش الفاكهة والنسانيس. وأكد أن فيروس الايبولا ينتقل بين صفوف المجتمع من خلال عدوى من إنسان الى آخر بسبب ملامسة دم الفرد المصاب بها او افرازاته أو أعضائه أو سوائل جسمه الاخرى. بينما يوضح الدكتور محيى الدين عامر استاذ أمراض الكبد والجهاز الهضمى بكلية طب جامعة الازهر ان أساس فيروس الايبولا هو فيروس أنفلونزا الطيور ويتحور لعدد من الفيروسات الاخرى فالفيروسات تكون متواجدة فى الفراخ والطيور ثم تنتقل للانسان. وأضاف: أن الجامعات المصرية بها كشف طبى خاص على الطلاب القادمين من دول أفريقيا أو الصين أو الدول التى يشتبه بها انتشار الفيروسات فيها قبل دخولهم الجامعة حتى لا ينتشر الفيروس فى الدولة. وأشار إلى أن فيروس الايبولا موجود فى أفريقيا منذ خمسين عاما، موضحا أن الفيروس ليس مؤثرا فى موسم الحج فى حال اتخاذ الاجراءات الصحية المناسبة لأن المصاب من الفيروس لا يستطيع التحرك ويصاب بالاعياء الشديد ويصعب نقله ولا يستطيع أداء فريضة الحج. وعن جماهير الألتراس التى تذهب وراء فرق كرة القدم للتشجيع قال عامر إنه يجب على تلك الجماهير فى حالة ذهابها لدول أفريقيا ان تسكن فى فندق خمس نجوم، والا تذهب للاماكن الموبوءة بالفيروس، مشيرا إلى أن فيروس كورونا مازال يتمكن من السعودية مطالبا العاملين فى مجال الرعاية الصحية القائمين على رعاية المرضى انه فى حالة الاشتباه فى اصابتهم بفيروس الايبولا سواء فى موسم الحج بالسعودية أو غيرها أن يلتزموا باحتياطات مكافحة العدوى وذلك تلافيا للتعرض لدماء المرضى وسوائل جسمهم أو الاتصال المباشر غير الآمن بالبيئة التى يحتمل تلوثها بالفيروس، كما يجب توفير الرعاية الصحية للمرضى الذين يشتبه فى اصابتهم بعدوى الايبولا أو تتأكد اصابتهم بها على اتخاذ تدابير محددة لمكافحة المرض وتعزيز التحوطات المعيارية ولاسيما نظافة اليدين الاساسية واستخدام معدات الوقاية الشخصية. ويوضح الدكتور عمرو قنديل رئيس قطاع الطب الوقائى بوزارة لصحة ان هناك اجراءات وقائية كثيرة اتخذتها وزارة الصحة لمنع انتشار الايبولا مؤكدا أن المملكة العربية السعودية منعت تأشيرات الافارقة من دخول الاراضى السعودية. وأضاف ان أنفلونزا الطيور اصبحت حالتها قليلة جدا فى مصر وهو فيروس ينشط فى موسم الشتاء وحالاته اصبحت لا تتعدى خمس حالات سنويا، كما أن فيروس أنفلونزا الخنازير ايضا ينشط فى موسم الشتاء، موضحا أن فيروس كورونا مازال متواجدا فى السعودية وتعمل المملكة على القضاء على الفيروس، لكن الايبولا فيروس اخطر من الفيروسات الاخرى ومنعت المملكة العربية السعودية دخول الافارقة أو المشتبه بهم لبلادها. وأوضح ان دخول اى شخص يشتبه بالمرض فى مصر يعرض أولا على الحجر الصحى قبل دخوله ثم اذا اشتبه به يحول لمستشفى الحميات وبعدها يتابع لمدة 21 يوما ثم يرحل لبلده. وعن جماهير الالتراس، أشار الى أن هناك تنسيقا بين وزارة الشباب والرياضة ووزارة الصحة لحماية المشجعين فى حالة سفرهم إلى دول أفريقيا أو أى دولة يشتبه فيها المرض، ويقدم لها الارشادات المطلوبة قبل مغادرة مصر. وقال إن الحجر الصحى عند تعامله مع المريض بمنفذ الوصول يحال الى الاستقبال أو العيادة الخارجية بالمستشفى، ويتم وضعه فى مكان منفصل للفحص، لتحديد ما اذا كان حالة اشتباه، مشيرا الى أنه فى حالة تأكيد تشخيصه كحالة مشتبه بها يتم عزله فى غرفة العزل الخاصة بالحالات المشتبهة بها بالمستشفى بالاضافة الى التشديد على اقسام الحجر الصحى فى تطبيق الاجراءات الصحية الوقائية لمناظرة جميع الركاب القادمين فى حالة ظهور أى من أعراض المرض عليهم سواء ارتفاعا فى درجة الحرارة أو صداعا والتهابا بالحلق أو قيئا أو طفحا جلديا لافتا الى أنه فى حالة وجود أى من أعراض المرض لدى أى من القادمين يعزل المشتبه فيه بمستشفيات الحميات وتخطر الغرفة الوقائية بالوزارة فورا وتم تخصيص مستشفى حميات العباسية لتكون مركز دخول الحالة بالاضافة الى التنسيق مع وزارة الخارجية وافادتها بالدول التى بها اصابات ليتم اتخاذ جميع الاجراءات الاحترازية للحد من انتشار المرض. وأشار إلى أنه تم عمل كارت متابعة للقادمين من الدولة التى ظهر بها المرض موضحا به اسم القادم وعنوانه بالتفصيل داخل مصر وترسل الكشوف بالاسماء والعناوين الى الاماكن التابع له محل اقامته لمراقبتهم صحيا لمدة ثلاثة أسابيع. وعلقت سفارة المملكة العربية السعودية فى غينيا 7200 تأشيرة حج لمسلمى ثلاث دول أفريقية هى غينيا وسيراليون وليبيريا وذلك نتيجة انتشار فيروس الايبولا كإجراء احترازى لمنع انتشار المرض الى أوساط الحجاج فى الموسم المقبل. كشف القائم بأعمال سفارة المملكة العربية السعودية فى العاصمة الغينية كوناكرى محمد آل حمود فى تصريحات له ان قرار تعليق التأشيرات صدر قبل ثلاثة أشهر، مشيرا إلى أن حكومات هذه الدول قد تفهمت القرار رغم ما أعلنت عنه حكومة غينيا قبل اسبوعين من رفع مستوى التدابير وفرض حزمة من الاجراءات مع بدء الموجة الثانية للفيروس وذلك لضمان خلو مواطنيها الراغبين فى الحج من الاصابة به، وأشار إلى أن واقع انتشار الفيروس يحتم استمرار تعليق تأشيرات الحج. وأوضح سفير خادم الحرمين الشريفين لدى غينيا ان المملكة اشترطت لرفع التعليق عن التأشيرات الحصول على مذكرة صريحة من منظمة الصحة العالمية تؤيد سفر مواطنى هذه الدول الى الحج وقد تفهمت الحكومة واقع الامر، وأضاف أن السفارة سعت جاهدة لبحث الامر مع حكومة غينيا كونها دولة إسلامية ويدنو حجاجها من 7 آلاف حاج بخلاف دولتى سيراليون وليبيريا حيث إن الحجاج القادمين منها ينحصرون فى حدود 400 حاج. وأوضح عدد من خبراء الصحة أن فيروس كورونا عمره عشرة آلاف سنة وتم اكتشاف أول حالة اصابة بهذا الفيروس فى الستينيات كما ادى هذا الفيروس الى مرض «السارس» «SARS» الذى استشرى فى آسيا والصين فى عام 2003 مما استدعى استنفارا عالميا لعلاج هذا الوباء فى هذه الآونة وفى عام 2012 ظهر فيروس كورونا مرة أخرى فى الشرق الاوسط فى عدة دول مثل السعودية والإمارات فيما يعرف «بالمتلازمة التنافسية الشرق أوسطية» مشيرين الى أن الابحاث تقدمت فى هذا الصدد لتكتشف ان هذا الفيروس قد تطور فى الطيور وخصوصا الخفافيش لما يزيد على 50 عاما قبل أن يصيب الجمال وحيوانات أخرى مثل الماعز فى عام 1996 وأن هذا الفيروس بعد تطوره فى جسد الحيوانات انتقل الى الانسان فى عام 2012 وتكمن الخطورة فى اكتشاف عدة أنواع لهذا الفيروس فى الإمارات والسعودية وعمان وهو بمثابة خطر عال ينذر بالتفشى بسبب مناسك الحج فى السعودية. وعن الإجراءات التى سوف تتخذ خلال بداية موسم الحج ومتابعة الحالة العامة للحجاج والتأكد من عدم تسجيل حالات «إيبولا» أو غيره من الامراض المعدية قال الدكتور حسن البشرى ممثل منظمة الصحة العالمية إنه بصدد الترتيب لاجتماع خلال الاسابيع القادمة فى مدينة جدة مع رؤساء بعثات الحج الطبية للدول ذات اعداد الحجاج الكبيرة للتأكد من تنسيقهم التام مع سلطات الصحة السعودية والتأكد من قيامهم بالترصد والمراقبة الوبائية لبعثاتهم واعداد تقارير يومية خلال موسم الحج، وتقارير آنية اذا دعت الحاجة عن الإيبولا وباقى الامراض المعدية.