زخرفت القاهرة فى العصر الفاطمى بالمبانى الرائعة، واشهرها الاسوار والبوابات التى صممت لاغراض معينة أهمها الحماية، تنم عن مدى براعة المصريين حيث كانت هناك فتحات فى الاسوار لصب الزيت المغلى على العدو، وهناك فتحات اخرى صممت خصيصا فى الابواب لرمى السهام من اعلى، ولم تقتصر اهمية الابواب على الغرض الذى صممت من اجله، بل كان روعة التصميم وجمال الزخارف والنقوش سببا فى شهرة ابواب القاهرة الفاطمية، وقد تبقى من هذا كله أجزاء من أسوارها وبواباتها وبعض من المساجد.. وتأتى فى المقدمة الأسوار التى أقامها جوهر الصقلى، فكانت ترسم مستطيلا غير منتظم الأضلاع طوله نحو ألف ومائة متر من الشرق إلى الغرب، وألف ومائتى متر من الشمال إلى الجنوب وكانت تلك الأسوار مبنية من كتل ضخمة من اللبن، وكان عرض الجدار فيها يزيد قليلا عن مترين وكان بها ثمانى بوابات بابان شمالا وهما باب الفتوح، باب النصر،اما من الشرق باب البرقية،باب القراطين،وغربا باب الفرج وباب سعادة ومن الجنوب بابا زويله. وكانت أهم البوابات فى عهد جوهر بوابة الفتوح فى منتصف الأسوار الشمالية، بوابة زويله فى منتصف الأسوار الجنوبية، وكان يصل بين هاتين البوابتين الطريق الرئيسى الذى أطلق عليه (بين القصرين)، وكان هذا الطريق يقسم القاهرة قسمين متساويين تقريبا كما كان بها طريق رئيسى آخر يجتاز المدينة من الشرق إلى الغرب، شمالى مسجد الأزهر، ويصل بين أسوارها الشرقية من باب البرقية، وبين أسوارها الغربية.. وكان بالقاهرة أحياء متسعة عامرة، كانت تسمى حارات أو أخطاط، أكثرها شهرة حارات زويلة والجوذرية والوزيرية والباطلية والمحمودية والبرقية وحارتا الروم وكتامة، وكانت كلها مخططة من وقت تخطيط القاهرة ومنسوبة إلى قوم كانوا من صحبة جوهر الصقلى، ومنها حارة برجوان التى كانت بها دار المظفر ابن أمير الجيوش، وحارة الدليم التى كانت بها دار الصالح طلائع بن رزيك وحارة الأمراء التى كانت بها دار الوزير عباس فى عهد الخليفة الظافر وكانت هذه الأحياء منحصرة داخل أسوار القاهرة، وكانت هناك أحياء زاهرة أخرى خارج هذه الأسوار، منها خط الحسينية خارج باب الفتوح، وكان يتكون من ثمانى حارات ومنها أرض الطبالة المنسوبة لامرأة كانت تغنى للخليفة المستنصر، ومنها المقسى والتبانة واليانسية واللوق وغيرها. ومن بين تلك الابواب «باب النصر»، يعد بناء هذا الباب من أنفس الأبنية الحربية الباقية بمصر الإسلامية فالواجهة تتكون من بدنتين مربعتين، وهما مستطيلتا القاعدة، وبارزتان خارج البوابة وخارج الأسوار، ويتوسط البدنتين باب مرتفع، به فتحة من أعلاه كى تصُب منها المواد الحارقة على من يحاول اقتحامه. «باب الشعرية» الذى بهذا الاسم نسبة إلى طائفة من البربر يقال لهم بنو الشعرية وهو أحد بابين كانا فى جزء من السور الشمالى الذى شيده بهاء الدين قراقوش وزير السلطان صلاح الدين الأيوبى، و«باب الخلق» حيث كان على رأس الطريق الموصل من باب زويله لميدان باب الخلق المعروف الآن بشارع تحت الربع وقد أنشئ هذا الباب أيام الملك الصالح نجم الدين أيوب عام1241 م وكان اسمه أول الأمر باب الخرق وكان يفتح عليه ميدان باب الخلق، ولكن لاستهجان كلمة الخرق وحيث إن هذا الميدان كان يمر به كثير استبدلت مصلحة التنظيم فى عهد الخديو إسماعيل هذه الكلمة وسمى بميدان باب الخلق والذى يعرف الآن بميدان أحمد ماهر. «باب الغورى» الذى يقع هذا الباب فى منتصف سوق خان الخليلى عبارة عن باب شاهق مرتفع يحلى عقده بمقرنصات أحيطت بزخارف وقد غطى بمقرنصات جميلة تنتهى بطاقية بها لفظ الجلالة، و«باب الوزير» الذى يعد أحد أبواب القاهرة الخارجية فى سورها الشرقى الذى أنشأه صلاح الدين ويقع فى المسافة الواقعة بين الباب المحروق وبين قلعة الجبل، فتحه الوزير نجم الدين محمد قلاوون عام1341 م لذلك عرف بباب الوزير وإليه ينسب شارع الوزير وقرافة باب الوزير وهو لا يزال قائما حتى الآن.