اختتمت السامبا البرازيلية كأس العالم الذى احتضنته على مدار شهر كامل بنهاية مأساوية لم تخطر على بال احد بعد سقوطها المخزى بثلاثية امام هولندا فى مباراة المركز الثالث التى شهدها ملعب الاسطورة مانى جارينشيا بمدينة برازيليا. لأول مرة تنهزم البرازيل فى مباراتين متتاليتين فى كأس العالم منذ 40 عاما وتستقبل شباكها عشرة اهداف كاملة حيث سقطت أمام الألمان بسباعية وبعدها بخمسة أيام أمام هولندا بثلاثية. على النقيض فإن هولندا مسحت جزءًا كبيرًا من دموعها بتتويجها بالمركز الثالث الذى عوض اللاعبين ولو بشىء بسيط عن صعودهم للنهائى الذى كان قاب قوسين أو أدنى. هولندا قدمت عرضا جيدا امام البرازيل وتقدمت مبكرا عن طريق القائد روبن فان بيرسى من ركلة جزاء «غير صحيحة» ثم اضاف دالى بليند الهدف الثانى فى حين تكفل جورجينهو فالديندوم بإحراز الثالث. ومن جديد دفعت السامبا ثمن أخطاء المدرب لويس فيليبى سكولارى الذى اجرى تغييرات كثيرة على التشكيل وطريقة اللعب متجاهلا عنصر التجانس حيث دفع بجو و ماكسويل ويليان فى التشكيلة الأساسية مما افقد الفريق روح الجماعة وبدا مشتتا داخل المستطيل الأخضر. سكولارى الذى شدد بعد المباراة ان مستقبله مع البرازيل بات تحت رحمة مسئولى الاتحاد البرازيلى لكرة القدم سيكون هو المدرب الأسوأ فى ذاكرة البرازيليين لأن الجميع سيتذكر انه وبعد 39 عاما دون هزيمة فى أى مباراة رسمية على أرضها خسرت البرازيل مرتين متتاليتين فى خمسة أيام تحت قيادته. وجاءت الهزيمة 7-1 فى قبل النهائى أمام المانيا كأقسى هزيمة للبرازيل فى كأس العالم ثم خسرت 3-صفر أمام هولندا . وربما تنسى الجماهير ان سكولارى منذ 12 عاما كان بطلا قوميا بعدما قاد السامبا للفوز بكأس العالم فى كوريا واليابان لكن الأكيد ان الهزيمة القاسية أمام المانيا تحديدا سيظل عارها يلاحق الفريق فى كأس العالم والتى تقام على أرضه للمرة الأولى منذ 1950. البرازيل فى المجمل قدمت واحدة من أسوأ البطولات رغم وصولها للمربع الذهبى حيث بدا التفكك على الدفاع الذى فشل فى رقابة المنافسين أو التغطية أو الالتحامات، كما غاب الابداع عن خط وسط الفريق فى ظل تراجع فرناندينيو ولويز جوستافو، كما ان سكولارى لم يتدخل لحل ازمات خط الوسط لكنه ترك هذا الخط عرضة لضغط المنافسين ولم يكن هناك من يصنع الفرص مع غياب نيمار بسبب الاصابة. وكانت البرازيل المرشحة الأبرز للقب السادس فى تاريخها لأنه لم يسبق لأى فريق من أوروبا أن فاز بالبطولة فى الامريكتين. وفازت البرازيل بتسع مباريات متتالية قبل كأس العالم تحت قيادة سكولارى الذى ساهم فى فوز بلاده باللقب الخامس فى تاريخها عام 2002. وقبل عام واحد فازت البرازيل بكأس القارات على أرضها بعد انتصارها فى المباريات الخمس واكتساح اسبانيا بطلة العالم وأوروبا 3-صفر فى النهائي. لكن البرازيل لم تقدم أداء مقنعا منذ اللحظة التى تأخرت فيها أمام كرواتيا فى المباراة الافتتاحية. وفازت البرازيل 3-1 فى تلك المباراة لكنها احتاجت لركلة جزاء مثيرة للجدل كى تتقدم على كرواتيا. ولم تتمكن البرازيل من هز شباك المكسيك فى المباراة الثانية لتتعادل معها بدون أهداف لكنها اكتسحت الكاميرون 4-1 فى آخر مباراة لها بالمجموعة رغم تراجع دفاعها بشدة أمام واحد من أضعف الفرق فى البطولة. وتغلبت البرازيل على تشيلى بركلات الترجيح فى دور الستة عشر بعد مباراة متكافئة ثم تغلبت 2-1 بصعوبة على كولومبيا فى دور الثمانية. ومع غياب نيمار للإصابة وتياجو سيلفا للإيقاف جاءت المباراة الحاسمة أمام ألمانيا التى لقنت البرازيل درسا لن تنساه الجماهير طويلاً. ثم اختتمت السامبا المونديال بعرض هزيل آخر أمام الطواحين الهولندية لتسقط بالثلاثة. جدير بالذكر ان لويس فان جال المدير الفنى لمنتخب هولندا كان قد اعلن عقب المباراة رسميا اتجاهه لتدريب مانشستر يونايتد الانجليزى. وحرص فان جال على توجيه الشكر للاعبين مشددا على انهم كانوا ابطالا ولم يقصر احدهم فى اداء ما عليه طوال المونديال. هذا وأصبح فان جال اول مدرب فى التاريخ يستخدم اللاعبين ال 23 فى بطولة كأس العالم حيث استغل تقدم فريقه 3-صفر فى الوقت بدل الضائع أمام البرازيل ليدفع بالحارس الاحتياطى فورم بدلًا من الأساسى سيليسين، ليستخدم بالتالى كل اللاعبين الذين اصطحبهم معه إلى كأس العالم. لويس فان جال بتبديله أزاح الألمان عن الرقم القياسى الذى يحملونه فى مونديال 2006 و2010، حيث كانوا قد استخدموا 22 لاعبًا مع عدم استخدام الحارس الثالث، لكن الدفع بفورم جعل هولندا تحقق رقمًا قياسيًا يستحال كسره لأنهم استخدموا كل اللاعبين.