«التانجو» أسقط «الطواحين»

حرم القدر من جديد منتخب هولندا من فرصة المنافسة على لقب كأس العالم بعدما سقط الطواحين امام التانجو بركلات الترجيح فى الدور قبل النهائى للمونديال الحالى ببلاد السامبا.
وبات المنتخب الهولندى هو الوحيد فى التاريخ الذى يتأهل إلى الدور قبل النهائى خمس مرات ولا يفوز بلقب المونديال لدرجة أن التتويج باللقب العالمى أصبح يمثل عقدة للطواحين وجماهيرهم فى مختلف العصور والأجيال.
على الجانب المقابل ابتسم الحظ كثيرًا للمنتخب الارجنتينى الذى تأهل لنهائى المونديال لأول مرة منذ 24 عاماً كاملة ليعيد نهائى بطولة 1990 مع ألمانيا فى المواجهة التى ستقام يوم الأحد المقبل التى يتمنى فيها منتخب التانجو بقيادة ليونيل ميسى الثأر من الماكينات.
سجل للأرجنتين فى ركلات الترجيح ميسى وجاراى وأجويرو وماكسى رودريجيز، وسجل لهولندا روبن وكاوت وأضاع فلار وشنايدر.
المباراة جاءت ضعيفة فنيًا وفقيرة تهديفيًا وخالية من اللمحات المهارية العالية وهذا يعود إلى التأمين الدفاعى المفرط من الفريقين.
هولندا ليست لها مبررات مقنعة فى التراجع الدفاعى لدرجة أن فان جال لعب خطة 6 /3 /1 فى حالة فقدان الكرة.. هذا التراجع الهولندى منح الأرجنتين فرصة مبادلة الهجمات والاستحواذ على الكرة فى فترات متعددة.
كما دفع الهولنديون ثمن اخطاء فان جال غاليًا بعدما حرق المدرب المخضرم جميع تغييراته وبالتالى اضطر لخوض ركلات الترجيح بالحارس الاساسى سيلسن ولم يستعن بالحارس البديل تيم كرول المميز فى التصدى لركلات الترجيح.
أما التانجو ومدربه سابيلا فكان اكثر واقعية حيث ظهر منذ بداية اللقاء ان سابيلا يريد الوصول إلى ركلات الترجيح.. وفى ظل استسلام ليونيل ميسى للرقابة اللصيقة وغياب دى ماريا المصاب كان واقعيا جدا ان يتراجع التانجو للدفاع واللعب على المرتدات فقط.
ولاول مرة فى هذه البطولة ينجح الدفاع الارجنتينى فى ايقاف مفاتيح لعب المنافس بشكل تام حيث قضى ماسكيرانو على آرين روبن من خلال رقابة رائعة فرضها عليه وتاه فان بيرسى امام المدافع المخضرم ايزيكل جاراى.
رقم ميسى
كسر ليونيل ميسى رقم مواطنه أسطورة كرة القدم دييجو أرماندو مارادونا بعدما خاض مباراته ال92 الدولية مع التانجو خلال مواجهة هولندا.
ورفع ميسى بحسب شبكة «أوبتا» الخاصة بإحصائيات كرة القدم رصيد مبارياته الدولية مع منتخب التانجو إلى 92 مباراة دولية متفوقًا على دييجو مارادونا صاحب ال91 مباراة مع كتيبة التانجو، ليواصل نجم برشلونة تحطيم الأرقام القياسية فى عالم الساحرة المستديرة.
مشاعر متناقضة
عقب المباراة تباينت بشدة مشاعر وردود افعال الجهازين الفنيين للمنتخبين حيث خرج لويس فان جال مدرب هولندا نادما لعدم استخدام حارسه تيم كرول المتخصص فى ركلات الترجيح بعدما ودع فريقه كأس العالم.
ولم يسبق لحارس هولندا الأساسى يسبر سيلسن إنقاذ أى ركلة جزاء طيلة مشواره الاحترافى وفشل فى التصدى لأى من الركلات الترجيحية الأربع للأرجنتين بينما أهدر زميلاه رون فلار وويسلى شنايدر ركلتين.
وتغلبت هولندا على كوستاريكا بركلات الترجيح فى دور الثمانية بعدما أشرك فان جال الحارس البديل كرول من أجل هذه الركلات الحاسمة خصيصًا ونجح بالفعل وقتها فى إنقاذ ركلتين.
لكن فان جال أجرى تبديلاته الثلاثة ضد الأرجنتين منها استبدال المهاجم المرهق روبن بفان بيرسى فى الوقت الإضافى لذا كان على سيلسن البقاء فى الملعب بعد التعادل بدون أهداف فى الوقتين الأصلى والإضافى.
وقال فان جال للصحفيين: لو أتيحت لى فرصة لاستبدال ياسبر لفعلت ذلك لكنى كنت قد أجريت التبديلات الثلاثة بالفعل فلم أتمكن من ذلك.
وأضاف: رأيت أنه من الضرورى إخراج فان بيرسى لأنه لم يكن يقوى على الوقوف.. كان شعورى هو أن يتمكن المهاجم البديل كلاس يان هنتيلار من تسجيل هدف.
على النقيض ابدى اليخاندرو سابيلا المدير الفنى للتانجو سعادته الكبيرة بتخطى هولندا والصعود للمباراة النهائية.
وقال سابيلا: هولندا فريق قوى ومنظم وتخطيه كان تحديًا كبيرًا بالنسبة لنا.
وشدد سابيلا على ان فريقه سيقاتل للتتويج بلقب المونديال الاحد القادم امام منتخب المانيا الرهيب.