ينتظر نادي الزمالك توقيع عقوبات صارمة عليه من جانب الاتحاد الإفريقي لكرة القدم تصل لحد حرمانه من المشاركة في البطولات الإفريقية لمدة لا تقل عن عامين أو ثلاثة علي أقصي تقدير عقب اقتحام جماهيره لأرض الملعب قبل انتهاء مباراته التي أقيمت علي استاد القاهرة أمام الإفريقي التونسي في لقاء الإياب بدور ال32 بدوري أبطال إفريقيا، ومحاولة الاعتداء علي لاعبي الفريق الضيف، حيث ينتظر مسئولو الكاف تقرير مراقب المباراة المغربي محمد باهو وحكام اللقاء بقيادة الجزائري محمد مكنوز، يأتي هذا في الوقت الذي حرص فيه أعضاء رابطة «الوايت نايت» علي أن تعلن عدم مسئوليتها عن أحداث الشغب، حيث قال أحد مسئولي الرابطة إنهم سوف يصدرو يصدرون بياناً إعلامياً لتوزيعه علي الصحف والمواقع الإلكترونية والقنوات الفضائية لتوضيح موقفهم بأنهم فوجئوا بالهجوم من جماهير ليست من أعضاء «الوايت نايت» يندفعو ننحو أبواب الملعب قبل نهاية المباراة بحوالي ثلاث دقائق في الوقت الذي كانوا فيه ينتظرون أن يحرز الزمالك الهدف الثالث في ظل سيطرته علي مجريات الأمور حتي بعد قيام الحكم الجزائري محمد مكنوز بإلغاء هدف لأحمد جعفر بداعي التسلل. ونفي قائد مشجعي «الوايت نايت» أن يكون أعضاء الرابطة من أفراد الثورة المضادة أو مأجورين، مشيراً إلي أن معظمهم طلبة جامعيون أو بمدارس ثانوي وينفقون علي الدخلات من مصروفهم حيث لا يوجد ممول أو محرك لهم، وليسوا من البلطجية كما تم تصويرهم بعد أحداث لقاء الإفريقي. وأكد أنهم حضروا إلي منطقة استاد القاهرة في حوالي الساعة 11 صباحاً كما تعودوا للتجمع قبل دخول الاستاد حيث فوجئوا أن البوابة الخاصة بمدرجات الدرجة الثالثة يمين التي تعودوا الدخول منها محطمة حيث أخبرهم أمن البوابة أن حوالي ألفي مشجع حضروا قبلهم بساعة لدخول الاستاد بدون تذاكر بعد تحطيم البوابة. وأكد عضو رابطة ال«وايت نايت» أن سلوكهم معروف للجميع حيث إنهم حريصون علي مساندة الفريق الأبيض في أحلك الظروف ويساندونه دائماً في المدرجات بدون أن يصدر منهم أي سلوك خارجي رغم أن الفريق كان يخسر في السنوات الماضية من طوب الأرض. من جانبه أكد المستشار جلال إبراهيم رئيس النادي أنه حرص علي تقديم اعتذار رسمي للشعبين التونسي والجزائري من خلال التوجه للسفارة التونسية مع المهندس حسن صقر رئيس المجلس القومي وسمير زاهر رئيس اتحاد الكرة حيث التقوا مع القائم بالأعمال الذي حرص علي تقديم خالص الشكر لنادي الزمالك والجهاز الفني واللاعبين الذين دافعوا عن لاعبي الفريق التونسي وتحولوا إلي دروع بشرية لحمايتهم حتي غادرت البعثة الاستاد في أمن وسلام متوجهين لمطار القاهرة، وأكد رئيس نادي الزمالك أنه سيقوم بزيارة مماثلة لسفارة الجزائر لتقديم اعتذار لمسئوليها بعد محاولة الاعتداء علي حكم اللقاء الجزائري محمد مكنوز. وأعرب المستشار جلال إبراهيم عن بالغ أسفه للأحداث السيئة التي انتهت عليها المباراة موجهاً اللوم لمسئولي الأمن الذين تركوا هذه القلة تقتحم أبواب الاستاد في الصباح الباكر ولا تحمل تذاكر بدون أن يتخذ ضدها إجراءات رادعة، مشيرًا إلي أن هذه القلة ليست من جمهور الزمالك أو أعضاء روابطه المحترمة لكن من الواضح أنها تمثل الثورة المضادة التي تسعي للقضاء علي الرياضة المصرية..وأكد أن مجلس الإدارة يعقد اجتماعه لبحث الأسلوب الأمثل لمواجهة مثل هذه الأحداث مع إصدار بيان رسمي للاعتذار عما بدر من الجماهير، مشيراً إلي أن قيامه كرئيس للنادي بزيارة السفارتين التونسية والجزائرية اعتذار رسمي. وفي سياق متصل حرص عدد كبير من مشجعي الزمالك يتقدمهم أعضاء من ثورة 25 يناير والفنانين والمثقفين علي التوجه إلي السفارة التونسية بالقاهرة من أجل تقديم اعتذار عن أحداث استاد القاهرة التي أطلق عليها «موقعة الجلابية» للتأكيد علي العلاقة الطيبة التي تجمع بين الشعبين المصري والتونسي، خاصة عقب ثورتي 25 يناير والياسمين بتونس. من جانبه أكد إبراهيم حسن أنه بريء من تهمة توجيه الجماهير للاعتداء علي لاعبي الإفريقي التونسي، مؤكداً أن تصريحاته عن المباراة تم فهمها بشكل خاطئ موجهاً اللوم للإعلام الذي صور المباراة علي أنها حياة أو موت كأنها معركة حربية وأكد أنه لم يحرض الجماهير أو يشير إليها بالنزول لأرض الملعب كما يروج البعض بدليل أنه حرص مع توءمه حسام حسن ولاعبي الفريق علي الإسراع نحو لاعبي الإفريقي لحمايتهم وتأمينهم حتي وصلوا لغرفة خلع الملابس الخاصة بهم وتعرض توءمه حسام حسن لأزمة قلبية كادت تودي بحياته. يأتي هذا في الوقت الذي بدأت فيه حملة علي مواقع «تويتر» وال«فيس بوك» تطالب بمعاقبة التوءم وإقالتهما من الجهاز الفني للزمالك وذلك قبل سفرهما إلي السعودية والكويت. وكانت بعثة الفريق الأبيض قد غادرت القاهرة ظهر أمس في طريقها إلي السعودية برئاسة ماهر عبدالعزيز عضو المجلس لخوض اللقاء الودي أمام أبها السعودي المقرر إقامته في الخامسة من مساء اليوم ضمن فقرات مهرجان اعتزال محمد أبوعراد حيث تعذر الاعتذار عن الرحلة خاصة بسبب العقود والالتزامات المالية وفق ما أكده المستشار جلال إبراهيم رئيس الزمالك. وكان الجميع قد عاش ليلة عصيبة أمس الأول عقب اندفاع الجماهير لأرض الملعب للاعتداء علي طاقم التحكيم الجزائري ولاعبي الإفريقي وسط ذهول من الأمن الذي وقف مكتوفي الأيدي في البداية بعدما ترك الجماهير تقتحم أرض الملعب. ولعب العقلاء من الجماهير مع لاعبي الزمالك خاصة أحمد جعفر وهاني سعيد وإبراهيم صلاح وأحمد سمير وعبدالواحد السيد وأبو كونيه ومحمود فتح الله وميدو دوراً بطولياً في الدفاع عن لاعبي الفريق الضيف ومعهم التوءم حسام وإبراهيم حسن والدكتور مصطفي المنيري وعماد المندوه مدرب حراس المرمي. وظهرت شائعة مقتل أحد لاعبي الإفريقي يوسف المويهبي وهو ما نفاه الدكتور أشرف صبحي حيث وضح أن عدداً من الجماهير الزملكاوية اصطحبته لأتوبيس الفريق التونسي حتي وصل لغرفة خلع الملابس بسلام في الوقت الذي تولي فيه الدكتور مصطفي المنيري ومحمد السيد علاج اللاعبين المصابين مهدي الرصايص ووسام بن يحيي وبخلاف عدد من الجماهير التي أصيبت بإغماءات وتم استدعاء 5 سيارات إسعاف وحوالي 18 مدرعة لتأمين بوابات الاستاد مع توفير حماية لسيارات بعثة الفريق التونسي وطاقم التحكيم ومراقب المباراة والسيارة الخاصة بجمال القدوس رئيس نادي الإفريقي وذلك تحت إشراف قيادات وزارة الداخلية والشرطة العسكرية.