كان الرسول، عليه الصلاة والسلام، كل يوم، قبل خلوده للنوم، يمر على زوجاته واحدة تلو الأخرى. يجلس معها يحدثها حديثا عاديا، بسيطا، بعيدا عن تعقيدات الدعوة وشئون المنافقين وتحديات المؤمنين. يترك أمور الحكم والنبوة والحرب، ويكون زوجا ودودا يسمع أكثر مما يتكلم. وقبل خروجه يقترب قليلا ويضع قبلة على جبينها ويغادر. وكان رسول الله يحب الحلوى والعسل. كما تحكى عائشة. وفى مرة جاءت هدية لزوجته زينب، عكة بها عسل، فحرصت أن توفرها للرسول. كلما دخل عليها ناولته ليأخذ رشفة أو رشفتين. فيتأخر عندها أكثر من الوقت المعتاد للباقيات. ولاحظت النسوة وعلى رأسهن عائشة وحفصة تأخره عند زينب. لأن النساء عندما يتعلق الامر بنساء أخريات يكن أكثر دقة من الدكتور احمد زويل وقياسه للتفاعل داخل نواة الذرة بوحدة الفيمتو ثانية. فبعثن من يتلصص عليه ليعرفن السبب. وعرفن. لأن النساء فى التجسس أقوى من ادوارد اسنودن عميل الاستخبارات الأمريكية اللاجئ فى روسيا. ودبرن لذلك حيلة.. قالت عائشة ان رسول الله لا يكره شيئا قدر كراهيته لأن يقال له، نجد فى رائحتك شيئا كريها. كان الرسول حريصا أشد الحرص على نظافته الشخصية ورائحة جسده وملابسه وفمه، وحرصه يزداد عندما يتعلق الامر بزوجاته. لا يضايقهن بشيء ولو برائحة تؤذيهن. فاتفقن على أنه عندما يجلس مع كل واحدة، وقيامه بتقبيلها، تظهر نفورها منه لأنها تجد فى فمه رائحة كريهة. وبالفعل اقترب ليقبل حفصة فقالت عساك أكلت شيئا.. فقال لم آكل إلا العسل.. قالت عساه تغذى على عرفطا. وهو نبات الصمغ كريه الرائحة. وفعلت عائشة مثل ما فعلت حفصة.. فحلف الرسول أنه لا يذوق العسل ثانية. وعندما ذهب الى زينب وناولته العسل أزاحه وقال لن آكله. وهكذا، حرم الرسول على نفسه طعاما حلالا، جميلا، يحبه، كى لا يضايق زوجته. تخيل الرسول الذى يضيق على نفسه، ويحرم عليها ما أحل الله، ويضع طعاما محببا الى نفسه كى لا يضايق زوجته أو يزعجها وهو يقبلها على جبينها. هل يأمر بعد ذلك باغتصاب الزوجة عنوة أو معاشرتها فى السرير كحيوانة بلا ارادة وبلا روح وبلا رغبة! هذا هو رسول الله يا صديقي. لا يزعج الناس. والنساء. ولو اضطر الى تحريم ما أحل الله. فى بيئة صحراوية بدائية جافة لا تعرف أى حقوق للبشر. كاتب فى الفكر الاسلامى